علي عبدالكريم: عون وفرنجية قامتان وطنيتان كبيرتان لكنّ سورية تبارك ما يتفق عليه الحلفاء
حاورته روزانا رمّال ـ تحرير محمد حميّة
أكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي «أنّ الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها القيادة التركية بعد فشل الانقلاب تزيد درجة المخاطر والقلق على أمن تركيا والأمن العالمي»، موضحاً «أنّ ما حصل ظاهرياً هو أمر إيجابي بالنسبة إلى سورية لانشغال أردوغان في الداخل التركي وانكفائه عن استمرار عدوانه على سورية، ما سيشكل إضعافاً لفريق المسلحين، ولكن من جانب آخر الأمور مفتوحة على مجاهيل غير واضحة».
وأشار علي عبد الكريم، في حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، إلى أنّ «التصريحات المتناقضة التي يطلقها المسؤولون الأتراك تعبِّر عن الحصار الذي أوصلت تركيا نفسها إليه وعن إرباك في السياسة التركية وإدارة أردوغان ولا نبني عليها بشكلٍ كبير، لكنّ الرهان هو على الهيمنة في المنطقة وعلى عثمانية جديدة سقطت وبالتالي الأمر بات مرهوناً بالمتغيرات على الأرض».
وعن الموقف الإيراني من محاولة الانقلاب التركي، جزم السفير السوري «بأنّ موقف إيران مبدئي وتربطنا معها صداقة وعلاقة استرتيجية على المستويات كافة، فضلاً عن أنّ إيران أدانت الدور التركي في سورية»، مضيفاً: «سورية لا تتخوَّف من الموقف الإيراني الواضح تجاه القضايا الأساسية، خاصة القضية الفلسطينية والعلاقة مع سورية ومواجهة الإرهاب».
وأعرب علي عبد الكريم عن استنكاره للاعتداءات على الجيش في تركيا، معتبراً أنها «استنساخ لما طبّقوه في المدن والبلدات السورية برعاية أردوغان نفسه وفريقه من التنظيمات الإرهابية التي ارتكبت المجازر وحاول البعض تسميتها بالمعتدلة». ولفت إلى وجود «حاجة ماسّة لأوروبا وأميركا والعالم ودول الإقليم لإيجاد حلّ للإرهاب الذي أصبح يشكل خطراً، وإذا لم يُوضع له حدّ سريع سينفجر في وجه الجميع»، محذراً من «أنّ انفجار الوضع في تركيا يهدّد أوروبا وأميركا أكثر من سورية»، التي رأى أنها «على بوابة الانتصار الكامل على هذا الإرهاب بكلّ أذرعه، ولولا صمود سورية لانهارت المنطقة».
وشدّد السفير السوري على «أنّ خطر الإرهاب يفرض على تلك الدول الاتصال والتواصل مع سورية»، كاشفاً «أنّ الوفود البرلمانية الأوروبية التي زارت سورية جزء منها معلن وبعضها بقي سرياً، وأنّ سورية تتلقى الاتصالات من دول غربية بهدف الانفتاح عليها الذي كان البعض يتحاشاه في السابق».
وتطرق إلى الشأن اللبناني، داعياً إلى «التكامل والتنسيق بين جيشي وحكومتي سورية ولبنان والتعاون لإعادة النازحين السوريين إلى أرضهم»، رافضاً «أي نية أو مخطط دولي لتوطينهم في لبنان».
وفي الملف الرئاسي، اعتبر علي عبد الكريم أنّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون «قامة وطنية نقدِّرها ونحترمها، كما أنّ مقام رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجيه كبير عند سورية، لكنّ اختيار الرئيس ليس شأن سورية التي تبارك ما يتفق عليه حلفاؤها، خصوصاً على رئيس يضمن الحفاظ على المقاومة والسيادة ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة».
وفي الختام، هنأ السفير السوري في لبنان اللبنانيين بعيد الانتصار في حرب تموز، داعياً جميع القوى السياسية في لبنان «إلى استثمار هذه الذكرى في دعم المقاومة وانتصارها وما تقوم به في وجه الإرهاب التكفيري دفاعاً عن كلّ لبنان والمنطقة».
وفي ما يلي نصّ الحوار كاملاً:
كيف قرأت محاولة الانقلاب في تركيا وكيف تصف وقعها على السوريين وهل هم معنيون فعلاً في الداخل التركي أم أنّ الأمر مبالغ فيه؟
المواطنون في حلب ودمشق وكلّ المناطق في سورية لم يخفوا الانفعال العفوي الأوّلي الذي تعلوه السعادة، لكن بالنسبة إلى المراقبين الذين يقرأون خلفية وارتدادات الحدث هناك مجال لأسئلة متداخلة وغير واضحة، خاصة أنّ الانقلاب لم يبدأ في المواقع القيادية الأولى في رئاسة الجمهورية أو في رئاسة الحكومة، كما أنّ قيادات الجيش الأساسية لم تكن جميعها مشاركة في إدارة الانقلاب ولكن في بداية الانقلاب، حتى أنّ السياسيين والاستراتيجيين توقعوا نسبة من الارتياح لدى سورية بسبب سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العدوان على سورية، كونه شريكاً أساسياً في تمرير السلاح والمسلحين وكلّ صنوف التآمر كما كانت تركيا وحكومتها بوابة أساسية ومركزية في هذا الأمر، ونظراً إلى حجم الرفض الشعبي التركي لتدخل أردوغان في سورية والعراق ولحجم الاختلاف والتناقض في الرؤى والمواقف مع أطراف سياسية داخل تركيا والمنطقة والعالم. كلّ ذلك يحمل نتائج لقراءات سابقة ولكن بعد أن فشل الانقلاب، اتخذت القيادة التركية إجراءات انتقامية تزيد درجة المخاطر والقلق على أمن تركيا والأمن العالمي. صحيح أنّ ما حصل ظاهرياً أمر إيجابي بالنسبة إلى سورية لانشغال أردوغان في الداخل التركي وانكفائه عن استمرار تصعيد اللغة العدوانية ورعاية المسلحين والتسليح، ما سيضعف فريق المسلحين، ولكن من جانب آخر الأمور مفتوحة على مجاهيل غير واضحة.
أنتم لا تجزمون بأنّ هذا الاهتزاز في حكم حزب العدالة والتنمية سيعود بالإيجابية المطلقة على سورية؟
انتصار سورية على الإرهاب الذي يعبُر، بغالبيته العظمى، من البوابة التركية أثار مخاوف دول كثيرة من ارتداداته عليها، لذلك بدأت المراجعات الأوروبية والأميركية والعالمية، وضمنياً تركيا من بينها، وإن بشكل غير كامل، وبالتالي فإنّ هذه المراجعة ستتطور وستهزم سورية الإرهاب، مدعومة من المحور الذي يتعاون معها من روسيا وإيران إلى الصين والرأي العام في دول الغرب والداخل التركي والدول الداعمة للإرهاب.
قبل محاولة الانقلاب قال رئيس مجلس الوزراء بن علي يلدريم إنّ بلاده تريد أن تصفي الأزمات مع دول الجوار وفي اليوم التالي قال ما زلنا على موقفنا تجاه سورية. هل تلمسون من خلال القنوات الديبلوماسية تغيُّراً في المزاج والسياسة التركيين تجاه سورية؟
هذه التصريحات المتناقضة تعبّر عن الحصار الذي أوصلت تركيا نفسها إليه وعن إرباك في السياسة التركية وإدارة أردوغان ولا يُبنى عليها بشكلٍ كبير. تركيا هي التي تحتاج إلى من يساعدها للخروج من أزمتها ولا تجد بوابات خلاص، خاصة بعد أن سقط الرهان على الهيمنة في المنطقة وعلى عثمانية جديدة، وبالتالي بات الأمر مرهوناً بالمتغيرات على الأرض.
كيف تنظرون إلى الموقف الإيراني الرافض لمحاولة الانقلاب والداعم للشرعية والقوى المُنتخبة من قبل الشعب مع العلم أنّ إيران حليفة لسورية ومتضرّرة من دعم تركيا للمجموعات الإرهابية في سورية والمنطقة؟
السياسة الإيرانية مبدئية، لكنّ طهران لديها مصالح تجارية واقتصادية مع أنقرة وتريد التخفيف من الخسائر في جانب وتحقيق أرباح واضحة في جانب آخر ضمن سياسة محسوبة ومدروسة. تركيا جارة إيران ودولة إقليمية ولا مصلحة لإيران ولا لتركيا ولا للمنطقة في الصراع، الحكمة في السياسة الخارجية الإيرانية في أنها تزين خطابها ومواقفها، لكن عندما تحتاج الأمور وضوحاً وحزماً في الموقف لا تبخل إيران بذلك وهذا ما تدركه إدارة أردوغان وكلّ العالم الذي حاصر إيران في الملف النووي. موقف إيران مبدئي وتربطنا معها صداقة وعلاقة استرتيجية على المستويات كافة، وسورية المكتوية بالعدوان الأردوغاني حريصة على الشعب التركي وعلى العلاقة معه، ولا نشكّ بحرص إيران على عدم انفجار الوضع في تركيا بما يؤذي تركيا وإيران والمنطقة، لكنّ إيران أعلنت أنّ الدور التركي في سورية سيئ ومدان.
قيل إنّ الموقف الإيراني من محاولة الانقلاب هدفه عدم قطع جسور التواصل مع تركيا من أجل المفاوضات لكي تبقى صلة الوصل بين تركيا وسورية لمصلحة سورية، كما علاقة حزب الله الجيدة بتركيا وبقطر. فهل توافق على ذلك؟
لا نعارض أن تنسج إيران علاقات مع دول في العالمين العربي والإسلامي، فهي دولة إسلامية وتحرص على اللغة التي تخاطب بها هذين العالمين ولكن حيث تقتضي الأمور حسماً لا تخطئ. سورية لا تتخوف من الموقف الإيراني الواضح تجاه القضايا الأساسية، خاصة القضية الفلسطينية والعلاقة مع سورية ومواجهة الإرهاب ولكن لا تريد قطع الجسور مع أحد، ورغم دور بعض الدول في دعم الإرهاب لم تغلق دمشق الباب أمام أي مبادرة للحوار كي لا تُتخذ ذرائع ضدها لأنها تحرص على الرأي العام في سورية وفي البلدان الشقيقة وفي البلدان التي يقود حُكامها عملية تسليح واحتضان المسلحين، كذلك الموقف الروسي. عندما يتراجع أردوغان عن مخططه الإجرامي يمكن البحث حينها بصيغ للجم هذه الاندفاعة من دون دماء أفضل من تحقيقها بخسائر أكبر ومن دون المساومة على المبادئ. هناك تنسيق مستمر مع روسيا وإيران ونثق بأصدقائنا وحلفائنا والتجارب تؤكد ذلك وتعطي مصداقية مستمرة.
هناك لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في الأيام القليلة المقبلة. هل سينعكس هذا اللقاء إيجاباً على الأزمة السورية؟ وكيف ستتقبل دمشق تراجع موقف أنقرة؟ وهل هي جاهزة لعلاقات ديبلوماسية معها؟
الموقف الروسي، منذ بداية الأزمة السورية، كان ينطلق من التفاهمات والاتفاقات بين الدولتين. روسيا شريك حقيقي في الحرب على الإرهاب وكان موقفها واضحاً بأنّ على تركيا إغلاق حدودها تجاه السلاح والمسلحين ولم يتغير ذلك، وعندما توقف تركيا، راغبة أو مُرغمة، احتضان السلاح والملسحين يتحقق هدف سورية وروسيا وحلفائهما وهدف الشعب التركي أيضاً الذي تضرّر من السياسة التركية الحمقاء، خصوصاً مما يجري اليوم من ارتكابات ننظر إليها بقلق وألم، الأمر الذي سينعكس سلباً على أمن أوروبا وآسيا والأمن العالمي.
تقول صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أنّ هناك انقلاباً جديداً في وقت قريب جداً في تركيا وسيكون ناجحاً هذه المرة. هل هذا ممكن بعد ردّة الفعل الوحشية للقيادة التركية؟
ردات الفعل هذه تجعل كلّ الاحتمالات واردة، من دون أن نغفل دور ومصالح الدول المؤثرة في تركيا.
تمّ إنقاذ أردوغان مرتين، الأولى بمساعدته على تشكيل حكومة في الجولة الثانية من الانتخابات الأخيرة والثانية في محاولة الانقلاب عليه. هل تعتقد أنّ إحدى الجهات الدولية أفشلت الانقلاب وأنقذت الرئيس التركي؟
كلّ الاحتمالات واردة، لكن لا أرى أنّ أردوغان رابح في ما جرى رغم الربح الذي بيدو ظاهرياً. الاعتداءات على الشعب والموظفين والمشاهد البشعة التي نشاهدها هي استنساخ لما طبقوه في المدن والبلدات السورية برعاية أردوغان نفسه وفريقه من التنظيمات الإرهابية التي ارتكبت المجازر وحاول البعض تسميتها بـ«المعتدلة» والتي يستقوي بها أردوغان لتدمير بنية دولة كان رصيدها علمانيتها واقتصادها الذي كان ينمو وبنية الجيش الوطني المتماسك والنهضة العلمية.
قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون خلال لقائه وزير الخارجية الأميركية جون كيري إننا متفقون على تحديد شباط المقبل موعداً للتوصل إلى سلام في سورية، ما رأيك؟
هناك تخبُّط في المواقف الأوروبية، خصوصاً بعد اشتداد مخاطر الإرهاب على عواصم الغرب. إنّ موقف بريطانيا وفرنسا من العدوان على سورية ورعاية واستثمار الإرهاب يعبّر عن ارتباك أكبر في سياسات هذه الدول وبالتالي لا يستطيع أي مسؤول سياسي أميركي أو أوروبي أن يتجاهل الخطايا التي ارتكبت في تصنيف الإرهاب والعدوان على سورية والعراق وليبيا واليمن وتونس ومصر الآن، ولولا رعايا هذه الدول التي تدّعي محاربة الإرهاب لما انتشر هذا الإرهاب في العالم. هذه الدول لا تستطيع الاستمرار في المكابرة وستضطر، نتيجة الصراع داخل دولها، إلى أن تخرج من مكابرتها وتصطفّ بشكل واضح وتعترف بخطاياها في دعم الإرهاب، أما التوقيت الأهم فهو الذي يقوم فيه الجيش السوري والقوى الحليفة والقاعدة الشعبية بإجراء مصالحات في كلّ سورية تفرض على الذين راهنوا على سقوط سورية من الداخل إعادة النظر في مواقفهم. هناك حاجة ماسة لدى أوروبا وأميركا والعالم ودول الإقليم إلى إيجاد حلّ للإرهاب الذي صار خطراً إذا لم يُوضع له حدّ سريع سينفجر في وجه الجميع. أخشى البوابة التركية على أمن أوروبا، سورية الآن ملاذ للعبء الأكبر في مواجهة الإرهاب ومحجّ لكلّ الذين يحاربون الإرهاب. انفجار الوضع في تركيا يهدّد أوروبا وأميركا أكثر من سورية وهي بوابة الانتصار الكامل على هذا الإرهاب بكلّ أذرعه، وستنتصر مع المحور الذي تحالف معها والذي كان أرضاً للاختبار والانتصار ولولا صمودها لانهارت المنطقة ولأصبح العالم مفتوحاً على احتمالات خطيرة.
يقول الرئيس بشار الأسد إنّ اتصالات كثيفة تجريها الدول الغربية كافة مع سورية عبر قنوات أمنية ويؤكد موقف سورية بعدم قبول أي علاقات أمنية بلا علاقات سياسية وديبلوماسية واضحة. هل هناك تواصل واجتماعات أمنية مع استخبارات الدول الغربية؟
خطر الإرهاب يفرض على تلك الدول الاتصال والتواصل مع سورية، الوفود البرلمانية التي زارت سورية بعضها معلن وبعضها غير معلن، الرأي العام داخل هذه الدول يرفع الصوت أكثر ضدّ سلوك الحكومات المعاكس لمصالح الشعوب. سورية تتلقى الاتصالات من دول غربية بهدف الانفتاح عليها الأمر الذي كان البعض يتحاشاه في السابق، الدولة والرئيس والقيادة والجيش والشعب في سورية مخلصون لقناعاتهم وواثقون من تحقيق الانتصار.
هل تشعرون بأنّ النفوذ السوري في لبنان غير موجود ولا تستطيعون التدخل في اختيار رئيس الجمهورية اللبناني؟
ما يشغلنا اليوم كسورية هو مواجهة الإرهاب والانتصار عليه. هذا الإرهاب العابر للحدود مع تركيا والأردن ولبنان. من مصلحة الجميع التوحُّد في مواجهة الإرهاب، خاصة لبنان البلد التوأم الشقيق حيث العائلات مقسومة على ضفة البلدين والعلاقات المميزة والتاريخ والجغرافيا وعدونا يتربص بنا معاً. «إسرائيل» تفكر في الاعتداء على لبنان من دون أن تسقط سورية من حسابها وتتربص بسورية من دون أن تسقط لبنان من حساباتها، لأنّ البلدين عدو بالنسبة إليها وأي إضعاف لأي جزء في خارطة حلف المقاومة وجغرافيته الممتدة يضعف الحلف بأكمله. التكامل بين الجيشين والحكومتين ضرورة ويفرض علينا التنسيق، نتمتى أن يصل الأشقاء في لبنان إلى الاتفاق على قانون انتخاب يضمن الخروج من أسر الطائفية والانقسام لأنّ ذلك سيبقى نقطة ضعف في لبنان في مواجهة التحديات الخارجية، إذا كان الرئيس اختياراً صائباً وموفقاً ويضمن معايير السيادة والوطنية فيه مصلحة لسورية كما مصلحة كلّ المؤسسات في لبنان. نحن نرى أنّ القوى الفاعلة في لبنان إذا ما قرّرت الخروج من ربطة الضغوط الخارجية تستطيع، بناء على قراءة المصالح، الاتفاق على قانون انتخاب ورئيس للجمهورية.
ألا تؤيدون مرشح حليفكم الاستراتيجي حزب الله؟
ما يتفق عليه حلفاؤنا نباركه.
هل تؤيدون العماد ميشال عون؟
العماد عون قامة وطنية نحترمها، وما يتم التوافق عليه في لبنان نباركه، خاصة إذا راعى المعايير التي تضمن الحفاظ على معادلة الجيش والشعب والمقاومة وعلى السيادة، ولا نستطيع أن نفصل المصلحة المشتركة بين البلدين وتكامل الأمن.
والوزير سليمان فرنجية؟
لا يحقّ لنا اختيار مرشح ما، بل نبارك اتفاق الحلفاء على رئيس يراعي مصلحة وسيادة وأمن لبنان وهناك قامات وطينة مرموقة. العماد عون شخصية وطنية كبيرة محترمة نقدرها وعلاقتنا بها وثيقة والوزير فرنجية أيضاً شخصية وطنية محترمة ومقامه عند سورية كبير ونحبه ونقدره، كما قدرنا الشخصية الوطنية للعماد إميل لحود، ولكن في النهاية هذا خيار اللبنانيين.
يقول رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إنّ سورية لن تفرج عن الرئيس اللبناني إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. ما هو تعليقك؟
لا نردّ على هذه التصريحات فبعض السياسيين يغدقون في التصريحات.
ماذا تقول للبنانيين وللسوريين ولشعوب المنطقة في ذكرى انتصار المقاومة في حرب تموز 2006؟
في عيد الانتصار نقول إنّ المقاومة أعطت للبنان معنى السيادة الحقيقية ونيابة عن كلّ المنطقة ويجب أن يكون هذا الانتصار دافعاً لتأكيد هذا المعنى وليس لتشويهه. كلّ القوى السياسية في لبنان يجب أن تستثمر في هذه الذكرى وأن تدعم المقاومة وانتصارها وما تقوم به في وجه الإرهاب التكفيري دفاعاً عن كلّ لبنان والمنطقة.