مؤتمر دعم المقاومة… تسع دلالات

معن بشّور

أن يلبّي العديد من الشخصيات السياسية والحزبية والنقابية والثقافية والإعلامية من مغرب الوطن الكبير إلى مشرقه، رغم الظروف المعروفة التي تحول دون مشاركة العديد غيرهم ، دعوة الأمناء العامين للمؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية، وهيئة التعبئة الشعبية العربية، للمشاركة في «المؤتمر العام السابع» لـ»دعم المقاومة ورفض وصمها بالإرهاب»، يوم الجمعة في 15/7/2016 في بيروت، ومع حلول الذكرى العاشرة لانتصار لبنان المقاوم على عدوان تموز 2006، أمر له أكثر من معنى ودلالة في الظرف الراهن.

1 ـ إنه تجديد عهد الأمّة على المستوى الشعبي بمقاومتها ضدّ الاحتلال والعدوان فيما تتعرّض حركاتها اليوم لواحدة من أبشع أعمال الشيطنة تمهيداً لتصفيتها وإزالة العقبة الوحيدة المتبقية أمام العدو الصهيوني بعد كلّ الذي جرى ضدّ الجيوش العربية، لا سيّما في العراق وسورية واليمن وليبيا ومصر.

2 ـ إنه مشاركة مع الشعب اللبناني بمقاومته وجيشه وقواه الحيّة في إحياء الذكرى العاشرة لانتصار تموز/يوليو 2006، لا كفعل احتفالي بل لتسليط الأضواء على أهمية تلك الحرب في مسار المواجهة التاريخية مع العدو الصهيوني، كما لكشف أسباب هذه الحرب المستمرّة على المقاومة في لبنان وفلسطين، والتي نجحت في حروب عدّة في كشف عجز عدونا وحلفائه.

3 ـ إنه رفض للقرارات والتصريحات الرسمية العربية التي تصف المقاومة بالإرهاب وتتعهّد بتجريدها من السلاح الذي بات آخر ما تملكه الأمّة في مواجهة الأعداء.

4 ـ إنه تعبير عن وعي شرفاء الأمّة لأهمية التمييز بين الاعتراض على هذا الموقف السياسي لهذا الفصيل أو ذاك، وبين الحرص على صون المقاومة بأشفار العيون، وهي التي رفعت رأس الأمّة عالياً من فلسطين إلى العراق إلى لبنان.

5 ـ إنه تأكيد على أنّ الحركة الشعبية العربية، رغم ما أصابها من انقسام وتناحر وترهّل، ورغم ما واجهته من قمع وتعسّف، ما زالت قادرة على أن تعلن الموقف المناسب في الزمن المناسب ومهما بلغت الصعوبات.

6 ـ إنه تأكيد على أنّ المشاركة في فعاليات على المستوى العربي لدعم المقاومة هو موقف شجاع في زمن عزّت فيه المواقف، وتأكيد على أنّ الموقف الرسمي العربي والإسلامي في وادٍ والموقف الشعبي في وادٍ آخر.

7 ـ إنه تأكيد على أنّ روح الوحدة في الأمّة ما زالت أقوى من كلّ أبواق التحريض الطائفي والمذهبي والعنصري، ومن كلّ الإمكانات المادية والإعلامية المسخّرة في خدمتها، وأنّ المقاومة تبقى سلاحها الأقوى وطريقها الأسلم لمواجهة المحتلّ.

8 ـ إنه تجديد للعهد مع الانتفاضة الفلسطينية الباسلة التي انعقد أيضاً قبل أشهر، وفي بيروت بالذات، مؤتمر عربي عام لدعمها بعد انطلاقتها من القدس في أول أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

9 ـ إنه دعوة لإعادة لمّ شمل قوى الأمّة وتياراتها حول القضية الجامعة، والإرادة الواحدة، وحول المقاومة التي لا يفهم أعداء الأمّة لغة إلاّ لغتها.

إنّ 15 تموز/ يوليو 2016، خطوة أخرى على طريق وحدة الأمّة حول مقاومتها، ومقاومة الأمّة على طريق وحدتها.

الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى