الأسد: أردوغان استخدم الانقلاب من أجل تنفيذ أجندته المتطرفة
قال الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، إنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استخدم الانقلاب من أجل تنفيذ أجندته المتطرفة، وهي أجندة الأخوان المسلمين، وهذا خطير على تركيا وعلى البلدان المجاورة لها بما فيها سورية، مشيراً أنّ الانقلاب ينظر إليه بوصفه انعكاساً لعدم الاستقرار والاضطرابات داخل البلاد.
الرئيس الأسد أكّد أنّ التدخل العسكري الروسي رجح كفة الجيش السوري في مواجهة الحركات الإرهابية في البلاد، خاصة تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش»، وما زال الجيش يتقدم و هو مصمم على إلحاق الهزيمة بالإرهابيين.
من جانب آخر، أكّد الأسد بأنّ الانسجام بين أطياف النسيج السوري حقيقي وأصيل، مشيراً إلى فشل الإرهابيين وحلفائهم في المنطقة والغرب في زرع الانقسام بين السوريين، مشيراً إلى أنّ المعارضة الحقيقية هي تلك التي تعمل من أجل الشعب السوري، وتكون مقيمة في سورية، وتستمد الرؤية لأجندتها من الشعب السوري والمصالح السورية.
تصريحات الرئيس السوري جاءت في وقت، لفت خبراء روس إلى مكالمة هاتفية أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الإيراني حسن روحاني، ولوّح بتشكيل «تحالف ثلاثي» يضم روسيا، ما سيتطلب تعديل الموقف التركي من سورية.
وسبق لوكالة «إيرنا» الإيرانية أن نقلّت عن أردوغان خلال المكالمة التي جرّت الاثنين الماضي قوله «إننا اليوم عازمون أكثر من أيّ وقت مضى، على أن نسير جانباً إلى جنب مع إيران وروسيا، لنساهم بالتعاون معهما في حل القضايا الدولية، كما أننا مصممون على تكثيف الجهود الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار في المنطقة».
وفي سياق متصل، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي ياسين أكتاي، إنّ الطيار التركي اتخذ بنفسه قرار إسقاط الطائرة الروسية «سو-24» في تشرين الثاني من العام الماضي فوق سورية، مشيراً أنّ حادث الطائرة الروسية لم يكن واضحاً تماماً بالنسبة لتركيا.
أكتاي أوضح أنّ «انتهاك المجال الجوي لمدة 17 ثانية وتكرار مثل هذه الانتهاكات أمر غير مقبول بالطبع، ولكن إنّ تجاهلنا ذلك، فإنّ الطيار يتخذ قرار إسقاط الطائرة في الجو استرشاداً بالقواعد، لكنه قادر على عدم إسقاطها في حال تمّ انتهاك المجال الجويّ لفترة قصيرة وكانت الطائرة تعتزم الخروج».
و أكّد أنّ «إسقاط الطائرة الروسية، التي كما اتضح كانت تغادر المجال الجوي يثير التساؤلات»، مشيراً أنّ بلاده دافعت عن تصرفات طيارها حتى لا يتم التشكيك بقواعد استخدام القوة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أنّ الالتزام بالاتفاقات الروسية الأميركية بشأن الهدنة السورية ومكافحة الإرهاب، قادر على تحسين الوضع في سورية وإيجاد تسوية سياسية للأزمة هناك.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا «نأمل في أن الجانب الأميركي سينفذ وعوده بشأن تأمين فصل المعارضين المعتدلين عن «جبهة النصرة»، مؤكّدة ضرورة القضاء على الإرهابيين وأنّه لا يوجد مجال لهم في مستقبل سورية وغيرها من دول المنطقة.
وأضافت أنّ القضاء على الإرهابيين سيؤدي إلى تهيئة الظروف، التي سيتمكن الشعب السوري فيها من تقرير مصير بلاده بنفسه سلمياً وديمقراطيا، مؤكدة على أهمية إطلاق حوار سوري داخلي شامل، على الأساس المذكور وتحت إشراف المبعوث الأممي الخاص، ودون شروط مسبقة ودون إنذارات نهائية بالأخص.
زاخاروفا أشارت إلى أنّ موسكو تستعد على هذا الأساس، للمشاركة في مباحثات روسية أميركية أممية رفيعة المستوى في جنيف الأسبوع المقبل.
وفي شأن متصل، طالبت زاخاروفا بإجراء تحقيق في مقتل مدنيين نتيجة قصف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمدينة منبج. وقالت «يجب إجراء تحقيق في هذه التقارير والكشف عن نتائج هذا التحقيق»، مؤكدةً ضرورة التوصل إلى استنتاجات، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث في حال تأكيد هذه الوقائع البشعة.
وأكّدت المتحدثة الروسية تعليقاً على نشر مقطع فيديو أظهر قيام مسلحين يعتبرهم البعض «معتدلين» بقطع رأس طفل سوري، اتهم بـ«التجسس» قرب حلب، أنّ هؤلاء المسلحين إرهابيون وليسوا «معتدلين» على الإطلاق.
وأشارت إلى أنّ الوضع السياسي العسكري في سورية يبقى متوتراً، وأنّ الإرهابيين يواصلون محاولاتهم لتغيير الوضع في محيط تدمر السورية وحشد قواتهم في المنطقة المذكورة.
هذا و أعلن «المجلس العسكري لمدينة منبج» التابع لـ«قوات سورية الديمقراطية»، أمس، إمهاله مقاتلي تنظيم «داعش» 48 ساعة للخروج أحياء من المدينة، التي يسيطر عليها.
وذكر المجلس في البيان، «حفاظاً منا على أرواح المدنيين داخل المدينة وعلى المدينة من الدمار، نعلن أننا نقبل بمبادرة خروج عناصر الدولة داعش المحاصرين داخل المدينة بأسلحتهم الفردية إلى جهة يتم اختيارها وأن مدة خروجهم هي 48 ساعة».
وشدّد البيان على أنّ «هذه المبادرة هي الفرصة الوحيدة والأخيرة أمام عناصر «داعش» المحاصرين للخروج أحياء من المدينة»، مشيراً إلى أنّ المجلس العسكري قرر التحرك «استجابة لنداء الفعاليات الاجتماعية المتكررة في المدينة».
ويأتي هذا القرار بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم أطفال، في غارات للتحالف الدولي على مناطق بالقرب من منبج، حيث أكّدت الحكومة السورية مقتل 120 مدنياً في تلك الغارات، فيما تحدثت مصادر أخرى عن سقوط أكثر من 200.
إلى ذلك، أعلنت الدفاع الروسية، أنّ 6 قاذفات بعيدة المدى من طراز « تو- 22 أم 3»، قصفت، أمس، بشكل مركز و دوري مواقع تابعة لتنظيم «داعش» شرق تدمر والسخنة وغيرها في سورية.
الدفاع أشارت إلى أنّ معطيات المراقبة الموضوعية، أكّدت أنّ القصف أسفر عن تدمير مركزين لتوجيه وإدارة المسلحين، وتدمير بعض المواقع المحصنة والمعدات العسكرية وقتل الكثير من الإرهابيين، و تدمير آليات عسكرية.