صيدنايا

أحيت مديرية صيدنايا التابعة لمنفذية القلمون في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده، باحتفال حضره وكيل عميد الدفاع زينون الأحمر، ناظر الإذاعة والإعلام مروان عازار، مدير المديرية الأمين نقولا سعادة، والدا الاستشهادي خالد أزرق، وحشد من القوميين والمواطنين.

افتتح الاحتفال بالنشيد الحزبي، أدته ثلة من أشبال المديرية، ثم الوقوف دقيقة صمت تحية للزعيم وشهداء الحزب والأمة.

عرف الاحتفال رحال علام وتحدث عن معاني الثامن من تمّوز، ثم تلا مدير المديرية نقولا سعادة بيان عمدة الإذاعة والإعلام بالمناسبة.

وألقى طارق ضاهر كلمة أكد فيها أن باعث النهضة جسّد باستشهاده ووقفة العزّ معنى الفداء القومي، وأن حزب سعاده مستمر في مسيرته الصراعية، لافتاً إلى أن القتلة والمجرمين توهموا القضاء على الحزب باغتيال الزعيم، فماتوا هم واندثروا، وبقي سعاده حياً بفكره وعقيدته وحزبه.

وألقى مذيع المديرية وليد أزرق كلمة المديرية فقال: إن فكرةً عظيمةً أبدعها عقلٌ عظيمٌ أعطت صاحبها زعامةً لا نظير لها ولن تتكرر، وختمت حياته بالاستشهاد، فصار خالداً.

وقال: في المدينة التي تأسست فيها أول مدرسة للحقوق، ارتكبت أخطر الجرائم الوطنية والسياسية والأخلاقية والاجتماعية والحقوقية في تاريخ الأمة السورية والعالم العربي، عندما وقع حكام الطوائف في لبنان أمر اغتيال سعاده الذي نذر حياته لقوة أمته وعظمتها وحريتها.

أضاف: اغتيال الزعيم تم بمؤامرة دولية وعربية وصهيونية، لأنه أطلق مشروعاً نهضويا بمواجهة المشاريع الاستعمارية، والويلات الطائفية والمذهبية والكيانية والتقسيمية والاستيطانية التي نتجت من اتفاقية «سايكس ـ بيكو» ومعاهدتَي «سيفر» و«لوزان»، ومواجهة الخطر الناتج من «وعد بلفور» المشؤوم لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين.

ولفت أزرق إلى أن سعاده وضع الأدلة العلمية عن وحدة سورية الطبيعية تاريخياً وجغرافياً، موضحاً تاريخها الجلي، ومكامن القوة في وحدتها، ودورها الريادي في العالم العربي، قوة رئيسية في مقاومة الأخطار القادمة إليه، فهي سيف العالم العربي ورمحه وترسه والمؤهلة لقيادته، وهو أول من تحدث عن إرث الأمة التاريخي والجغرافي والديني والثقافي، وأهمية هذا الإرث في وحدة الأمة وتقدمها ورقيها، ولأنه آمن بأن في النفس السورية كل الحق وكل الخير وكل الجمال.

وأكد أن من أسباب اغتيال سعاده أنه كشف زيف الحكام الطائفيين المذهبيين الذين «يتزحفطون» أمام الأجنبي من أجل تنفيذ مآربهم الخاصة، والذين حتى اليوم لم تختلف حزبياتهم الدينية والمذهبية عما كانت عليه لحظة اغتياله، بل تكاثرت كالورم الخبيث في جسد أمتنا، ففرخت أحزاباً وتنظيمات وحركات ومجموعات وعصابات بعشرات المسميات، والتي لا تعرف من الدين إلا الاسم ومن الوطن إلا المكاسب، وهي ليست إلا أداة وضيعة في يد من يدفع لها أكثر، ويمول مشاريعها المذهبية. … واغتيل لأنه نادى بخطة اقتصادية موحدة، فقد تحدث عن اقتصاد الأمة المتكامل بين كيانات الأمة التي تتكامل لناحية الاستفادة من الموارد الطبيعية ومن الكفاءات العلمية الموجودة في الأمة السورية.

واعتبر أزرق أن ما سرّع عملية اغتيال سعاده، تحذيره من خطرين عظيمين على الأمة، حيث قال في خطاب الأول من آذار 1938: «لا بد لي من التصريح في هذا الموقف، أن الخطر اليهودي هو أحد خطرين أمرهما مستفحل وشرهما مستطير. والثاني هو الخطر التركي. وهذان الخطران هما اللذان جعلاني أدعو الأمة السورية جمعاء إلى تأييد الحزب السوري القومي الاجتماعي».

وتابع قائلاً: لقد توهموا يا زعيمي بأنهم باغتيالك قد اغتالوا الفكرة والحركة، لم يعلموا أنك كنت موقناً عندما قلت لهم: «أنا أموت أما حزبي فباقٍ»… فأنتجت هذه العقيدة النضالية نسوراً على دربك درب الشهادة، نذكر منهم نسراً فكر وخطط ونفذ ليكون موعد رده لوديعة الأمة في ذكرى استشهادك ابن مديريتنا النسر الاستشهادي خالد أزرق، حيث تمر في كل سنة في التاسع من تمّوز ذكرى استشهاده.

وختم: لذا نحن نعاهد دمك الذي سفح كالطيب في الرملة البيضاء، بأن نكون طغاة على المفاسد، وبأن نصون المؤسسة والعقيدة.

ثم عُرض فيلمان قصيران: الأول يتضمن صوراً عن إنجازات المديرية ونشاطاتها خلال سنة كاملة، والثاني بعنوان: «نسور على درب سعاده».

كما تخلل الاحتفال تأدية أشبال المديرية نشيد الأشبال حدّثي عنّا الزمان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى