دعوة أممية لاستئناف التهدئة وتظاهرات في فرنسا تندد بالعدوان
بعدما أجهضت «إسرائيل» مفاوضات القاهرة، برفضها شروط المقاومة، والقيام بعدوانها على قطاع غزة، مستندة بذلك إلى موازين قوى إقليمية لمصلحتها، كان للمقاومة أيضاً خيارات إقليمية يمكن أن تساندها في مواجهة الكيان الاستيطاني. وقد أكد الأسير القيادي بحركة فتح مروان البرغوثي أن هذه المعركة أثبتت صحة وصواب خيار المقاومة وجدارتها أمام الكيان المحتل.
وبالتزامن مع تصاعد العدوان لم تتوقف الحركة الدبلوماسية على الصعد الفلسطينية والإقليمية والدولية، وقد التقى رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس في الدوحة مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لإجراء مشاورات بعد توقف الهدنة بين الكيان «الإسرائيلي» والفلسطينيين في قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الاجتماع بحث «الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، لاسيما آخر مجريات الأحداث في قطاع غزة في ظل استمرار الغارات «الإسرائيلية» على القطاع وما من شأنه وقف ذلك».
وبحسب الوكالة، جرت خلال اللقاء «مناقشة الجهود المبذولة بهدف وقف أشكال العدوان «الإسرائيلي» كافة على فلسطين ولتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وأفاد مصدر فلسطيني أن الاجتماع دام حوالى ثلاث ساعات وقد يتبعه اجتماع ثنائي بين عباس ومشعل. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، حضر الاجتماع من الجانب الفلسطيني عضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات وصالح رأفت، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات القاهرة عزام الأحمد ورئيس جهاز الاستخبارات العامة ماجد فرج وسفير فلسطين لدى قطر منير غنام.
من جهة أخرى، أكد المكتب الإعلامي لحركة حماس أن الاجتماع في الدوحة بحث أيضاً «المصالحة الوطنية ومتابعة وملفاتها».
تحرك عربي
وفي السياق، وصلت بعثة الجامعة العربية برئاسة أمينها العام نبيل العربي الأربعاء 20 آب إلى سويسرا لإجراء محادثات مع الحكومة السويسرية والصليب الأحمر، من أجل توفير الحماية للفلسطينيين.
وأعلنت جامعة الدول العربية في بيان أن من بين أعضاء البعثة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت، التي تترأس القمة العربية حالياً، والدكتور رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية لدولة فلسطين.
وستجري البعثة يوم غد مشاورات مع الحكومة السويسرية بصفتها الدولة المودعة لديها اتفاقيات جنيف الإنسانية ومع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لبحث سبل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وستبحث البعثة العربية سبل دعم طلب عباس بعقد اجتماع للدول الأعضاء في اتفاقيات جنيف، لبحث العدوان «الإسرائيلي» على غزة ولتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
دعوة أممية
من جهة أخرى، دعا مجلس الأمن الدولي الكيان «الإسرائيلي» والفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات من أجل التوصل سريعاً إلى اتفاق يضمن تهدئة دائمة في قطاع غزة.
وفي بيان تبناه بالإجماع أكد المجلس دعمه الكامل للمبادرة المصرية، وأعرب عن القلق البالغ لاستئناف ما وصفها بالأعمال العدائية في القطاع، داعياً الطرفين إلى الحيلولة دون تصعيد الوضع والوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار للأغراض الإنسانية.
وكان الأردن قد قدم في وقت سابق من هذا الشهر مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة وإرسال مساعدات إلى الفلسطينيين.
واتهم سياسيون ومراقبون مصريون الكيان «الإسرائيلي» بالسعي إلى إفشال المفاوضات، وأكدوا أن فشل نتنياهو في تحقيق نصر عسكري على المقاومة دفعه إلى سحب وفده من مفاوضات القاهرة تفادياً لأي نصر سياسي تحققه الفصائل الفلسطينية.
وتنديداً باستئناف العدوان «الإسرائيلي» على غزة، تجمع مئات الفرنسيين والعرب أمام وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.
وطالب المتظاهرون الذين ينتمون إلى تيارات يسارية ومنظمات حقوقية بوقف العدوان على غزة وفك الحصار ومحاكمة رئيس وزراء الكيان «الإسرائيلي» كمجرم حرب.
واستنكر المتظاهرون سياسة الإفلات من العقاب التي تغطي بها الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا جرائم الإبادة التي ارتكبتها تل أبيب بحق الأطفال والمدنيين، كما دعوا حكومة الرئيس فرانسوا هولاند والتي وصفوها بالمتواطئة إلى وقف التعامل مع الكيان «الإسرائيلي» ومعاقبته على جرائمه.
نتنياهو: العملية العسكرية لن تتوقف
وكان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو قال أول من أمس إن كيانه لن يوقف العملية العسكرية في قطاع غزة ولو للحظة واحدة.
و أكد نتنياهو في مؤتمر صحافي إلى جانب وزير دفاعه موشيه يعالون أن «إسرائيل» ستلاحق المخربين من حركة حماس حتى القضاء عليهم، مشيراً إلى أن قادة حماس هم هدف رئيسي ودائم للجيش «الإسرائيلي».
وأشار نتنياهو إلى أن الجبهة الداخلية هي حجر الأساس للنجاح في مواجهة الخطر الداهم، مؤكداً انفتاحه على جميع الآراء السياسية «الإسرائيلية».
وقال وزير الدفاع «الإسرائيلي» موشيه يعالون إن «إسرائيل» «ترد على إطلاق الصواريخ بحزم، وحماس هي المسؤولة عن خرق وقف إطلاق النار». وأضاف: «سنهاجم قادة حماس في كل مكان، وحماس تخفي حقيقة خسائرها وحجم الضربة التي تلقتها».
وأشار يعالون إلى أن جميع الاحتمالات مطروحة، ومنها عملية عسكرية برية جديدة في القطاع.