رفقاء من بيروت رفيقان لمن يعرف عنهما حالياً؟
من عائلة مارونية متعصبة، قطنت الجميزة ووجدت في أبنائها كلّ العالم.
لو لم يغادر الى برلين فيتعرّف الى رفقاء كان منهم الرفيق حسن يونس 1 ، لما تعرّف الى مسلمين او الى الحزب، فأقسم.
كانت تربط الرفيق حسن صداقة قوية مع الرفيق طه غدار. بواسطته تعرّف الرفيق سلفيتي على الرفيق طه.
كان الرفيق حسن اعتاد أن يزور الرفيق سلفيتي في منزل العائلة في الجميزة، انما لم تكن والدة الرفيق انطوان ترتاح اليه، فهو «مسلم» وسحنته سمراء، والشكل أقرب الى أبناء وادي النيل.
ذات يوم، والوالدة تلوم ابنها انطوان أنه «يعاشر إسلام»، قرّر ان يعرّفها على أحد أصدقائه، الرفيق طه غدار الذي كان يختلف بالشكل عن الرفيق حسن، على انه من الطائفة المسيحية، في البيت عرّف عن الرفيق طه على انه بيار…
رحبت الوالدة وفرحت
ايه، هيئة المسيح على وجهه
ضحك الرفيق انطوان وقهقه الرفيق طه غدار… الشيعي من قناريت الزهراني .
الرفيق جان مسعد
كان يتولى مسؤولية ناظر المالية في منفذية الطلبة الجامعيين، وطالباً في الجامعة اليسوعية. ذكي، نشيط، قومي اجتماعي، وملتزم أخلاق النهضة، محب، لا تستطيع الا أن تأنس اليه وترتاح لنفسيته القومية الاجتماعية.
كان يتردّد كثيراً الى مكاتب جريدة «البناء»، في فترة تولي مسؤولية مدير الإدارة فيها، يساهم بتوزيعها، ضمن مسؤوليته كناظر للمالية، ويقرأ الصفحة 19 2 ويسرّ بمضمونها، والتقيه باستمرار.
كان ربيب عائلة بورجوازية. والده يملك شركة للتأمين ومنزلهم في منطقة الصنايع ويصطافون في منزل مستأجر في منطقة زغرين. غادروا زغرين والمنزل في الصنايع ولم أعد أعرف عنه شيئاً.
هل غادر؟ هل وافته المنية؟ هل؟.. إنه من الرفقاء الذين لا يبرحون ذاكرتي.
هوامش
1 حسن يونس: نشط في برلين، ثم اذاعياً في قرى وبلدات في قضاء صور وكانت له اليد الطولى في انتماء عدد جيد من الرفقاء، في عدد من قرى القضاء.
2 الصفحة 19: عندما كنت مديراً لإدارة البناء نشرت ذات يوم مقطوعات وجدانية، وتعليقات على صور في الصفحة 19، التي حازت استحسان القراء، ولاحقاً المرتبة الأولى في استفتاء أجرته «البناء» مع قرائها.