المعارضة تدعم أردوغان !
أعلنت نائب رئيس الحكومة التركية، نعمان كورتولموش، أمس، ايقاف العمل بالميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان لفترة مؤقتة كما فعلت فرنسا، بالتزامن مع اتخاذها خطوات عاجلة باتجاه إعادة هيكلة القوات المسلحة التركية.
بدوره، أشار نائب رئيس الوزراء التركي، للشؤون الاقتصادية، محمد شيمشك، إلى وجود فشل فردي ومؤسسي في الاستخبارات التركية أثناء محاولة الانقلاب، مؤكداً أنّ حالة الطوارئ التي أعلنت لمدة 3 أشهر في البلاد، لن يكون لها تأثير على الشعب أو الاقتصاد بل ستعزز الديمقراطية واقتصاد السوق ومناخ الاستثمار.
وأضاف «أنّ الاقتصاد التركي مبني على أسس راسخة، وأنّ تأثير محاولة الانقلاب على الأسواق ظلّ محدوداً باستثناء بعض الهزات الارتدادية، وذلك بفضل الاتصالات والحوارات التي أجرّتها الجهات المعنية بالأمور الاقتصادية مع المستثمرين»، مشيراً في الوقت ذاته إلى عدم وجود أيّ خطة جديدة بخصوص عمل الأسواق والفعاليات والأنشطة الاقتصادية في البلاد.
وأردف قائلاً «سنلتزم بقواعد الأسواق، وسيستمر عملها بكل مؤسساتها بقوة، وعلى الجميع الامتناع عن الانجرار وراء الإشاعات والادعاءات الفارغة، ومن لديه خشية أو قلق اتجاه أمر ما، عليه مراجعتنا والاتصال بنا، فقنوات الاتصال مفتوحة».
وغرد شيمشك على موقع «تويتر»، بعد إعلان حالة الطوارئ بالقول: «لن تتأثر حياة الناس العاديين أو الشركات وسيستمر النشاط الاقتصادي المعتاد. نحن ملتزمون باقتصاد السوق»، متعهداً بعدم حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
نائب رئيس الوزراء التركي أشار إلى أنّ بلاده لن تحيد عن العمل بمبدأ دولة القانون، وستطبق العدالة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ الامتناع عن معاقبة المتورطين مع منظمة «الكيان الموازري» وعدم ملاحقتهم، واستمرار بقائهم داخل مؤسسات الدولة، يعتبر من أكبر المخاطر التي تهدد النظام الديمقراطي والحريات في تركيا.
جاء ذلك في وقت، بدأ، أمس، رسمياً، سريان حالة الطوارئ في تركيا، التي أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان لمدة ثلاثة أشهر، وذلك بعد نشرها في الجريدة الرسمية.
وعرض مجلس الوزراء التركي على رئاسة البرلمان في أنقرة مذكرة قرار إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمراجعتها والمصادقة عليها، فيما عم الهدوء في اسطنبول كبرى مدن البلاد.
وقال أحد سكان المدينة، إن «كل شيء يبدو طبيعياً» في شوارع اسطنبول، حيث يتوجه المواطنون لعملهم أو يتناولون القهوة في مقاهي المدينة.
وكان أردوغان الذي أطلق حملة تطهير واسعة في مؤسسات الدولة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز، قال إنّ حالة الطوارئ تتفق تماماً مع الدستور التركي ولا تنتهك حكم القانون أو الحقوق الأساسية للمواطنين.
وستسمح حالة الطوارئ لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء بتجاوز البرلمان في إصدار قوانين جديدة وتقييد أو تعليق الحقوق والحريات عند الضرورة، و ستمكنها من اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة ضد أولئك المسؤولين عن محاولة الانقلاب.
وفي السياق، بدأت رئاسة الأركان التركية، تحقيقاً داخلياً، حول محاولة الانقلاب، ويشمل التحقيق خصوصاً عناصر القوات المسلحة الذين كانوا مناوبين ليلة محاولة الانقلاب، لمعرفة ما إذا كانت مناوبتهم وفق جدول رسمي أم بناء على رغبتهم.
ويأتي هذا التحقيق بالتزامن مع تحقيق آخر أطلقته نيابة أنقرة العامة، للكشف عن المؤيدين لمحاولة الانقلاب بين عناصر القوات المسلحة، وعما إذا كانت هناك وقائع إهمال محتملة.
إلى ذلك، أجرى رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، اتصالين هاتفيًّين، أمس، بزعيمي حزبي «الشعب الجمهوري»، كمال قليجدار أوغلو، و»الحركة القومية»، دولت باهجه لي، وطلب منهما دعم قرار حالة الطوارئ.
وذكرت مصادر رئاسة الوزراء، أنّ يلدريم أطلع الزعيمين على تفاصيل قرار حالة الطوارئ، الذي اتخذ في اجتماع مجلس الوزراء، برئاسة رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان.
وأشار المصدر إلى أنّ يلدريم أعرب عن شكره للزعيمين لزيارتهما إيّاه وتقديمهما الدعم له ضد الانقلابيين، وطلب منهما الدعم في التصويت على قرار حالة الطوارئ، المزمع إجراؤه في الجمعية العامة للبرلمان.
بدوره، دولت قال باهجه لي زعيم حزب الحركة القومية، إنّ الحزب يدعم قرار الحكومة إعلان حالة الطوارئ لأنّه يخدم المصلحة الوطنية. وقال في بيان «سيقف حزب الحركة القومية بكل قوة في صف الدولة والشعب في هذه الفترة المظلمة والعصيبة مهما كان الثمن».
وفي شأنٍ متصل، أعلنت قوات الأمن التركية القائها القبض على أحد المشاركين في الهجوم على الفندق، الذي كان يقيم فيه أردوغان، بمدينة مرمريس، أثناء محاولة الانقلاب.
مصادر أمنية، قالت أنّ قوات الأمن ألقت القبض على الضابط «علي ساري باي» برتبة ملازم ثاني في البحرية، الذي شارك في الهجوم على الفندق، خلال عمليات تفتيش بالطرق في قضاء «أولاً» بولاية موغلا، و ضبطت بحوزته سلاح فردي.
هذا و أعلنت سلطات مدينة اسطنبول عن إنشاء «مقبرة للخونة» تخصص لدفن الأشخاص الذين شاركوا في الانقلاب العسكري ضد السلطات التركية الحالية.
و أفاد رئيس بلدية اسطنبول قادر توباش قائلاً «أوعزت بتخصيص مكان خاص وتسميته « بمقبرة الخونة «. وكل من سيزور المقبرة يمكنه أن يلعنهم لكي لا يرتاحوا في العالم الآخر».
وفي شأنٍ متصل، استغرب دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، من أنباء تحدثت عن إرسال روسيا إنذاراً للقيادة التركية قبل ساعات من وقوع محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.
وقال بيسكوف للصحفيين، أمس، رداً على سؤال حول الخبر الذي أوردته وكالة «فارس» الإيرانية «ليس لدي أيّ معلومات بهذا الشأن، ولا أدري ما هي المصادر التي نقلت عنها «فارس» الخبر»، مؤكداً أنّ قرار القيادة التركية فرض حالة الطوارئ في كافة الأراضي البلاد، يعد شأناً داخلياً.