بعد اعتذارها من موسكو… أنقرة إلى دمشق تتودّد!

ربما شعر أردوغان أخيراً بتراكم أخطائه التي أوصلت بلاده إلى التهلكة. فبعد اعتذاره من موسكو في شأن إسقاط الطائرة «سوخوي» في الأجواء السورية، ها هو يخطو الخطوة الأولى في طريق التودّد إلى دمشق. نعم دمشق، أي الدولة السورية، أي «النظام السوري» كما درج المغرضون على تسميتها.

أنقرة تتودّد إلى سورية، وربما نشهد في المقبل من الأيام اعتذاراً رسمياً، أو خطوات عملانية لوقف تدفق الإرهاب… مهلاً، إنه الإرهاب نفسه الذي اكتوت منه المدن التركية.

ولكن الإرهاب الذي فتك بتركيا ليس السبب الوحيد أو الأول وراء هذه «التنازلات»، فما يخشاه أردوغان، قيام دولة كردية في الخاصرة التركية.

في هذا الصدد، نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية موضوعاً لمراسلتها زيا ويز من اسطنبول في تركيا، بعنوان «تركيا تمدّ غصن زيتون غير متوقّع لرأب الصدع مع سورية». وتقول إن الإشارة الأخيرة التي صدرت من رئيس الوزراء التركي في خصوص التعاون مع سورية تدشّن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين. وتوضح أن تركيا كانت منذ اندلاع الأحداث في سورية عدواً لدوداً لبشار الأسد، وهو العداء الذي تزايد مع اندلاع الحرب التي استمرت أكثر من خمس سنوات حتى الآن، حيث أصرّت تركيا دوماً على أن يكون رحيل الأسد أوّل بنود أيّ اتفاق سياسيّ لحلّ الأزمة في سورية. وتعتبر ويز أن تركيا وجدت نفسها في مأزق مع الصعود الكردي السريع شمال سورية بعدما استولوا على مساحات من الأراضي من تنظيم «داعش» بدعم من الولايات المتحدة الأميركية. وتقول ويز إن تركيا تخشى تأثيرات هذا التوسّع الكردي شمال سورية على حزب العمال الكردستاني والمدرج على قائمة المنظمات الإرهابية والذي يقاتل من أجل انفصال الأكراد جنوب شرق تركيا.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقريراً للكاتبة سابرينا تافرنيسي، تقول فيه إن الرئيس التركي طيب رجب أردوعان الذي آمن يوماً بسياسة خارجية تقوم على إزالة أيّ مشكلات مع الجيران، هو اليوم غارق في المشكلات مع كل شخص، وفي كلّ مكان، حيث ضرب المقاتلون الأكراد ومقاتلو تنظيم «داعش» تركيا 14 مرة خلال السنة الماضية، وقتلوا 280 شخصاً، وبثّوا خوفاً جديداً، وعملوا على الإضرار بالاقتصاد، حيث أخاف العنف السيّاح.

«تلغراف»: تركيا تمدّ غصن زيتون غير متوقّع لرأب الصدع مع سورية

نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية موضوعاً لمراسلتها زيا ويز من اسطنبول في تركيا، بعنوان «تركيا تمدّ غصن زيتون غير متوقّع لرأب الصدع مع سورية».

وتقول الجريدة إن الإشارة الأخيرة التي صدرت من رئيس الوزراء التركي في خصوص التعاون مع سورية تدشّن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.

وتوضح أن تركيا كانت منذ اندلاع الأحداث في سورية عدواً لدوداً لبشار الأسد، وهو العداء الذي تزايد مع اندلاع الحرب التي استمرت أكثر من خمس سنوات حتى الآن، حيث أصرّت تركيا دوماً على أن يكون رحيل الأسد أوّل بنود أيّ اتفاق سياسيّ لحلّ الأزمة في سورية.

وتعتبر ويز أن تركيا وجدت نفسها في مأزق مع الصعود الكردي السريع شمال سورية بعدما استولوا على مساحات من الأراضي من تنظيم «داعش» بدعم من الولايات المتحدة الأميركية.

وتقول ويز إن تركيا تخشى تأثيرات هذا التوسّع الكردي شمال سورية على حزب العمال الكردستاني والمدرج على قائمة المنظمات الإرهابية والذي يقاتل من أجل انفصال الأكراد جنوب شرق تركيا.

وتشير ويز إلى أن تركيا وجدت نفسها معزولة دبلوماسياً في الآونة الأخيرة خصوصاً بعد العقوبات الروسية، وهو ما دفعها إلى إعادة تطبيع العلاقات مع موسكو و«تل أبيب» والعمل مرّة أخرى بسياسة صفر مشاكل.

وتستدلّ ويز بنقل تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان والمقارنة بينها وبين تصريحات تالية لمسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.

وتوضح أن أردوغان قال مطلع السنة الحالية خلال زيارته إلى مدينة كيليس الحدودية، «إن بشار الأسد إرهابي أشدّ خطراً من تنظيم داعش»، بينما قال مسؤول في الحزب الحاكم الشهر الماضي إن هناك مصالح مشتركة مع الأسد فهو لا يرحّب بوجود حكم ذاتيّ للأكراد.

«نيويورك تايمز»: ما هي أبرز مشكلات أردوغان؟

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقريراً للكاتبة سابرينا تافرنيسي، تقول فيه إن الرئيس التركي طيب رجب أردوعان حضر احتفالاً لإحياء ذكرى فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح في القرن الخامس عشر الشهر الماضي، حيث دخل إلى مسرح الحفل، وسط بحر من ملايين المعجبين به، الذين يلوّحون بالأعلام التركية الحمراء.

وينقل التقرير عن الرئيس التركي، قوله: كان الفتح يعني اختراق الجدران التي ظنّ الغرب أنها منيعة. وأضاف أن الفتح يعني أن السلطان البالغ من العمر 21 سنة ركّع البيزنطيين.

وتعلّق الكاتبة بأن المشهد الحافل، الذي اكتمل بعرض للمقاتلات العسكرية في الجو، وإعادة تمثيل الفتح، والأضواء المبهرة، قدم صورة عن أمة متحدة تسير نحو العظمة، استناداً إلى إنجازات ماض مجيد، لكن هذه الرؤية الطموحة تصطدم بالواقع.

وتضيف تافرنيسي أن الرئيس التركي، الذي آمن يوماً بسياسة خارجية تقوم على إزالة أيّ مشكلات مع الجيران، هو اليوم غارق في المشكلات مع كل شخص، وفي كلّ مكان، حيث ضرب المقاتلون الأكراد ومقاتلو تنظيم «داعش» تركيا 14 مرة خلال السنة الماضية، وقتلوا 280 شخصاً، وبثّوا خوفاً جديداً، وعملوا على الإضرار بالاقتصاد، حيث أخاف العنف السيّاح.

وتتابع الكاتبة أنه في الوقت ذاته، أصبح أردوغان معزولاً، وأحبط الحلفاء القدامى، مثل الولايات المتحدة، من خلال رفضه، ولسنوات، المشاركة في الحرب ضد تنظيم «داعش»، حيث بدأ في وقت متأخر بالتعامل مع جماعة مسلحة، لكنه على ما يبدو جلب مشكلات جديدة، ويقول المسؤولون الأتراك إنهم يعنقدون أن تنظيم «داعش» كان مسؤولاً عن الهجوم على مطار اسطنبول يوم الثلاثاء، الذي قتل فيه 41 شخصاً، حيث يعدّ المطار شريان الاقتصاد التركي المرهق.

ويشير التقرير إلى أنّ أردوغان أشعل من جديد الحرب مع الانفصاليين الأكراد في جنوب شرق تركيا السنة الماضية، وقتل فيها مئات المدنيين، كما نفر منه موسكو في الخريف الماضي، عندما قامت القوات التركية بضرب مقاتلة روسية ضلت طريقها إلى الأجواء التركية، وأصبح وحيداً لدرجة أنه تحرك في الأسبوع الماضي لعمل سلام مع روسيا حول إسقاط المقاتلة الروسية، وكذلك مع «إسرائيل»، بعد مقتل الناشطين الأتراك الذين كانوا على متن قافلة مساعدات بحرية متجهة إلى غزة عام 2010.

وتنقل الصحيفة عن الأستاذ الزائر في معهد الدراسات التركية في جامعة ستوكهولم جنكيز تشاندر، قوله: هذا دليل على الوضع اليائس الذي يعيشون فيه.

وتلفت تافرنيسي إلى أنه في وقت عَدّ أردوغان في الماضي تركيا نموذجاً للديمقراطية الإسلامية، فإنه الآن يقوم، وبشكل منتظم، بمهاجمة المؤسسات الديمقراطية، حيث غادر محرّر أكبر صحيفة في تركيا البلاد، فيما ينتظر آخر المحاكمة بتهمة كشف أسرار الدولة، وأصبح الرئيس لا يتسامح مع النقد، وتخلّص من حلفائه السابقين، وأبعدهم عن الدائرة المغلقة المحيطة به، واستبدلهم برجال ينفذون أوامره، وفي أحيان أخرى من أقاربه صهره هو وزير الطاقة.

ويجد التقرير أنّ أردوغان يلمّح بشكل قاتم في خطاباته، التي يبثها التلفزيون التركي، إلى أن القوى الأجنبية تتآمر لتدميره، حيث انتقل من بيت متواضع في أنقرة إلى قصر فخم مصمم على شاكلة قصور الخليج في أطراف المدينة، وتتوزع البنايات البنية والزهرية لطاقمه، وهي بنايات ضخمة يتم التنقل فيها عبر حافلات صغيرة.

وتذكر الصحيفة أنّ أردوغان أصبح الآن يركز نظره على هدف جديد، وهو تحويل النظام البرلماني للحكومة إلى نظام رئاسي، وهو تغيّرٌ يقول نقاده إنه سيسمح له بالسيطرة على الرئاسة مدى الحياة، وفي ليلة الهجوم على مطار اسطنبول، ظلّ البرلمان، الذي يسيطر عليه حزبه، يعمل حتى الساعة 5.45 صباحاً، حيث صادق على قرارات واسعة تعزل قضاة بارزين من أهم محاكم تركيا، حيث يقول الخبير في الدستور الليبرالي إرغون أوزبدون: تسير السفينة بسرعة نحو الصخرة.

وتقول الكاتبة إن القصة هي أن تركيا، عضو الناتو، وثامن اقتصاد في أوروبا، وبعدد سكان بحجم ألمانيا، والمآل الذي وصلت إليه، أصبحت بسبب جغرافيتها العاثرة جزءاً من شرق أوسط مضطرب، وفي وقت يعدّ أردوغان رجلاً بتسع أرواح، حيث نجا من كلّ أزمة، إلا أن هذا النمر يجد نفسه محشوراً في الزاوية، ومحاصراً بالنزاعات من كلّ جانب، بما في ذلك الانقسام العميق الذي ساهم في خلقه.

ويورد التقرير نقلاً عن المعلّق الصحافي والبروفسور في جامعة «قادر خاص» في اسطنبول سولي أوزيل، قوله: لا يزال أردوغان من أكثر القادة شعبية، لكن هناك حالة من عدم الارتياح بين السكان، وهناك الكثير من الناس يقولون إن الوضع لا يمكن الدفاع عنه.

وتعلّق الصحيفة بأن أردوغان من أهم القادة الأتراك وأكثرهم موهبة، حيث نشأ في حيّ فقير في اسطنبول، ليصل إلى أعلى منصب في البلاد، وفاز في جولة انتخابية بعد أخرى منذ عام 2002، ونجح حيث فشل الآخرون بتمزيق النظام الطبقي للحكم في تركيا، وأرسل العسكر الذين كانوا يتدخلون في الحكم إلى الثكنات، وقلّص دور البيروقراطية المشكّكة بالطبقة الدنيا المتديّنة.

وتنوّه تافرنيسي إلى أنه في السنوات الأولى لأردوغان عندما كان رئيساً للوزراء، تحسّن الاقتصاد، وارتفعت معدّلات الدخل، وزادت شعبيته، لكن نقّاده وبعض المعجبين به قالوا إنه انغمس في قتال أعدائه: الحقيقيين والمتخيلين، وإنه ضلّ طريقه، وانحرف انتباهه نحو المجد الإمبريالي، وأضرّ بالمؤسسات المهمة للديمقراطية العاملة.

وينقل التقرير عن مستشاري أردوغان، قولهم إن المؤسسات، مثل الإعلام الحرّ والقضاء، لم يتمتعا بالاستقلالية أبداً، حيث يقولون إن حكومته كانت تتعرض لخطر، وهو زعم يؤكده المسؤولون الغربيون، ومن هنا فإن التغيير في المؤسسة القضائية يهدف إلى إصلاح النظام المنهار.

وتورد الصحيفة نقلاً عن إلنور شفيق، وهو أحد كبار مستشاري أردوغان، قوله إن التقارب مع روسيا و«إسرائيل» جزء من استراتيجية قلب الصفحات، وقد تتبعه إجراءات مماثلة من أجل تهدئة بعض العواصف التي أطلقها أردوغان، مثل تلك العاصفة مع مصر، حيث تدهورت علاقات أردوغان مع ذلك البلد عام 2013، بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي.

وتبيّن الكاتبة أنه على جبهة الإعلام، كانت هناك أخبار جيدة، فقد أفرج ليلة الخميس عن صحافي وناشط حقوق إنسان من السجن، وقال شفيق: نقوم بتغيير المقود في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وفي ما يتعلق بالإعلام، والكثير من القضايا، وأعتقد أن أردوغان سيبدأ بفعل هذا. ويضيف شفيق، الذي كان يجلس في غرفة واسعة من القصر مفروشة حديثاً: علينا إظهار وجهنا الحقيقي للرأي العام الأميركي، حيث يساء فهمنا هذه اللحظة بشكل مطلق.

ويشير التقرير إلى أن أردوغان جاء للسياسة من الخارج، وساهم في تأسيس حزب العدالة والتنمية، الذي كان حركة ذات قاعدة شعبية متنوّعة، وفاز في الانتخابات ليس بالغش، بل لأن أفراده عملوا بجدّ.

وتنقل الصحيفة عن دنجير مير محمد فرات، أحد مؤسسي الحزب، قوله: لقد استمع أردوغان لأصدقائه، وكان صبوراً، ويستشير طيفاً واسعاً من الناس، وعندما كان يرى عنفاً كان يعرف كيف يتراجع. لافتاً إلى أنه من أجل السيطرة على البيروقراطية التركية، عقد أردوغان تحالفاً مع رجل الدين الغامض فتح الله غولن، الذي ملأ صفوف الشرطة والقضاء بأعضاء جماعته المتعلمين.

ويقول فرات: قلت له لا أعتقد أنه يجب ترك أيّ جزء من الدولة تحت سيطرة أشخاص لديهم أيديولوجية معينة. ويضيف فرات، وهو كردي ترك الحزب منذ فترة، أن جواب أردوغان كان: لن يصيبنا ضرر من الذين يتوجّهون صوب مكة. وقال: نحن لسنا حزباً إسلامياً، بل حزب ديمقراطيّ لكنه يمضي قدماً.

وتستدرك تافرنيسي بأن الإسلام لم يكن سبب سقوطه، بل السلطة المطلقة، إذ إنه مع زيادة شعبية أردوغان، وحصوله على إجماع واسع، وغالبية في الانتخابات المتعاقبة، بدأ أردوغان يتصرف بطريقة بلشفية، وصار يعتقد كما يقول المسؤولون السابقون أنه صوت الشعب الحقيقي، ويرى آخرون أن مشكلات البلاد نابعة منه، وليست متعلقة بأردوغان.

ويورد التقرير نقلاً عن مدير مدرسة الدراسات الأوروبية في جامعة «بوغازتشي» في اسطنبول حاقان التيني، قوله: نتعامل مع أردوغان على أنه السبب، لكنه جزء من المجتمع التركي. ويضيف: لدينا أجهزة ديمقراطية قوية، مثل الانتخابات والمؤسسات، لكن برامجنا ليست قوية، فلا نزال نتفهم الوضع، ولا نزال مستعدين للإذعان للسلطة.

وتفيد الصحيفة بأن الكثيرين يقولون اليوم إن أردوغان تبنّى العادات القديمة، التي اتّسم بها القادة الأتراك قبله، وقد جاء من أجل هزيمتهم، فهو بحاجة إلى حلفاء، وعليه أن يعقد تحالفات مع الجيش، حيث كان رئيس هيئة الأركان شاهداً على زواج ابنته، فيما تتصاعد المشاعر القومية، وهذا أمر يقلق دعاة حقوق الإنسان، الذين وثقوا حالة اختفاء السياسي الكردي من سيرناك، هوريست كولتر، وهي أول حادثة اختفاء منذ عام 2001.

وتنقل الكاتبة عن رئيس الحزب الوطني القريب من الجيش دوغو بيرنيك، قوله: أردوغان اليوم محاط بالقوى القومية التركية.

ويجد التقرير أن الاقتصاد يظل بمثابة «كعب أخيل» لأردوغان، فالذين يصوتون له موالون، لكنهم يهتمون بوضع جيوبهم أكثر، حيث تراجع الدخل العام في السنوات الأخيرة، والاستثمار الأجنبي.

وتختم «نيويورك تايمز» تقريرها بالإشارة إلى قول المستشار المالي في اسطنبول عطا الله يزلادا، إن الاقتصاد التركي يعاني من قرحة لا سرطاناً، والإشارات كلها تشير نحو المرض.

«غارديان: الاتحاد الأوروبي يعدّ قانوناً موحّداً لإعادة توطين اللاجئين

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية موضوعاً لباتريك كينغسلي مراسل شؤون المهاجرين بعنوان «مسؤولو الاتحاد الأوروبي يعدّون قراراً موحّداً لإعادة توطين اللاجئين».

يقول كينغسلي إن الخبراء التابعين للاتحاد الأوروبي أنهوا بالفعل مراجعة القانون أو النظام الموحد الجديد للتعامل مع طلبات المهاجرين وطالبي اللجوء في دول الاتحاد.

ويضيف أنه في ضوء ما وصل لوسائل الإعلام عن النظام الجديد انقسم المتابعون والمختصون إلى فريقين: الأول يعتبره نظاماً جيداً يوفّر حلّاً للاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمة المهاجرين.

ويوضح ان هؤلاء يرون أن افضل ميزات هذا النظام انه يوفر المساواة لجميع المهاجرين بحيث يتم التعامل معهم بنفس المعايير في أي مكان في الاتحاد الأوروبي وبالتالي يقدّم العدالة للجميع.

بينما ينتقد المعسكر الآخر هذا النظام، ويراه يشكل إهداراً خطيراً لحقوق المهاجرين المكفولة بالمواثيق الدولية، بل اعتبره «خيانة لهذه الحقوق».

ويضيف كينغسلي أن النظام الجديد سيسمح بتوطين آلاف المهاجرين وتوزيعهم بشكل قانوني على دول الاتحاد. لكنه يذكر في الوقت نفسه أن المنتقدين يؤكدون ان النظام الجديد يهدف في الأساس إلى تقليل أعداد المهاجرين الذين يسمح لهم بالاستقرار في أوروبا في ظل الظروف التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط.

