لماذا أصبحت هذه الصور حديث وسائل الإعلام العالمية؟
كان المصور جوناثان باتشمان يتوقع أن تقول الصور التي التقطها خلال احتجاجات حركة «بلاك لايفز ماتر» الكثير، لكنه لم يتوقع أبداً ما حققته من انتشار لاحقاً.
وكان باتشمان يوم السبت 9 تموز يقوم بتغطية أول احتجاج في حياته المهنية، عندما التقط الصور التي تحوّلت إلى أفضل رسالة يمكن أن تعبر عما تريد قوله احتجاجات حركة «بلاك لايفز ماتر» الحاشدة، التي شهدتها الولايات المتحدة خلال الأسبوع المنصرم.
وبرزت حركة «بلاك لايفز ماتر» أو «حياة السود مهمة» في الولايات المتحدة مع تصاعد الاحتجاجات على مقتل أميركيين من أصول أفريقية برصاص الشرطة بولايتي لويزيانا ومينيسوتا الأسبوع الماضي. وكان باتشمان البالغ من العمر 31 عاماً، مكلفاً من قبل «رويترز» في ولاية لويزيانا بتغطية الاحتجاجات الناجمة عن قتل الشرطة بالرصاص لألتون ستيرلينج، البالغ من العمر37 عاماً في المدينة، عندما التقط صوراً لامرأة كانت تقف في هدوء، وثوبها الطويل هو الشيء الوحيد الذي يحركه الهواء، حين اقتراب شرطيان منها بزيّهما المخصص لمكافحة الشغب في منتصف الطريق لاعتقالها. وعلّق باتشمان «لم يحمل وجهها أي تعبيرات. ظلت واقفة هناك»، وتابع قائلاً إن اللحظة التي التقطت فيها عدسته صورة ليشيا إيفانز الممرضة من بنسلفانيا قبل القبض عليها «أدركت أنها ستكون صورة جيدة وشيئاً يروي قصة.. عندما عدت لسيارتي نظرت إلى الصور وأدركت أنها ستقول الكثير عما يحدث في هذه اللحظة هناك وخلال الأيام القليلة المنصرمة في باتون روج».
وانتشرت الصور بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية في جميع أنحاء العالم، ووصفتها مجلة «ذا أتلانتك» بأنها «صورة لباتون روج يصعب نسيانها» فيما وصفتها هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية بـ «الأسطورية». أما صحيفة «واشنطن بوست» فقالت إنها «التقطت لحظة مهمة في البلاد»، في حين وصفها موقع صحيفة «ديلي ميل البريطانية» على الإنترنت بأنها «صورة مبدعة للحظة الاعتقال».
وتلقّى المصور الفوتوغرافي أكثر من مئة رسالة نصية وصوتية عن الصورة بما في ذلك رسالة من صديقته تقول فيها «لم أكن أعلم أني أواعد شخصية مشهورة».
وأشار باتشمان إلى أنه كان فقط يقوم بوظيفته وشعر بأن هذه الصور ستكون مهمة «ولهذا التقطها».