وردة على قبر الزعيم
يكتبها الياس عشّي
ثمة فرق بين من يضع وردة على قبر الزعيم سعاده باسم الشهداء الذين يكتبون ملاحم الفداء في الشام الحبيبة، وبين من يحاول استغلال المناسبة لإثارة الغرائز الإعلامية. وبين هذا وذاك لا بدّ أن يتعظ القوميون من حدثين تاريخيّين:
الأول: عندما كان محمد الفاتح يدق أبواب القسطنطينية كان البيزنطيون منهمكين في الجدال حول جنس الملاك: هل الملاك مذكّر أم مؤنث؟ وسقطت القسطنطينية، وانهزم الروم، وانسحبوا بعد أن أورثونا كلّ سلبيات ما يسمّى بالجدل البيزنطي.
الثاني: وعندما مات عباس بن فرناس بعد أن حاول الطيران، تساءل الغربيون: هل بالإمكان فعلاً أن نطير؟ وجاء الجواب باختراعهم المناطيد والطائرات والمركبات الفضائية. فيما العرب كانوا يتساءلون: هل مات عباس بن فرناس شهيداً أم منتحراً؟
ومن له أذنان فليسمع.