الانقلاب في تركيا… قصّته قبل أسابيع وانعكاساته على أميركا وحلفائها
شغلت المحاولة الانقلابية على النظام الأردوغاني معظم الصحف الغربية التي أفردت لهذا الحدث حيّزاً واسعاً. وفي الصحافة الأميركية أوردت صحيفة «فورين آفيرز» تقريراً ضمّنته تذكيراً بعددٍ من التقارير التي تنبأت بالانقلاب، إذ أعادت إلى الأذهان مقالاً نشرته في 30 أيار الماضي، وتحدّثت فيه غونول تول مديرة مركز الدراسات التركية في معهد الشرق الأوسط بصراحة عن «الانقلاب العسكري المقبل في تركيا»، قائلة: الجيش التركي لديه في الواقع أسبابه لحمل الضغينة تجاه أردوغان. فعلى مدار التاريخ التركي، تمتّع الجيش بسطوة كبيرة على الشؤون السياسية في البلاد، وقد نفّذ أربعة انقلابات عسكرية مُجبراً السياسيين على الاستقالة وتعامل مع نفسه دائماً على أنّه الحارس الأوحد للديمقراطية العلمانية الذي لا يخضع للمُسائلة.
في مقال آخر في صحيفة «فورين بوليسي»، في 15 حزيران، يتساءل جون حنّا نائب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق في عهد الرئيس جورج بوش كيف تتخلص من مشكلة أردوغان؟ ينطلق حنّا الخبير في الشأن الاستراتيجي من أن تركيا تسير ببطء ولكن بشكل مؤكد باتجاه الهاوية متحدثاً عن مؤشرات قاتمة مثل الاستبداد والإرهاب والحرب الأهلية، فيما تلوح في الأفق سيناريوات أخرى مثل الدولة الفاشلة والتقسيم القسري. في ظل هذا الواقع يقول: ربما يقترب اليوم الذي سيضطر فيه صانعو القرار الأميركيون سواء رغبوا أو لم يرغبوا للتعامل مع السؤال التالي: ماذا يمكن أن تفعل مع حليف للناتو بات سيئاً لهذه الدرجة؟
صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في عدد 5 تموز رأت أيضاً أن أردوغان الذي تبنى لفترة طويلة سياسة «صفر مشاكل مع الجيران» يبدو غارقاً في صراعات مع الجميع وفي كل مكان تقريباً، مشيرة إلى تنفيذ الكرد و«داعش» 14 هجوماً السنة الماضية ما أسفر عن مقتل 280 شخصاً وعن مخاوف متزايدة فضلاً عن تأثر الاقتصاد بفعل تراجع عدد السياح.
أما بالنسبة إلى «نيويورك تايمز»، فإن انتهاء تركيا، البلد العضو في الناتو الذي يملك ثامن أكبر اقتصاد في أوروبا وكثافة سكانية تضاهي ألمانيا، إلى ما انتهت إليه بقدر ما هو مرتبط بأردوغان فإنه مرتبط بسوء حظ تركيا لجهة موقعها الجغرافي في شرق أوسط مضطرب.
إلى ذلك، قالت صحيفة «واشنطن بوست» في تحليل إخباري إن محاولة الانقلاب في تركيا ستترك غموضاً إزاء مواجهة تنظيم «داعش» حتى وإن فشلت، وإن لها انعكاسات سلبية على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة على جميع الأحوال.
«واشنطن بوست»: انعكاسات محاولة الانقلاب بتركيا على أميركا وحلفائها
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في تحليل إخباري إن محاولة الانقلاب في تركيا ستترك غموضاً إزاء مواجهة تنظيم «داعش» حتى وإن فشلت، وإن لها انعكاسات سلبية على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة على جميع الأحوال.
وأوضح التحليل الذي كتبه كارين دي يونغ بالاشتراك مع دان لاموث، أن أي واقع جديد يظهر في تركيا في نهاية المطاف لن يعتبر أنباء جيدة بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي ناتو .
وأشار الكاتب إلى أن تركيا العضو في حلف الناتو تعتبر الخط الأمامي والقاعدة الأم لكثير من عمليات التحالف لمواجهة الإرهاب في سورية المجاورة، وأن تركيا هي الحَكم في شأن أزمة اللاجئين الفارين من الشرق الأوسط إلى أوروبا والذين يضغطون على القارة بشكل كبير.
وقال: على رغم أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجد صعوبة في التعامل مع الحكومة المدنية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتجد أن التعامل مع الجيش التركي يعتبر عملية أسهل، فإن الانقلاب في تركيا يمكن أن يثير المتطلبات القانونية لقطع جميع المساعدات العسكرية الأميركية، ما يشكّل تحدّياً لاعتماد الولايات المتحدة على تركيا في الحرب ضدّ تنظيم «داعش».
وأضاف أن الإدارة الأميركية سبق أن تمكنت من تهوين مطالب بعض الكتل السياسية الأميركية بقطع المساعدات العسكرية عن مصر وتايلند، وذلك عن طريق رفضها تسمية ما حدث في هذين البلدين بأنه «انقلاب».
ونسب إلى الخبير في الشأن التركي هنري باركي مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون، القول «ولكن هذه تركيا» و«هذا بلد عضو في حلف شمال الأطلسي، وهناك فرق كبير».
وقال الكاتب إن إعادة حكومة أردوغان إلى السلطة ربما تكون شائكة ومخيفة أكثر من أيّ وقت مضى، وإن البيت الأبيض انتظر ساعات بعد التقارير الأولوية عن أن انقلاباً عسكرياً يحدث في تركيا لكي يصدر بياناً قوياً يعارض فيه العملية الانقلابية في البلاد.
وقال البيان إن الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري تحدّثا عبر الهاتف واتفقا على أن تبادر كل الأطراف في تركيا إلى دعم الحكومة المنتخبة بشكل ديمقراطي، ودعا كذلك إلى ضبط النفس وتجنب أي عنف أو إراقة دماء.
ثم أصدر جون كيري بيانه الخاص لاحقاً قائلاً إنه تحدث مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وإنه أكد له دعم الولايات المتحدة المطلق للحكومة المدنية والمؤسسات الديمقراطية في تركيا.
وأشار الكاتب إلى أن معاهدة تأسيس حلف شمال الأطلسي لا تتناول ما يجب فعله حيال عمليات الاستيلاء العسكري على السلطة، وأنها لا تتضمن أحكاماً تشير إلى تعليق عضوية البلد الذي يتعرض لانقلاب عسكري، وأن الانقلابات السابقة في كل من تركيا واليونان والبرتغال لم تؤد إلى تغيير جوهري يذكر في العلاقات مع حلف الأطلسي.
لكن الانقلاب العسكري في تركيا إذا ما تأكد فإن من شأنه أن يضع السعي التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في مهب الريح، ما يلحق الضرر بالاقتصاد التركي الذي تأثر أصلاً بالهجمات الإرهابية.
والسؤال هو: هل الحكام العسكريون سيكونون على استعداد لمواصلة التضييق على أكثر من مليونَي سوري وغيرهم من اللاجئين الذين تؤويهم تركيا وتمنعهم من محاولة الوصول إلى ألمانيا والدول الاسكندنافية وغيرها من الدول الأوروبية، لو نجح الانقلاب؟
ونسب الكاتب إلى مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية القول شريطة عدم الكشف عن هويتهم إنهم كانوا على علم بالمحاولة الانقلابية التي تكشّفت الجمعة، وإنهم يعلمون بما يحدث في تركيا، لكنهم لا يزالون يدرسون آثار الانقلاب على العمليات العسكرية التي تضطلع بها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وأوضح أن البنتاغون اعتمد بشكل متزايد على المنشآت العسكرية التركية لشن حرب من أجل مكافحة الإرهاب في كل من العراق وسورية، مثل قاعدة إنجرليك الجوية جنوب تركيا قرب الحدود مع سورية، ومطار ديار بكر جنوب شرق البلاد، وقاعدة إزمير جنوب غرب اسطنبول والتي يستخدمها الجنود الأميركيون، وكذلك قاعدة أكساز البحرية على ساحل بحر إيجة.
«كمسمولسكايا برافدا»: الولايات المتحدة وروسيا تفتحان معاً جبهة ثانية في سورية
تناولت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية زيارة جون كيري إلى موسكو، مشيرة إلى أنه حمل معه مقترحات جديدة حول كيفية إلحاق الهزيمة بالإرهابيين.
وجاء في المقال: وصل وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري إلى موسكو مساء 14 تموز 2016 حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
وبحسب معلومات صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، حمل كيري معه إلى موسكو تأكيداً باستعداد إدارة باراك أوباما للتعاون مع روسيا بصورة جذرية في شأن المسألة السورية.
