وزير الخارجية البريطاني: متفقون على التوّصل لحل في سورية بحلول شهر شباط المقبل
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّ الوزير سيرغي لافروف، بحث هاتفياً مع نظيره الأميركي جون كيري الخطوات الرامية إلى تسوية الأزمة في سورية ومكافحة الإرهاب هناك.
وجاء في بيانٍ صادر عن الخارجية الروسية، أمس، أنّ لافروف وكيري بحثا «الخطوات المحددة الروسية والأمريكية الرامية إلى المساهمة في تسويّة النزاع في سورية والتغلب على الجماعات الإرهابية العاملة هناك، وذلك تنفيذاً للاتفاقات التي تمّ التوصل إليها خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي إلى موسكو».
في غضون ذلك، اعتبر الوزير الأميركي، أنّه ونظيره يدركان الاتجاه الذي تسير نحوه عملية تسويّة الأزمة السورية، مؤكداً أنّ واشنطن وموسكو تواصلان التخطيط لخطوات لاحقة في طريق تسوية الأزمة السورية.
كيري أضاف في مؤتمر صحفي، أمس، مع نظيره البريطاني بوريس جونسون في لندن «كلانا كيري ولافروف نعتقد أننا ندرك الاتجاه الذي نتحرك نحوه، وما هي الأهداف التي لا بد من تحقيقها»، مضيفاً «فريقانا سيجتمعان قريباً لإعطاء دفعة لنظام وقف الأعمال القتالية في سورية من أجل تعزيز قدراتنا على محاربة تنظيمي «القاعدة» و»داعش».
وأوضح كيري أنّه وجونسون سيلتقيان لاحقاً، مع نظرائهما الألماني والفرنسي والإيطالي وكذلك رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني، ليبحثا معهم الملف السوري.
و أكّد الوزير الأميركي أنّه سيتحدث، أثناء اللقاء، عن نتائج زيارته إلى موسكو ومحادثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
من جانبه، دعّا جونسون المجتمع الدولي إلى التوحد من أجل إحلال السلام في سورية وتهيئة الظروف الملائمة لضمان الانتقال السياسي. وقال «يجب على المجتمع الدولي، وخاصة المجموعة الدولية لدعم سورية برئاسة الولايات المتحدة وروسيا، التوحد من أجل ضمان التسوية السلمية»، و أضاف، «متفقون على التوّصل إلى حل للسلام في سورية بحلول شهر شباط عام 2017.
وأشار الوزير البريطاني إلى «أهمية تقديم المساعدة الإنسانية لسكان سورية وإقامة الحوار في إطار ضمان العملية السياسية»، مشيراً أنّ «الوضع الراهن في سورية مروع، وتواجه البلاد كلها أزمة إنسانية قد تؤدي إلى ارتفاع حاد في عدد اللاجئين الذين يسعون إلى مغادرة البلاد»، و شدد على أنّ «روسيا تتوفر لديها إمكانية خاصة لإقناع نظام الأسد بالعودة إلى طاولة المفاوضات».
هذا و كان وزير الخارجية البريطاني قد دعّا في وقت سابق أمس، روسيا ودولاً أخرى إلى مطالبة الرئيس الأسد بالتنحي، وذلك قبل ساعات من أول اجتماع مع نظرائه الغربيين لبحث الحرب في سورية. ووفقاً للتعليقات التي نشرها مكتبه قبل الاجتماع، قال جونسون «سأكون واضحاً في التعبيرعن رأيي بأنّ معاناة الشعب السوري لن تنتهي ما دام الأسد في السلطة. يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا، أن يكون متحداً في هذا».
وكان جونسون قد أشاد بالرئيس السوري في مقال صحفي بعنوان «برافو للأسد» في آذار الماضي، وذلك لإنقاذه مدينة تدمر الأثرية من براثن «داعش» والتي تصنفها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» على أنها موقع للتراث العالمي.
ميدانياً، أعلن ناشطون سوريون عن مقتل ما لا يقل عن 56 مدنياً، أمس، في غارات للتحالف الدولي على شمال مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».
وأضاف الناشطون، استناداً إلى مصادر بين سكان المدينة الواقعة في شمال سورية قرب الحدود مع تركيا، أنّ الضربات نفّذتها طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أسفّرت أيضاً عن إصابة عشرات الأشخاص، و مقتل 11 طفلاً.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي، أمس، أنّ «قوات سورية الديمقراطية» سيطروا على مقر لقيادة العمليات في مدينة منبج مطلع الأسبوع الجاري، مشيراً أنّ المقر كان يقع في مستشفى محلي واتخذ المسلحون منه مركزاً للقيادة والإمدادت اللوجيستية.
بيان الجيش الأميركي أشار إلى أنّ مقاتلي «الديمقراطية» يواصلون مواجهة «داعش» على أربع جبهات لاستعادة كامل المدينة، وطهروا الأراضي التي بسطوا سيطرتهم عليها من الإرهابيين.
وأضاف البيان أنّ عناصر «داعش» شنّوا هجمات مضادة على وحدات «الديمقراطية»، لكن مقاتليها احتفظوا بقوة الهجوم بمساعدة الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وفي شأنٍ متصل، بدأ الجيش السوري، عملية عسكرية واسعة في ريف حماة الشرقي، انطلاقاً من محور خط البترول جنوب شرق بلدة «عقارب» الاستراتيجية وتمكنت القوة المقتحمة، أمس، من استعادة أربعة مواقع هامة بعد مواجهات مباغتة مع عناصر تنظيم «داعش».
وأسفّرت العملية العسكرية عن السيطرة على نقاط تقع على خط البترول محور عقارب تل التوت، بعد هجوم معاكس رافقه دعمٌ جوي من الطيران الحربي السوري.
وأفاد مصدر عسكري سوري، أنّ عدداً كبيراً من مسلحي «داعش» قتلوا خلال العملية البريّة المدعومة بالطيران، والتي جاءت مباغتة لمواقع التنظيم الذي كان يعمل على تحصينها قبل أيام، بعد أن خسرها الجيش السوري في هجوم كبير سبقه إرسال مفخخة تحمل انتحاريين.
وأضاف المصدر أنّ الساعة الأولى من العملية، حصدت أكثر من ثلاثين قتيلاً بين صفوف التنظيم منهم عناصر من «جبهة النصرة» بايعوا «داعش» قبل أسابيع.