اللقاء الوطني: حلّ أزمة النفط فرصة أخيرة لمعالجة الدين العام
رأى اللقاء الوطني «أنّ طاولة الحوار بشكلها الحالي تدور في حلقة مفرغة وهي عاجزة عن إيجاد الحلول للمشكلات التي تناقشها كقانون الانتخابات الذي لا تعكس مناقشات القوى السياسية فيه رأي الإرادة الشعبية ويجب توسيع الحوار ليشمل كل مكونات المجتمع اللبناني». وأعلن اللقاء، في بيان بعد اجتماعه الدوري أمس في منزل الوزير السابق عبد الرحيم مراد وبرئاسته تلاه المحامي عمر زين، رفضه «ما تعلنه بعض القوى عن إمكانية اعتماد قانون انتخابي مختلط»، معتبراً «أنّ بعض القوى السياسية اللبنانية تنظر إلى قضايا أساسية ومصيرية وفقاً لمصالحها».
وأبدى اللقاء «تخوفه من أن تضع القوى السياسية المعنية المواطنين اللبنانيين بين خيارين أحلاهما مر، من خلال فرض أحد قانونين إما قانون الستين وإما القانون المختلط، حيث تحاول بعض القوى السياسية اللبنانية التهرب من إقرار قانون انتخاب نيابي عادل ومنصف على قاعدة النسبية الكاملة مع اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة أو دوائر موسعة يؤمن صحة التمثيل، ويكون المدخل الحقيقي للإصلاح السياسي في لبنان والذي يسهم في تخفيف الاحتقان ويضع البلاد على عجلة الحياة الطبيعية».
وأضاف البيان: «ينظر اللقاء الوطني بإيجابية إلى الاتفاق على إطلاق التفاهم من أجل إصدار المراسيم التطبيقية لاستخراج النفط، متمنياً أن تكون أي مسألة ذات بعد وطني بعيدة عن التجاذبات والمحاصصة المذهبية والطائفية. ويأمل اللقاء أن يكون الصندوق السيادي شفافاً ولا يوضع تحت إدارة فاسدة تستنزف مواردنا النفطية. ويرى أنّ الإسراع في حل أزمة النفظ في لبنان يشكل الفرصة الأخيرة أمام اللبنانيين لمعالجة الدين العام وإعادة التوازن لاقتصاد البلد والخلاص من المديونية العامة التي ترهق كاهل اللبنانيين».
وتوقف اللقاء الوطني «عند القضايا المعيشية الضاغطة التي يعانيها المواطن اللبناني ومنها قضية الكهرباء ومكافحة مافيا المولدات الخاصة عبر خفض ساعات التقنين ووضع تسعيرة ثابتة للاشتراكات في المولدات الكهربائية ومراقبتها»، داعياً الدولة «إلى إيجاد حلول جذرية لمشكلة النفايات وإنشاء معامل معالجة وتحويل كل العوادم إلى سماد زراعي وطاقة خاصة بعد ان ألغيت مناقصة الكوستا برافا حيث بدأ يلوح في الأفق من جديد شبح أزمة نفايات سيكون أثرها البيئي شديدا هذا الصيف وفي السياق يناشد اللقاء الدولة والمواطنين المحافظة على مصادرنا المائية وعدم تلويثها لأنها الثروة الحقيقة المجانية التي يملكها لبنان»، كما دعا «إلى استنهاض وطني شامل لمعالجة هذه الملفات».
ونوّه بـ«خطوة وزير الصحة تأمين العلاج المجاني لكلّ لبناني تجاوز الـ 64 عاماً على حساب وزارة الصحة».
وفي سياق آخر، رأى اللقاء «أنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان لم تأت بجديد، وهي محاولة لإظهار اهتمام فرنسي بلبنان بعدما فشلت سياسات هولاند الداخلية والبحث عن ملفات خارجية لتوسيع شعبيته المتراجعة، وكنا نأمل من الزائر الفرنسي أن يأتي بمشروع لتصحيح السياسات الفرنسية تجاه لبنان والمنطقة بدلاً من البحث عن دور لا يمكن التسليم به من جديد».
وأكد المجتمعون «رفض التطبيع مع العدو الصهيوني لأنّ الصراع مع الكيان الصهيوني هو صراع وجود يتطلب حشد كلّ طاقات وجهود الامة في حسم الصراع لمصلحتها، فالتناقض الأساسي هو مع هذا الكيان الغاصب لفلسطين والطامح لإنشاء إسرائيل الكبرى على كلّ الأرض العربية وتحويل العرب إلى اتباع لسياساته وأحلامه المزعومة، وإنّ الصراع مع هذا الكيان ليس صراعاً يتعلق بقضية ذات بعد وطني فحسب وإنما هو صراع حضاري وجودي بين هذا الكيان والأمة».
وفي الختام توجه اللقاء الوطني إلى اللبنانيين «بالتهنئة في الذكرى العاشرة لانتصار تموز على أعتى قوة عسكرية غاصبة في المنطقة»، ورأى «أنّ هذا النصر إنما تجسَّد بفضل تلاحم المثلث الذهبي الشعب والجيش والمقاومة».