مباحثات ماراتونية بين لافروف وكيري لصياغة اتفاقات في سورية
أعلن الكرملين أنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لم يتطرّق خلال لقائه بالرئيس بوتين، أول من أمس، بشكل مباشر إلى مسألة التعاون العسكريّ بين موسكو وواشنطن في سورية.
وأضاف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إنّه لا يزال هناك للأسف العديد من التساؤلات فيما يتعلّق بالتعاون الحقيقي مع واشنطن، بالنسبة لمكافحة الإرهاب و لتنفيذ عمليات في سورية، وقال «أرغب في التشديد على جهودنا المشتركة لحل الصراعات التي نعتبرها مهمة، و التي يجب حلها محادثتي الأخيرة مع الرئيس أوباما أقنعتني بأننا نعمل بجديّة ليس فقط في مجال التعاون لكن أيضا في سبيل تحقيق نتائج إيجابية».
كما أكد بيسكوف أنّ موقف روسيا من مسألة مصير الرئيس السوري بشار الأسد لم يتغير، مشيراً أنّ روسيا تؤكد ضرورة استمرار المفاوضات حول التسوية السورية، باعتبار عملية جنيف الطريق الوحيد للتسوية السياسية.
وفي الوقت نفسه امتنع الناطق الروسي عن تقييم مدى التقدم الذي حققه الطرفان خلال المحادثات، مضيفاً أنّ وزيري الخارجية الروسي والأميركي سيعلنان عن نتائج اللقاء خلال مؤتمر صحفي.
وكان الرئيس بوتين أعرب عن ثقته في صدق نوايا نظيره الأميركي، بشأن تحقيق تقدّمٍ لحل الأزمة السورية، وأضاف خلال استقباله كيري أنّ بلادَه ستواصل الجهودَ لتحرير الرعايا الأميركيينَ في سورية، وهي تعوّل على مساعدة واشنطن في خطواتٍ مماثلة إذا دعت الحاجة.
من جهته أكد كيري أنّ واشنطن وموسكو تستطيعان إنجازَ الكثير لخدمة السلام في سورية وأوكرانيا، مضيفاً أنّ محادثاته مع الرئيس الروسي كانت صريحة جداً وجديّة.
وبحسب بيان للخارجية الأميركية، فإنّ كيري أشار خلال اللقاء مع بوتين، الذي استغرق ثلاث ساعات، إلى أهمية اتخاذ خطوات واقعية وبذل جهود دبلوماسية حول سورية، مشيراً إلى لأنه لا يمكن أن تستمر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف الحرب في سورية، إلى أمد غير محدود، ومن دون «خطوات معينة».
وذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، أنّ محادثات بوتين وكيري من شأنها دفع المحاولات لإستئناف نظام وقف الأعمال القتالية في سائر سورية، وإقامة ظروف ملائمة لاستئناف المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة حول الانتقال السياسي في البلاد.
بدورها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية اليزابيث ترودو، إنّ المقترحات التي يحملها كيري إلى موسكو هي محصّلة نقاشات شارك فيها عدد من الأجهزة الحكومية مؤكدةً أنّ موقفَ واشنطن حيال سورية لم يطرأ عليه أي تغيير وأنّ على الأسد الرحيل.
في غضون ذلك، تواصلت المباحثات المكثفة بين سيرغي لافروف و جون كيري في موسكو أمس، وأعلن عن استراحة لمدة ساعتين بين الوزيرين، في حين واصل الوفدان الروسي والأميركي العمل على انفراد استعداداً لجولة مسائية من المباحثات أنطلقت أمس.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي إنّ المطلوب خلال هذه المفاوضات التوصل إلى اتفاقات محددة، وفق التفاهمات التي تم تحقيقها خلال الاجتماع مع الرئيس بوتين، مشيراً أن الحوار الروسي – الأميركي يزداد أهمية وإلحاحاً بعد الهجوم الإرهابي الأخير في نيس الفرنسية.
بدوره شدد كيري على ضرورة اتخاذ كافة الخطوات اللازمة للقضاء على الإرهاب، مؤكداً أنّ سورية تمثل بالدرجة الأولى تربة خصبة للإرهاب، وقال «إنني أعتقد أنّ العالم كله يعلق آماله بنا وينتظر منا أن نتخذ بأقصى درجات السرعة إجراءات ملموسة تظهر للناس أننا بذلنا كل ما بوسعنا من أجل القضاء على الخطر الإرهابي».
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، إنّ العملية العسكرية الروسية في سورية ساعدت على تحويل مجرى الأحداث في هذا البلد لصالح سلطاته الشرعية، مشيراً أنّ القوات الروسية ساعدت في تحرير أكثر من 12 ألف كيلومتراً مربعاً مع 586 نقطة مأهولة بالسكان من قبضة إرهابيي «داعش».
هذا و تم بمشاركتها، دحر التشكيلات الكبيرة للإرهابيين في مناطق حماة وحمص وطردها من ريف اللاذقية ومن أراضي جنوبي دمشق وشماليها، كما وتقوم وزارة الدفاع الروسية حالياً بتقديم المساعدة اللازمة في رفع مستوى القدرة القتالية للجيش السوري، بما في ذلك من خلال تدريب كوادره.
الوزير الروسي شدد على أنّ روسيا عملت وتعمل في سورية، انطلاقاً من إدراكها لمخاطر افتعال أزمات مثل الأزمة السورية في آسيا الوسطى والقوقاز الجنوبي، مؤكداً أنّ وضع القوات السورية قبل بدء العملية الروسية كان حرجاً، وأنّ الإرهابيين كانوا يسيطرون آنذاك على أكثر من 70 من أراضي سورية، وكانوا يواصلون التقدم على مختلف الاتجاهات. شويغو أضاف أنّ حوالي 4.5 ألف شخص من مواطني روسيا وغيرها من بلدان رابطة الدول المستقلة، كان من الممكن أن يعودوا إلى أوطانهم، في حالة انهيار سورية كدولة، ولولا العملية العسكرية الروسية التي حالت دون مثل هذا التطور.
ميدانياً، أكد «البنتاغون» أن «قوات سوريا الديمقراطية»، تمكنت من التقدم إلى وسط مدينة منبج السورية وقطع طرق إمداد مسلحي «داعش» هناك.
وجاء في بيان «البنتاغون» أمس، أنّ ضربات التحالف الدولي، التي استهدفت مواقع الإرهابيين الأساسية في المنطقة، منعتهم داعش من استعادة مواقع في شمال سورية وقطعت طريق الإمداد الرئيس، الذي كان المسلحون يستخدمونه لإعداد وتجهيز الهجمات بسيارات مفخخة في محاولات اختراق الخطوط الدفاعية.
من جهة أخرى، أكد مصدر كردي، أنّ «الديمقراطية» سيطرت، أمس، على مبنى النفوس وسط منبج، مضيفاً أنّ مقاتليها تمكنوا من قتل أكثر من 25 من عناصر «داعش» والاستيلاء على دبابة.