في زمن البحث عن البوكيمون!

أحمد حسن الزعبي

في خضم البحث عن بوكيمون المختبئ في دهاليز هذه الحياة المجنونة تذكّرت مقالاً للعزيز أحمد حسن الزعبي كان قد كتبه قبل نحو سبعة أعوام بعنوان «فقط هذا ما أريد».. لعلها تنسينا الكثير وتذكرنا بالحاضر الغائب في حياتنا:

أتمنى أن أعود أباً تقليدياً.. لا أكون مولعاً بالكمبيوتر و»النت»، كما لا يعنيني كم الأخبار التي تتزاحم على بوابة دماغي مثل طلاب مدرسة ابتدائية، ولا تؤرقني عناوين المواقع الالكترونية، ولا يُشغلني منع المقال أو نشره، ولا التفكير بنتائج مراكز الدراسات.. ولا التظاهر برجاحة الرأي أمام القراء والمعارف

أتمنى أن أعود أباً تقليدياً بمعنى الكلمة، أخلع جواربي بالمقلوب، أكورها، ثم أرميها في زاوية الغرفة، ارتدي بنطلون رياضة «مطاطه رخو» ماركة «3 خطوط»، وله سحاب جهة الفخذ الأيمن، أحمل آخر العنقود على ظهري، أنفخ له وجنتي ليقوم هو «بفشها»، ألاعبهم «حدرج بدرج» و«بيبوز»، وجلاد حكم، وجماد نبات، أتفرّج على توم وجيري، وطيور الجنة، وأغني بكل حرية «يا بابا سناني واوا»، ثم أتابع وصلتي بـ «انا البندورة الحمرا» حتى يبحّ صوتي لا أريد أن أقلق على غد فأضيّع متعة اليوم، ما دمت لا أطمح بالكثير، فالقليل القليل يكفيني.. حتى المادة لا أهتم بها إلا بحجم «ستيرتي»..

أتمنى أن أعود أباً ككل الآباء المثاليين.. إبريق شاي مغلي بمياه السلطة المشبعة «بالكلور» والمنكه «بالميرمية» يشغل ليلتي، على يميني صوبة فوجيكا حمراء لهبها المتقافز غناء شهيّ لا ينتهي، مؤشر الكاز يزحف نحو الصفر، أقلام ألوان متناثرة، ورسمات بدائية لكوخ وعروس رسمها «عبود»، وتحت المخدة قشور كلمنتينا، وبعض «حراق» الخبز المسخن على الصوبة.. ولا بأس بكثير من المطر في الخارج، وراتب بالكاد يكفي آخر الشهر، ومشاريع مؤجلة من ضمنها «معطف ثقيل» وحذاء «برباط»، وبرميل كاز..

أتمنى أن أصبح أباً متصالحاً مع مهنتي «كأب».. أحلم قليلاً وأعيش كثيراً وأنام عند الساعة التاسعة مساء..

فقط هذا ما اريد.. .

أخبار وانفجارات عن تركيا.. معظمها كاذب وبعضها صحيح!

تمكن الصحافي التركي محمد أتاكان فوصا من رصد الأخبار والشائعات والصور الكاذبة التي انتشرت في وسائل الإعلام التركية إثر محاولة الانقلاب التي هزت تركيا ليلة السبت الماضي.

وفي ما يلي بعض تلك الإشاعات الكاذبة مع الحقيقة الكاملة عنها:

الجندي الذي تعرّض للذبح

هذه الصورة تمّ تناقلها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وقدمت على أنها للجندي الانقلابي الذي تعرض للذبح على جسر البوسفور. وبعد البحث في محرك «غوغل صور»، تبين أنها التقطت في سوريا عام 2013.

أما الصورة أعلاه فقد تناقلها أيضاً العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وادعوا أنها للجندي الذي تعرض للذبح، وقد قام الصحافي التركي فاتح بورتاكال بإعادة نشرها على صفحته في «فايسبوك».

في الحقيقة، هذه الصورة لا تعود للجندي التركي وإنما لشاب اسمه براك ساليفرمز قام بنشرها في فيسبوك عندما كان يؤدي الخدمة العسكرية. وقد نبّه ساليفرمز على حسابه في أنستغرام أن صورته تلك تم نسبها بالخطأ لجندي مذبوح على مواقع التواصل الاجتماعي.

تفجير في مركز للشرطة في أنقرة

هذا الفيديو تداوله العديد من وسائل الإعلام، منها «CNN T rk» و«T24» و«Cumhuriyet Daily»، وقالت إنه يظهر تفجيراً وقع في أحد مراكز الشرطة بالعاصمة أنقرة. لكن في الحقيقة الفيديو تم تصويره في قطاع غزة عام 2014.

صور تمّ التحقق منها عن طريق «غوغل صور»

هذه الصورة التالية التي ادعى العديد من رواد الإنترنت أنها التقطت في أنقرة ليلة الجمعة الماضية، إلاّ أنّها تظهر في الحقيقة الاحتجاجات التي اجتاحت مصر إبان «ثورة يناير» في العام2011.

كذلك تم تقديم هذه الصورة على أنها من أنقرة، لكنها التقطت في مصر أيام «ثورة يناير» 2011.

أما الصورة أدناه فلم يتم التقاطها في مطار أتاتورك كما ادعى بعض رواد الإنترنت، بل هي صورة لحادث سقوط مروحية وقع في كوريا في العام 2015.

الصورة التالية قدمت على أنها تظهر الاحتجاجات التي عمّت شوارع تركيا أثناء محاولة الانقلاب. لكنها في الحقيقة تعود لمسيرة نظمت في مدينة طنجة المغربية في 2015 للاحتجاج على ارتفاع أسعار فاتورة الكهرباء والماء.

هل تعرض هذا الجندي للسحل؟

بسبب انتشار كم هائل من الصور والمعلومات الكاذبة، أصبح المواطنون يشكون في ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن في بعض الحالات ما يعتقد بأنه خبر كاذب يمكن أن يكون صحيحاً.

فمثلا، العديد من رواد الإنترنت قالوا إن هذه الصورة التي قدمت على أنها لجندي يتعرض للسحل ليست صحيحة، مؤكدين أنها تعود لحادث سيارة وقع في مدينة وان، في شرق تركيا في العام 2006.

لكن بعد التحقق، اتضح أن هذه الصورة تظهر جندياً تركياً تعرّض فعلاً للسحل على جسر البوسفور. فقد تمّ توثيق الحادثة بفيديوهات عديدة تمّ بثها مباشرة على موقع التواصل الاجتماعي عن طريق التطبيق «Periscope».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى