تونس: الصيد يرفض الاستقالة
رفض رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أمس، الاستقالة من منصبه لتمهيد الطريق أمام حكومة وحدة وطنية، دعّا إليها رئيس الجمهورية واختار أن يحسم البرلمان مصيره.
وتأتي الخطوة بعد أسابيع من دعوة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لحكومة وحدة وطنية أكثر جرأة تضم اتحاد الشغل وعدداً أكبر من الأحزاب.
ورفض الصيد الاستقالة هو أول مواجهة مباشرة بين الرئيس ورئيس الوزراء، وقد يؤدي إلى أزمة سياسية أخرى في البلاد التي تتطلع للاستقرار السياسي لمعالجة الاقتصاد العليل، والتصدي لتفاقم بطالة الشبان وإجراء إصلاحات اقتصادية، لدفع النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات.
وكان السبسي دعّا الشهر الماضي لحكومة وحدة وطنية، تكون أكثر جرأة وتضم عدداً أوسع من الأحزاب إضافة لمستقلين والاتحاد العام التونسي للشغل، لكن اتحاد الشغل ذا التأثير الكبير رفض المشاركة في الحكومة.
وقال السبسي عبر كلمة في قرطاج عقب اتفاق الأحزاب على خارطة طريق جديدة لعمل حكومة الوحدة: «رئيس الحكومة الحبيب الصيد اختار أن يذهب إلى البرلمان»، في إشارة واضحة إلى أنّه رفض تقديم استقالته طوعاً ويفضل أن يحسم البرلمان مصيره عبر تصويت على الثقة.
وينص دستور تونس الجديد، على أنّ البرلمان يمكنه التصويت على سحب الثقة من رئيس الوزراء بعد تقديم لائحة لوم ضده والموافقة عليها بالأغلبية، وإذا لم توافق الأغلبية على سحب الثقة، فإنّ لائحة لوم جديدة لا تقدم إلا بعد ستة أشهر.
ولم يتضح حتى الآن موقف عدة أحزاب سياسية من مسألة سحب الثقة من الصيد في البرلمان.
أمنياً، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أول أمس، الكشف عن خلية تكفيريّة تتكوّن من 7 أشخاص كانوا يعقدون اجتماعات مشبوهة داخل ضاحية المروج في العاصمة تونس.
وكتبت الوزارة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ،: «وفي سياق قيام الأمن بعمليات التحري مع أعضاء هذه الخليّة، اعترف عدد منهم بمبايعتهم لما يسمّى بتنظيم «داعش» الإرهابيّ، وأكدوا استعدادهم للالتحاق بالمسلحين في سورية والعراق للمساهمة في عمليات إرهابيّة».
والخلية المذكورة كانت لا تزال في طور التّكون وليست لها مخططات إرهابيّة جاهزة، قبل أن تكتشف، واعتقل عناصر الخلية من قبل الوحدات الأمنيّة.
وكان وزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب قد أعلن في تصريحات سابقة، أنّ الوضع الأمني في تونس يشهد تحسناً لكن التهديدات الإرهابية ما تزال متواصلة.
وأمرت النّيابة العموميّة، بإيداع العناصر السجن لحين إكمال التحقيق معهم.
يذكر أنّ مناطق متفرقة في تونس خاصة منطقة بن قردان جنوب شرق البلاد عند الحدود الليبية ، شهدت استهداف منشآت أمنية وعسكرية، ومقاصد سياحية أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، في عمليات قام بها متشددون، تدربوا داخل معسكرات في ليبيا.