قامتان

معن بشّور

من بين الشخصيات العربية العديدة التي تتقاطر إلى بيروت للمشاركة في المؤتمر العربي العام «لدعم المقاومة ورفض تصنيفها بالإرهاب» تبقى مشاركة أبو اللطف فاروق القدومي القامة الفلسطينية العربية العالية، أحد أبرز مؤسسي حركة فتح ورفيق قادتها الأوائل منذ الرصاصات الأولى في 1/1/1965، إضافة نوعية وتجسيداً حياً لتواصل حركة المقاومة العربية الممتدّة في التاريخ والجغرافيا، وعنواناً للثبات على ثوابت الأمة في فلسطين وكلّ قضاياها.

في الجلسة الصباحية الممتعة مع أبي اللطف في مقرّ إقامته كان هناك استعراض للمراحل التي مرّت بها المقاومة على مدى أكثر من نصف قرن، كما لمحطات كان فيها القابض على جمر المقاومة كالقابض على دينه، ملاحَقاً ومضطهَداً سابحاً عكس تيار المساومة والاستسلام وصولاً إلى التطبيع ومغازلة العدو.

مشاركة أبي اللطف والعديد من قادة فصائل المقاومة على اختلاف اتجاهاتها، هو تأكيد على تلازم المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، وتلازمهما بالأمس مع المقاومة العراقية وثورات الجزائر واليمن وكلّ أقطار الأمة.

ومن بين الشخصيات المشاركة أيضاً أحد القادة الميدانيين في الثورة الجزائرية سي لخضر بورقعة الذي يواجه ظروفًا صحية صعبة هذه الأيام، ومع ذلك قال لصديقه المناضل الجزائري الآخر، أحد رموز حملات كسر الحصار على غزة، كريم رزقي: «حين يكون العنوان دعم المقاومة ورفض تصنيفها بالإرهاب فلا شيء يمنعني من الذهاب إلى بيروت في ذكرى انتصار المقاومة على العدوان قبل عشر سنوات»…

كم هو جميل أن تتواصل هذه القامات التاريخية في المقاومة من مشرق الوطن إلى مغربه، ومعها هذا الحشد من شرفاء الأمة وقواها الحية، لتقول إنّ الأمة لا تفرّط بمقاومتها ومجاهديها، فكلّ قطر من أقطارها له تاريخ مع المقاومة وله شهداء ورموز ومعارك يعتزّ بها.

الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى