فلسطين باقية
طارق سامي خوري
عندما تحدثت عن حقوق أبناء ا ردنيات رداً على المعجزة الدبلوماسية ووزير الداخلية السابق والعين حالياً نايف القاضي وافقتني الغالبية على كلامي علناً أو سراً، وعارضني البعض علناً فقط وكانت حجتهم الحفاظ على فلسطين والقضية الفلسطينية.
الى هؤ ء أوجه كلامي بكلّ احترام
اليوم تلغى من الكتب المدرسية كلمة فلسطين وتستبدل باسم كيان صهيوني تشرئب سفارته في وسط عمان كرقبة زرافة!
هل مسح اسم فلسطين من المناهج الدراسية هو لحماية فلسطين وقضيتها وحق العودة؟
هل كتابة اسم الكيان الصهيوني وتعليمه طفالنا وغسل دماغهم وزراعة أفكار وأسماء أخرى هو من أجل تحرير فلسطين وأجل تثبيت حق العودة؟
لم أسمع أحداً ممّن يقولون إننا نحافظ على قضية فلسطين بعدم تجنيس أبناء ا ردنيات اعترض على إلغاء اسم فلسطين!
ولم أسمع أحداً ممّن يدافعون عن وجود السفارة المقيتة وحجته خدمة الفلسطينيّين اعترض على كتابة اسم الكيان الصهيوني في مناهج أطفالنا وغيرها!
ولم أسمع أحداً ممّن يدافعون عن اتفاقية الذلّ بحجج واهية اعترض أو استنكر أو شجب هذا التلاعب بعقول وتاريخ ومستقبل المجتمع!
يا أخوتي… عودوا الى المادة السادسة في الدستور، أو على المشرّعين إعادة النظر بها، ننا نخالف الدستور بشكل علني مع أبناء ا ردنيات.
لماذا تظنون أنّ ا ردنيات لم يتزوجن ا من أبناء فلسطين؟
المضحك المبكي أنّ الكلّ يدّعي خوفه وحرصه على فلسطين وقضيتها وأهلها، مع أنّ الفلسطيني يحصل على تأشيرة دخول أو إقامة إ بشق النفس!
هل الخوف على الفلسطيني وفلسطين تجعل الحكومات العربية تقبل لجوء الفلسطيني الهارب من الإرهاب في سورية أو العراق وتجبره على العودة ليس إلى فلسطين… بل إلى اللا مكان؟
انها السياسة الدولية التي تتحكّم بنا، فكيف سأصدق استعراضاتكم اإنسانية بحق الشعب السوري واستقباله كلاجئ بينما الفلسطيني القادم من سورية مكان له؟
المهمّ نشكر من يدافع عن فلسطين بمسح اسمها من ذاكرة أطفالنا على شدة خوفه وحرصه على فلسطين!
ونشكره على كرهه للكيان الصهيوني وزرع اسمه في عقول أطفالنا، انه الحب الحديث والوطنية الحديثة!
ومن واجبي أن أبارك لعدونا الصهيوني بقرارات حكوماتنا
ولكن ما يحيّرني كثيراً إذا كان العرب يتصرّفون هكذا مع العدو فكيف يتصرّفون مع الصديق؟
أختم بقول انطون سعاده:
«لا يشعر بالعار من لا يعرف العار ولا يعرف العار من لا يعرف الشرف، ويا لذلّ قوم لا يعرفون ما هو الشرف وما هو العار».
ومني لكم امسحوا والغوا وغيّروا وبدّلوا… فلسطين باقية في قلوب الشرفاء وعقول المقاومين رغماً عن كلّ ماسحاتكم.