وتتضمّن خطة أوباما تبادل المعلومات الاستخبارية والعملياتية بقدر كبير. ولأجل ذلك تقترح واشنطن إنشاء مركز تنسيق مشترك في الأردن، يعمل فيه خبراء عسكريون من الولايات المتحدة وروسيا.
وفي المقابل، يجب على موسكو أن تضغط على بشار الأسد ليصدر أوامره إلى طياريه بوقف الغارات الجوية على أيّ أهداف مرتبطة بعمليات الإجلاء والمساعدات الإنسانية. ووفق الخطة الأميركية، على موسكو قبل توجيه ضربات إلى المسلحين إبلاغ الجانب الأميركي والاتفاق معه في شأنها. وتستثنى من ذلك هجمات «داعش» على القوات الروسية، وكذلك السورية حيث سيكون من حق طائرات القوات الجو ـ فضائية الروسية مهاجمة مسلّحي «داعش» من دون إبلاغ الجانب الأميركي بذلك.
والصحيفة موقنة بأن الخطة الأميركية الجديدة ستسمح لروسيا بإنشاء ائتلاف جديد مع الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب في سورية والعراق. ولكن هذا لم يعجب الكثيرين في الولايات المتحدة. فمثلاً، يعارض البنتاغون بشدّة هذا الأمر. كما أن مسؤولين رفيعي المستوى يشعرون بالقلق والحذر من التعاون مع روسيا. وذلك خلافاً لكيري، الذي يعتقد أن هذه الخطة ستساعد في تخفيف أعمال العنف في سورية.
أما نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس أندريه مانويلا، فيرى ألا حاجة إلى الاستعجال، والاعتقاد بأن هذه الخطة ستساعد مباشرة في تسوية المشكلات كافة، لا سيما أن روسيا قد وضعت خططها لجميع الاتجاهات والظروف. ومنها ما يتطابق مع الخطة الأميركية ومنها ما لا يتطابق. أي أن في سورية مشكلات عدّة، ولذلك يجب الحديث عن كل منها على انفراد. في حين أن الولايات المتحدة تريد تسويتها جميعاً بضربة واحدة. وهذا ليس صحيحاً.
لكن مانويلا على ثقة من أن مقترحات أوباما تحمل بعض النقاط الإيجابية، مثل تشكيل ساحة لحلول مختلفة، حيث يمكن أن يقتنع الجانب الأميركي بإدراج عدد المجموعات التي يعدُّها «معارضة معتدلة» في قائمة المنظمات الإرهابية. أي أن القضاء عليها سيقرّب موعد إحلال السلام في المنطقة.
«فورين آفيرز»: قصة الانقلاب التركي قبل أسابيع
لم تتردّد صحيفة «فورين آفيرز» الأميركية في الحديث بصراحة عن «الانقلاب العسكري القادم في تركيا»، في هذا المقال المنشور يوم 30 أيار تقول غونول تول مديرة مركز الدراسات التركية في معهد الشرق الأوسط: الجيش التركي لديه في الواقع أسبابه لحمل الضغينة تجاه أردوغان. فعلى مدار التاريخ التركي، تمتّع الجيش بسطوة كبيرة على الشؤون السياسية في البلاد، وقد نفّذ أربعة انقلابات عسكرية مُجبراً السياسيين على الاستقالة وتعامل مع نفسه دائماً على أنّه الحارس الأوحد للديمقراطية العلمانية الذي لا يخضع للمُسائلة.
تشرح تول: بقدر ما أن الانقلاب أمرٌ غير وارد في الوقت الراهن، إلّا أن هناك سيناريو محتملاً قد يتدخّل الجيش فيه. فالسنوات الـ14 التي حكم فيها حزب العدالة والتنمية خفّفت إلى حدّ ما من موقف الجيش تجاه العلمانية، لكن النزعة الانفصالية الكردية لا تزال خطّا أحمر بالنسبة إلى القوات المسلحة. قد يتدخل الجيش إن وصل الصراع بين حزب العمال الكردستاني وتركيا إلى حدّ الخروج عن نطاق السيطرة، خصوصاً إذا أدّى العنف الجماعي في مراكز المدن الغربية إلى انهيار الأمن وحدوث انتكاس اقتصادي كبير.
في مقال آخر في صحيفة «فورين بوليسي»، في 15 حزيران، يتساءل جون حنّا نائب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق في عهد الرئيس جورج بوش كيف تتخلص من مشكلة أردوغان؟ ينطلق حنّا الخبير في الشأن الاستراتيجي من أن تركيا تسير ببطء ولكن بشكل مؤكد باتجاه الهاوية متحدثاً عن مؤشرات قاتمة مثل الاستبداد والإرهاب والحرب الأهلية، فيما تلوح في الأفق سيناريوات أخرى مثل الدولة الفاشلة والتقسيم القسري. في ظل هذا الواقع يقول: ربما يقترب اليوم الذي سيضطر فيه صانعو القرار الأميركيون سواء رغبوا أو لم يرغبوا للتعامل مع السؤال التالي: ماذا يمكن أن تفعل مع حليف للناتو بات سيئاً لهذه الدرجة؟
يضيف حنّا: لا يمكن استبعاد نوع من التدخل العسكري بشكل تام. هل يمكن السماح باستمرار تدهور الوضع في تركيا لجهة تنامي الإرهاب والصراع السياسي وجعل العلاقات تسوء مع الشركاء الغربيين التقليديين على سبيل المثال؟ ليس من المستبعد أن ينقلب الجيش على أردوغان في سبيل حماية تركيا من السير باتجاه الدكتاتورية الإسلامية وفشلها كدولة.
صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في عدد 5 تموز رأت أيضاً أن أردوغان الذي تبنى لفترة طويلة سياسة «صفر مشاكل مع الجيران» يبدو غارقاً في صراعات مع الجميع وفي كل مكان تقريباً مشيرة إلى تنفيذ الكرد و«داعش» 14 هجوماً السنة الماضية ما أسفر عن مقتل 280 شخصاً وعن مخاوف متزايدة فضلاً عن تأثر الاقتصاد بفعل تراجع عدد السياح.
وتابعت الصحيفة أن أردوغان يبدو في الوقت نفسه في عزلة متزايدة مثيراً غضب حلفائه القدامى مثل الولايات المتحدة من خلال رفضه لسنوات اتخاذ اجراءات حازمة ضدّ «داعش»، مشيرة إلى أن الرئيس التركي بدا أكثر جدّية مؤخراً إزاء التنظيم لكن ذلك على ما يبدو خلق مشاكل جديدة من خلال التفجير الانتحاري الذي قتل 44 شخصاً في مطار اسطنبول.
يرى سنجيز كاندار من معهد جامعة ستوكهولم للدراسات التركية في هذا مؤشراً على مدى حالة اليأس الذي يشعرون به في تركيا، فيما يقول أرغون أوزبدن الخبير الدستوري الذي كان مدافعاً عن أردوغان إن السفينة تتحرك سريعاً باتجاه الصخور.
بالنسبة إلى «نيويورك تايمز» فإن انتهاء تركيا، البلد العضو في الناتو الذي يملك ثامن أكبر اقتصاد في أوروبا وكثافة سكانية تضاهي ألمانيا، إلى ما انتهت إليه بقدر ما هو مرتبط بأردوغان فإنه مرتبط بسوء حظ تركيا لجهة موقعها الجغرافي في شرق أوسط مضطرب.
الصحيفة لفتت إلى أنه في الوقت الذي كان يبدو أن لدى أردوغان تسع أرواح متجاوزاً أي أزمة يجد نفسه اليوم محاصراً بالصراعات على أكثر من جبهة بما في ذلك الانقسام العميق داخل المجتمع الذي ساهم في إنتاجه.
«إيزفستيا»: تركيا تعدّل سياستها إزاء سورية!
ذكرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية أن موقف رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم في شأن تطبيع العلاقات مع دمشق يشير إلى استعداد أنقرة للإصغاء إلى روسيا
وجاء في المقال: صرّح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف بأن التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة التركية بن علي يلديريم حول سورية تدل على حصول بعض التقدم في مواقف أنقرة.
وأضاف: أريد لفت الانتباه إلى ما جرى بعد ذلك من توضيح هذه التصريحات بأن يلديريم لم يكن يقصد استعداد تركيا لتطبيع العلاقات مع سورية في ظل حكم الرئيس بشار الأسد. ومع ذلك، فهي دليل على تغير اللهجة. وهذه فرصة لتركيا لكي تصغي باهتمام إلى موقف روسيا من سورية، ولغيرها من البلدان التي تحاول تغير الأنظمة القائمة فوراً. بيد أن هذا التقدم المحدود في موقف أنقرة ليس نهائياً ولا يسمح بالحديث عن تقارب مواقف روسيا وتركيا في شأن سورية. أما في ما يتعلق بتطبيع العلاقات الروسية التركية، فنحن الآن في بداية الطريق. لذلك، لا أريد أن أبالغ في نتائج قرار التطبيع في حالات ما ومن ضمنها سورية. فالمستقبل سيوضح كل شيء.
من جانبه، أشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي الدوما آلِكسي بوشكوف إلى أن التغيرات في موقف القيادة التركية تجاه سورية قد تكون مرتبطة بالتهديدات الأخيرة التي تواجهها أنقرة.
وأضاف أن بعض التعديلات في موقف تركيا تجاه سورية قد بدأت ولكنها لم تؤد حتى الآن إلى تغيرات نوعية. والحديث يدور عن تصحيح المواقف. وأعتقد أن لذلك علاقة من جانب بتهديدات «داعش». ومن جانب آخر، فإن تركيا من دون تطبيع العلاقات مع سورية، قد تواجه صعوبات في تسوية القضية الكردية. وهذه اللهجة الجديدة تشير إلى اتجاه الحراك، ولكن موقف أنقرة الرسمي من بشار الأسد لم يحصل فيه أي تغيير.
ففي اليوم التالي، قال يلديريم إن تركيا لن تغير موقفها إلا بعد رحيل الأسد. أي أننا هنا نلاحظ تصحيحاً في الموقف، ولكنه لم يصل إلى مستوى إعادة النظر بالعلاقات مع القيادة السورية. إذ سيكون من الصعب على تركيا تغيير موقفها، لأنها تصر منذ فترة طويلة على رحيل الأسد. ولكن، مع ذلك تبرز ضرورة الاتصالات في شأن المسائل التي تهم تركيا.
وكان رئيس الحكومة التركية بن علي يلديريم قد أعلن، يوم 13 تموز الجاري، أن القيادة التركية تسعى إلى تطبيع العلاقات مع سورية. جاء ذلك خلال الخطاب الذي ألقاه في اجتماع القيادات الإقليمية لـ«حزب العدالة والتنمية» الحاكم.
وقال يلديريم: سنزيد عدد أصدقائنا، وقد تم فعلاً اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه، حيث تم تطبيع العلاقات مع روسيا و«إسرائيل». وأنا واثق من هذا سيحصل مع سورية أيضاً. لأننا بحاجة إلى هذا الأمر.
وأضاف: من أجل النجاح في مكافحة الإرهاب في سورية والعراق يجب ضمان الاستقرار.
غير أنه في اليوم التالي، 14 تموز الجاري، كرّر في تصريحات لـ«بي بي سي»، موقف القيادة التركية من الرئيس السوري.
وقال ردّاً على سؤال حول احتمال تليين سياسة تركيا من الأسد على خلفية تزايد خطر الإرهاب: يوجد الأسد من جهة، ومن الجهة الأخرى «داعش»، وإذا سألتموني أيّاً منهما أختار، فإنني سأقول لا هذا ولا ذاك، وإن على الاثنين الرحيل، لأنهما سبب مشكلة الشعب السوري.
أما المحلّل السياسي السوري أحمد صوفان، فيعتقد أن على أنقرة في جميع الأحوال البحث عن مخرج من الوضع الصعب التي وجدت نفسها فيه خلال السنوات الأخيرة.
ويقول إن السياسة التي انتهجتها القيادة التركية أوصلت البلاد إلى طريق مسدود كما على مستوى السياسة الداخلية كذلك على مستوى العلاقات مع دول الجوار. والآن يجب أن تحدث تغيرات في هذا النهج. وإذا تحدثنا عن سورية، فإن أول عملية تقوم بها، يجب أن تكون إغلاق الحدود لمنع تدفق المرتزقة والأسلحة.
وأضاف: إذا أغلقت تركيا الحدود مع سورية فستكون هذه إشارة مهمة لبدء الحوار بين أنقرة ودمشق.
«تايمز»: دهس الرضّع بشاحنة… سابقة في تاريخ الإرهاب
نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية صورة لتلك الفتاة التي قُتلت دهساً في اعتداء نيس وجثتها ملقاة على الأرض مغطاة بالغطاء الطبي العازل للحرارة وإلى جانبها دميتها ملقاة هي أيضاً إلى جانبها، يعلوها عنوان «عريض»: «سُحقت من دون رحمة».
ويقول مراسل الصحيفة ديفيد براون واصفاً القاتل بأنه شخص غريب الأطوار يتناول المخدّرات ويضرب زوجته، أقدم على هذه الجريمة الفظيعة.
كما ينقل مراسل «تايمز» تصريحات شقيق منفّذ هجوم نيس، الذي قال عن شقيقه محمد أنه كان ملحداً، وأنه لا يستبعد فرضية ان يكون تم تجنيده من طرف ما يعرف بتنظيم «داعش».
وفي تحليلاتها، تقول صحيفة «تايمز» إن عصابات الشوارع في فرنسا يشكلون تربة خصبة للانخراط في الأعمال الجهادية، خصوصاً أن مثل هؤلاء اللصوص وصغار المجرمين لديهم خبرة في ممارسة العنف واستخدام الأسلحة قبل تجنيدهم.
الصحيفة تناولت بالصور والأرقام والرسوم كل جوانب العملية منذ بدايتها إلى لحظة إخلاء القتلى والجرحى من الشارع الرئيس الذي وقعت فيه الجريمة في نيس.
«موسكوفسكي كومسوموليتس»: مطالَبات بمنع لعبة «بوكيمون» في روسيا لأنها تجسّسية
تطرّقت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية إلى المطالبة بمنع لعبة «بوكيمون» في روسيا، إذ لا يُستبعد أن تكون لها علاقة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
وجاء في المقال: قريباً، سيقدّم إلى المصلحة الفدرالية للرقابة في مجال حماية حقوق المستهلك ورفاهية المواطنين، ومصلحة مكافحة الاحتكار الفدرالية، وإلى شركة «آبل» طلب يتضمّن وقف نشر هذه اللعبة لغاية تغيير شروط استخدامها. وهذا الطلب ستقدمه الجمعية الأرثوذكسية لقوزاق سان بطرسبورغ «إيربيس»، حيث يقول أعضاء الجمعية إن المشاركين في اللعبة قد لا يعرفون أنهم يعملون لمصلحة وكالة الاستخبارات الأميركية.
للقوزاق شكاوى عدّة من «Pokemon GO»، وهي اللعبة المخصّصة للأجهزة الإلكترونية المحمولة، والتي تتضمّن بحثاً عن وحوش صغيرة بواسطة كاميرات مثبتة في الشوارع.
فأولاً، تأخذ هذه اللعبة وقتاً كبيراً من الشباب وتلهيهم عن الحياة الواقعية. ويقول ممثل الجمعية إنها جذابة كالمخدرات، إذ يفقد من يلعبها سنوات من عمره بدلاً من أن يمارس عملاً مفيداً لتنمية مواهبه.
وثانياً، المدمنون على هذه اللعبة، يبدأون بالانتقاص من حقوق الآخرين، فمثلاً لا يخجلون أبداً من البحث عن هذه الوحوش الصغيرة في المعابد والمقابر، وهذا إهانة لمشاعر وأحاسيس المؤمنين والمفجوعين بموتاهم.
إن هذا يشبه لعب الأطفال بكرة القدم في الفناء بين المباني السكنية، حيث كل شيء يبقى اعتيادياً لغاية أن تكسر الكرة زجاج نافذة ما، عندها يتغير الموقف من لعبتهم المفضلة. وإضافة إلى ذلك، تدعو جمعية القوزاق المصممين الوطنيين إلى المبادرة وتصميم لعب إلكترونية خاصة تنمّي الروح الوطنية.
وهناك أمر آخر لا يقلّ أهمية من كل هذا، وهو كيف ينعكس هذا الإدمان على مصالح الدولة؟ لأن «Pokemon GO» قد تكون لعبة تجسّس. ذلك لأن كاميرات هواتف المشتركين فيها تكون شغالة وهم يتجوّلون ليس فقط في الشوارع، بل وفي المباني، التي قد تكون مكاتب تحتوي على وثائق مهمة.
يعتقد المعارضون لهذه اللعبة أن الأجهزة الأمنية الأجنبية لها أهداف معينة يمكنها بلوغها من خلال إمكانيتها في متابعة الأجهزة الالكترونية المحمولة وتسجيل ذلك بالصورة فيديو والصوت. ويسأل ممثل الجمعية، أين صممت هذه اللعبة؟ في الولايات المتحدة. لذلك لا يَستبعد وجود علاقة لوكالة الاستخبارات الأميركية بها.
من جانبه، يدعو رئيس الجمعية أندريه بولياكوف الحكومة الروسية إلى التدخل وإجبار «Pokemon GO» على التسجيل، ووضع قواعد محدّدة للأجانب مع مراعاة مصالح روسيا وثقافتها. كما يدعو إلى التحقيق في مصير الأموال التي يدفعها مستخدموها. لذلك يجب منع استخدامها لغاية إنجاز هذه المتطلبات.