«رايتس ووتش»: غارات التحالف جرائم حرب
بعد ساعات قليلة على تهديدات الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، بمقاطعة مباحثات السلام في الكويت، تراجعت وكالة الأنباء الرسمية، وحذفت تلك التهديدات.
وقد تضمنت التهديدات رفضاً لتشكيل حكومة شراكة مع أنصار الله وأتباع الرئيس السابق لكن الوكالة أعادت بث خبر زيارة الرئيس هادي القصيرة إلى محافظة مأرب، وأبرزت، بدلاً من تهديده بالحرب، قوله إنه ليس داعية حرب، ولا يقرع طبولها.
وحمَّل أنصار الله وأتباع الرئيس السابق مسؤولية القتال. وزادت الوكالة على ذلك، فنسبت إليه القول: «نحن دعاة سلام وأصحاب حق وقضية، ومسؤولون عن شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه» بحسب تعبيره.
إلى ذلك، قالت مصادر إعلامية في نيويورك، إنّ السعودية بذلت جهوداً واسعة بمساندة من المجموعة العربية ودول إفريقية لإحباط مساع في مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان يؤيّد تشكيل حكومة وحدة وطنية في اليمن، تضم حركة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام.
ونقلت عن مصدر دبلوماسي قوله «إنّ دولاً غربية بينها بريطانيا والولايات المتحدة، دعمت صيغة بيان تراعي مطالب السعودية الرافض تنفيذ خارطة طريق للحل بشكل متزامن»، مشيراً إلى أنّ روسيا اعترضت على الصيغة، الأمر الذي حال دون تبني بيان لدعم جهود المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، لتحقيق تقدم في الجولة المقبلة من المحادثات في الكويت المقررة منتصف الشهر الجاري.
الجدير ذكره أنّ الاشتباكات والمعارك العسكرية عادت بشكل كبير إلى الحدود اليمنية السعودية، وقالت مصادر محلية إنّ هناك تبادلاً كبيراً لاطلاق النار، وإنّ القوات اليمنية المشتركة حققت تقدماً في جيزان وسيطرت على موقعين سعوديين أمس.
من جهة أخرى، طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، بتحقيق مستقل حول عمليات قصف نفذها تحالف العدوان السعودي في اليمن واستهدفت مواقع اقتصادية مدنية، مؤكدةً أنّ بعض الغارات يرتقي إلى «جرائم حرب».
وأحصت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان في تقريرها 17 غارة جويّة «غير قانونية» نفذها التحالف على 13 موقعاً اقتصادياً مدنياً، بينها مصانع ومستودعات تجارية ومزرعة ومحطتا كهرباء، وأسفرت عن استشهاد 130 مدنياً وإصابة 171 آخرين، بحسب التقرير.
وكتبت «هيومن رايتس ووتش» في تقريرها: «في غياب تحقيقات ذات مصداقية وحيادية في اليمن، على السعودية وباقي أعضاء التحالف الموافقة على إجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الغارات وغيرها». وأبدت المنظمة «مخاوف جديّة» حيّال عواقب هذه الغارات على الاقتصاد اليمني.
وقالت المنظمة: «يبدو أنّ جميع هذه الهجمات انتهكت القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وبعضها قد يرقى إلى جرائم حرب».
وأوضحت أنّ «الهجمات على المصانع والمنشآت الاقتصادية المدنية الأخرى مجتمعة، تثير مخاوف جدية من أنّ التحالف بقيادة السعودية تعمد إلحاق ضرر واسع بقدرات اليمن الإنتاجية».
وقالت كاتبة التقرير برايانكا موتابارث، المسؤولة في قسم الطوارئ في المنظمة: «يبدو أنّ الضربات الجويّة المتكررة، على المصانع المدنية، تهدف إلى الإضرار باقتصاد اليمن المنهار أصلا، لفترة مستقبلية طويلة».
ودعّت «هيومن رايتس ووتش» إلى «تعليق عضويّة السعودية في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى أن تتوقف عن شن غارات غير قانونية أو توافق على إجراء تحقيقات تلبي المعايير الدولية، أو فتح تحقيق دولي مستقل».
وانتخبت السعودية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة 47 عضواً لفترة ثلاث سنوات تنتهي في 31 كانون الأول المقبل.
وفي أواخر حزيران، دعّت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش إلى طرد السعودية من مجلس حقوق الإنسان، واتهماها باستغلال هذه الهيئة لعرقلة العدالة في ما يتعلق بارتكاب جرائم حرب في اليمن.
ميدانياً، صدّ الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية، سلسلة هجمات لقوات هادي المدعومة من جيوش تحالف العدوان، اثناء محاولاتها التقدم باتجاه فرضة نهم شمال شرق مأرب.
وانتقلت القوات اليمنية إلى مرحلة الهجوم، وحققت تقدماً استراتيجياً في استعادة السيطرة على عدة مرتفعات، فيما رافقت كاميرا العالم القوات ورصدّت العلميات هناك.
وتزامناً مع غارات عنيفة ومكثفة تشنّها طائرات العدوان السعودي على منطقة نهم شرق العاصمة صنعاء، تمكّن الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية، من السيطرة على مواقع مهمة واستراتيجية في المنطقة بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية.
تطورات حاسمة على صعيد المواجهات العنيفة في الجبهات المشتعلة من نهم غربي مأرب وشرقي صنعاء، وسع من خلالها الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية مكاسب ميدانية واستعاد مواقع مهمة كجبل ملح ومفرق الجوف.
ما بين هجومين نفذهما بصاروخين بالستيين خلال 24 ساعة فقط، استهدفا تعزيزات وتجمعات للعدوان السعودي المسنود بالمرتزقة كانت قادمة من مأرب باتجاه نهم خلفا خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
وقال عزيز راشد المتحدث باسم الجيش اليمني: تمّ استهداف تلك التجمعات وتلك التعزيزات بصواريخ بالستية فاجأتهم، ودمرت كل ما بنوا من أحلام ومن خطط عسكرية، وباءت مساعيهم بالفشل، بل إنهم هربوا ويهربون كل يوم وهناك مقتل العشرات منهم في هذه المناطق وفي مناطق أخرى، ولا يمكن أن يتقدموا شبراً واحداً.
طيران العدوان السعودي نفّذ خلال الساعات الماضية، أكثر من 20 غارة جويّة على مناطق متفرقة من نهم جاءت متزامنة مع معارك شرسة بين الجيش واللجان من جهة وقوات هادي من جهة أخرى، والذين حاولوا فيها الزحف إلى المواقع التي افتقدوها، سقط من خلال هذه المواجهات العشرات منهم، وسط تضليل من وسائل إعلام العدوان باقتراب جنودهم من صنعاء.
الجيش اليمني تمكن إيضاً من قطع طرق الأمدادات لقوات هادي باتجاه نهم ما اضطرهم للفرار، والعودة إلى الخلف تاركين عدتهم وعتادهم، قبل أن يفاجأهم الجيش بصاروخ بالستي استهدف معسكر تداوين في محافظة مأرب.
وفي السياق، أكّدت مصادر صحفية متعددة ومتطابقة، أول أمس، إسقاط طائرة إستطلاع تابعة للعدوان السعودي بنهم شرقي صنعاء.
وبحسب «وكالة ثورة اليمن» ذكرت تلك المصادر أنّ الدفاعات الجويّة للجيش واللجان حطمت طائرة الاستطلاع بعد عملية الرصد لها في منطقة شعب شريح بنهم.
وتشهد منطقة «نهم» معارك عنيفة، منذ أشهر، جراء محاولات مستميتة تحت غطاء الطيران، ينفذها مرتزقة العدوان للتقدم وإحراز اختراق ميداني ناحية صنعاء.