ويوضح أن النظام يسمح بقبول طلبات المهاجرين غير القانونيين فقط من خارج الاتحاد الأوروبي وليس مخصصاً للموجودين داخل معسكرات اللاجئين في أوروبا. كما أنه يسمح بتلقي الطلبات من الدول التي تسمح باستقبال المهاجرين الذين يتم إعادتهم من أوروبا بعدما دخلوها بشكل غير قانوني.

ويؤكد كينغسلي أنه بهذا المنطق، فإن النظام الجديد يسهّل للحكومات الأوروبية إبعاد المهاجرين الموجودين على أراضيها بالفعل.

«روسيسكايا غازيتا»: الأوروبيون يربطون تدفّق اللاجئين بخطر الإرهاب

تطرّقت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إلى نتائج استطلاعات الرأي في أوروبا، مشيرة إلى أن غالبية الأوروبيين تربط بين تدفق المهاجرين وخطر الإرهاب.

وجاء في المقال: بحسب نتائج الدراسة، التي أعدّها مركز «Pew» للدراسات، يعتقد معظم سكان أوروبا أن تدفق اللاجئين إلى القارة العجوز يزيد من خطر الهجمات الإرهابية. في حين أن سكان بلدان أوروبا الشرقية يعتقدون أن اللاجئين سيحتلون أماكن عملهم.

وأُجري هذا الاستطلاع في الدول الأوروبية، التي يعيش فيها 80 في المئة من سكان القارة حيث يعتقد أكثر من نصفهم أن تدفق اللاجئين يزيد من خطر الإرهاب.

وقد أظهرت نتائج الاستطلاع في هنغاريا أن 76 في المئة من المشاركين فيه يؤكدون زيادة هذا الخطر مع تدفق اللاجئين، في حين بلغت نسبتهم في بولندا 71 في المئة.

ويشير منظمو الاستطلاع إلى أن الدولتين المذكورتين استقبلتا أقل عدد من اللاجئين، وأن حكومتيهما اتخذتا موقفاً متشدّداً من قضية اللاجئين. أما في ألمانيا، التي استقبلت أكبر نسبة من اللاجئين، فقد بلغت نسبة المشاركين في الاستطلاع الذين يؤكدون زيادة خطر الإرهاب 61 في المئة، وفي إيطاليا بلغت النسبة 60 في المئة، وفي بريطانيا 52 في المئة.

ومن المفارقات التي بينتها نتائج الاستطلاع، أن فرنسا الدولة، التي تعرضت لأشد الهجمات الإرهابية إيلاماً عام 2015، لم تزد فيها نسبة الذين يؤكدون تزايد خطر الإرهاب مع تدفق اللاجئين عن 46 في المئة.

كما يشمل قلق الأوروبيين التغيرات الحاصلة في الأوضاع الاقتصادية في بلدانهم نتيجة ارتفاع عدد اللاجئين، وغالبتهم يعدُّون قدوم المهاجرين «عبئاً»، لأنهم يمكنهم شغل الوظائف والحصول على المساعدات الاجتماعية. هكذا يتصوّر 82 في المئة من المشاركين في الاستطلاع في هنغاريا، و75 في المئة في بولندا، و72 في المئة في اليونان، و65 في المئة في إيطاليا، و53 في المئة في فرنسا. في حين لا يتفق مع هذا الرأي 59 في المئة في ألمانيا.

وإضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج الاستطلاع نمو النظرة السلبية إلى المسلمين في أوروبا، وأن غالبية المستطلَعين تميل إلى اعتبار التنوع العرقي والثقافي عاملاً سلبياً على الأكثر.

ويذكر أن المعطيات الرسمية تشير إلى تسجيل أكثر من مليون مهاجر لاجئ عام 2015 في أوروبا، هرب معظمهم من الحرب في سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى