مزيد من التنديد بذبح « زنكي» طفلَ حلب: دمه يلطّخ أيدي المتآمرين على سورية
تواصلت أمس ردود الفعل المستنكرة لذبح الطفل الفلسطيني في حلب. وفي هذا السياق أكّد النائب السابق إميل لحود في تصريح، أنّ «على العالم كلّه أن يقف اليوم متأمّلاً جريمة ذبح ابن العشر سنوات في سورية، وهي جريمة ضدّ الإنسانية جمعاء تثبت، مرة جديدة، بأنّنا نواجه وحوشاً غير بشريّة لم توفّر أطفال سورية الذين لم يتردّد من ادّعوا بأنهم ثوّار من رميهم عن شرفات المنازل لاتّهامهم بالكفر».
أضاف: «أنّ دماء الطفل الفلسطيني المذبوح في سورية تلطّخ أيدي الكثير من حكّام العرب والعالم، المتآمرين على سورية أو الصامتين اتجاه ما يحصل فيها، والذين حوّلوا هذا البلد الآمن إلى ساحة إجرام باسم الحرية والحقوق، فإذا بهم يقدّمون نماذج عن هذه الحرية، وعن كيفيّة الحصول على الحقوق بالذبح وقطع الأعناق وسبي النساء وتدمير الأماكن المقدسة وتحطيم آثارات عمرها آلاف السنوات».
وتابع: «أنّ هذا الإجرام هو الوجه الآخر للإرهاب الذي تمارسه «إسرائيل» بحق الفلسطينيّين. دولة وتنظيمات تغتصب الأراضي والنساء وتقتل الأطفال وتمارس التعذيب، ثم تأتي لتعطينا دروساً بالديمقراطيّة، على مثال السلطان التركي الذي تحوّل إلى أحد أكبر الطّغاة عبر التاريخ باعتقاله الآلاف وتعذيبهم وإلغاء كل من يخالفه الرأي، ومع ذلك يقف على المنابر مزهوّاً بتلقيننا الدروس عن كيفيّة حكم سورية بديمقراطية».
ورأى لحود، أنّ «الإجرام بات يسيطر على العالم، من سورية وفلسطين إلى العراق واليمن وليبيا، امتداداً إلى أوروبا التي يهدِّدها الإرهاب يوميّاً، وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية التي لا تمرّ أيام من دون أن نشهد فيها حوادث قتل».
أضاف: «المطارات حول العالم تعاني من الخطر، والجيش باتَ ينتشر في الشوارع في أوروبا، في مشاهد غير مألوفة، وميزانيّات الأمن تتضاعف، والتطرّف أيضاً، وهذا كلّه لأنّ مجموعة من الحكّام المجانين قرّروا أنّ بعض البلدان العربية يجب أن تعيش ربيعاً، وأنّ أبناء سورية يشكون من قلّة الحرية، فأعطوهم بدل الحرية صواريخ دمّرت منازلهم، وسيوفاً فصلت رؤوسهم عن أجسادهم، وخناجر أخرجت أفئدتهم لتصبح طعاماً لوحوش لم يعرف التاريخ أمثالهم».
وختم: «كل كلام يبقى خجولاً أمام هول جريمة ذبح الطفل، وما يؤلمنا أنّه ليس الأوّل ولن يكون الأخير. فلتلاحق المسؤولين عمّا يجري في سورية روح الطفل المذبوح، وأرواح الأطفال الذين قذفتهم أمواج الهجرة من الحرب، وليسقط الملوك والأمراء والرؤساء من على عروشهم المذهّبة من الخارج، والمليئة إجراماً من الداخل. وليعرف الحكّام العرب المتنعّمون بالنفط بأنّ هذا الإرهاب سيصل إليهم، عاجلاً أم آجلاً، فيرغم بعضهم على تجرّع سمّ كان من صانعيه، وحينها لن نقف آسفين بل مفتخرين بأنّنا كنّا وسنبقى إلى جانب الجيش السوري والمقاومة الذين يواجهون مشروع الإرهاب، ليس بالدموع والشموع، بل في الميدان حيث يدافعون لا عن أطفال سورية فقط، بل عن أطفال العالم كلّه».
«الشغّيلة» و«العروبة»
دانت قيادتا «رابطة الشغّيلة» و«تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية» في بيان، بعد اجتماعهما برئاسة الأمين العام للرابطة النائب السابق زاهر الخطيب، «الجريمة الوحشيّة بذبح الطفل الفلسطيني في مخيم حندرات في حلب»، واعتبرتا أنّ «هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي ترتكبها الجماعات الإرهابيّة بحق أهالي حلب، إنما تؤكّد مجدّداً أنّ محاولة واشنطن وحلفائها تصنيف الجماعات المسلحة بين معتدلة وإرهابيّة، إنّما هي خداع وتضليل لتبرير استمرار دعم هذه الحركات الإرهابيّة بالمال والسلاح لمواصلة حربها الإجرامية ضدّ الشعب والجيش والدولة في سورية، في محاولة مكشوفة للضغط على القيادة السوريّة لتقديم التنازلات التي تمسّ بسيادة واستقلال سورية». كما أدانتا «المجزرة الوحشيّة التي ارتكبتها الطائرات الحربيّة الفرنسيّة بحق عشرات المدنيّين السوريّين في ريف مدينة منبج».
ووجّهتا «التحيّة إلى الجيش السوري ورجال المقاومة وحلفائهم، الذين يحقّقون التقدّم تلو التقدّم في محاربتهم لقوى الإرهاب، وإنّ هذه الإنجازات في الحرب ضدّ قوى الإرهاب والدول الداعمة لهم إنّما تتزامن هذه الأيام مع ذكرى عدوان تموز عام 2006، والإنجازات التي حقّقها المقاومون في ميدان المعركة ضدّ جيش الاحتلال الصهيوني».
الداود
واعتبر الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود أن ذبح عيسى من قبل ارهابيي حركة «نور الدين زنكي»، في ريف حلب وبأسلوب همجي لا انساني وامام وسائل الاعلام «كشف عن المزاعم الأميركية بتصنيف هذا التنظيم على أنه معتدل، وهذه إدانة للإدارة الأميركية التي تقف وراء هذه المجموعات الإرهابية، وتكذب على شعبها والعالم، بأنها تحارب الإرهاب الذي كان من صنيعتها، وهو ما كانت القيادة السورية تؤكده دائماً، أن لا معتدلين ولا ثوّار في سورية، بل مجموعات إرهابية كانوا صنيعة أميركا وحلفائها من دول أوروبية وأنظمة عربية، لأسقاط سورية كدولة مقاومة مع حلفائها ومحورها».
«العمل الإسلامي»
كذلك أدانت «جبهة العمل الإسلامي» بشدّة «جريمة ذبح الطفل الفلسطيني، ورأت أنّ «هذه جريمة موصوفة بامتياز، وجريمة لا إنسانيّة وغير أخلاقية مطلقاً، فالطفل الذبيح لم يبلغ سنّ الثانية عشرة ولم يبلغ الحلم أيضاً كما قيل، وهو مصاب بمرض التلاسيميا وكما ظهر في الصورة قبل ذبحه والمصل موصول ومعلّق في يده»، معتبرةً أنّ «تبرير تلك الجماعة الإرهابيّة المتطرّفة ذبحها للطفل غير واقعيّ بتاتاً، وهو عذر أقبح من ذنب، وأن الإسلام بريء من تلك الجريمة ومن كل الجرائم التي تُرتكب باسمه اليوم زوراً وبهتاناً».