تداعيات الانقلاب على أردوغان… أيضاً وأيضاً

يوماً بعد يوم، تتكشّف أمورٌ عن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا الأسبوع الماضي. أمور كانت لا تزال قيد الكتمان، أو قيد «النيّات». والحديث لا يتناول مَن انقلب على مَن، ولا أسباب الفشل. إنّما الأسباب الحقيقية لهذا الانقلاب، وسلوك دول معيّنة فيما لو نجح.

في هذا الصدد، نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية مقالاً عن أسباب فشل الانقلاب في تركيا، مشيرة إلى أن السبب وفق مصدر استخباري سرّي في أنقرة، سيطرة أردوغان على القنابل الهيدروجينية الأميركية. وكشف لها الخبير في شؤون الشرق الأوسط، بافل ظريف الله، أسراراً حصل عليها من مصدر أمنيّ سرّي رفيع المستوى في أنقرة، وتفيد بأن التخطيط للانقلاب تم بمشاركة «شركائنا» في ما وراء المحيط.

ويقول الخبير عن المصدر الذي زوّده بهذه الأخبار إنه من أنصار انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوراسي، لا إلى الاتحاد الأوروبي، ويشاركه في هذا الرأي كثيرون.

إلى ذلك، أشارت افتتاحية صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إلى أن عملية التطهير الحكومي التي أعقبت المحاولة الفاشلة طغت على المعركة ضدّ تنظيم «داعش». وأضافت الصحيفة أن أردوغان وحلفاءه لا أولوية لديهم الآن أعلى من تدمير أتباع غولن بالكامل، وتعزيز سلطتهم، ويمكنهم أن يربطوا استمرار استخدام الولايات المتحدة لقاعدة إنجرليك بتسليم غولن.

أما الكاتب نيك دانفورث، فقد تساءل في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: هل كانت ستمضي أميركا مع الانقلاب في تركيا لو كان نجح؟ وقال إنه، ومع عدم وضوح الموقف في تركيا، وعدم معرفة من الفائز، فإن الرئيس الأميركي بارك أوباما سرعان ما أصدر دعوة صريحة لجميع الأطراف في تركيا لدعم الحكومة المنتخبة بشكل ديمقراطي في تركيا. وأضاف دانفورث أن ردّ أوباما كان سريعاً ومثيراً للإعجاب، ولكن تصرّفات أميركا الماضية يمكن أن تتحدث عن نفسها بصوت أعلى، مما هي عليه في الوقت الحاضر، وأوضح أنه على رغم مما صرّح به أوباما مساء الجمعة، فإن التاريخ يؤكد أنه لو جاء صباح السبت، فإن واشنطن كانت ستجد طريقة للعمل مع من يبرز فائزاً في أنقرة.

ونشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تحليلاً لجنيفير رانكين تقول فيه إن منظر الدبابات في شوارع تركيا والاعتداءات التي شهدها البرلمان، سلّط الضوء على هشاشة الديمقراطية في البلاد. وأضافت أنّ الأحداث التي تلت هذا الانقلاب الفاشل، أظهرت إلى أيّ مدى أضحت تركيا بعيدة عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

«غارديان»: انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أصبح أبعد من ذي قبل

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تحليلاً لجنيفير رانكين تقول فيه إن منظر الدبابات في شوارع تركيا والاعتداءات التي شهدها البرلمان والمروحيات العسكرية التي كانت تحلّق فوق مضيق البوسفور، والانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا الأسبوع الماضي، كل ذلك سلّط الضوء على هشاشة الديمقراطية في البلاد.

وأضافت أنّ الأحداث التي تلت هذا الانقلاب الفاشل، أظهرت إلى أيّ مدى أضحت تركيا بعيدة عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وأشارت الكاتبة إلى أنّ أردوغان باعَد المسافة بين انضمام بلاده إلى دول الاتحاد. مضيفةً أنّ العلاقات بين الجانبين أضحت أكثر صعوبة حالياً وذلك بعد مرور عقد من الزمن على بدء المحادثات لدخول تركيا إلى دول الاتحاد.

وكانت تركيا قد ألغت عقوبة الإعدام في عام 2004 وذلك في إطار جهودها للانضمام إلى دول الاتحاد، إلا أن أردوغان صرّح بأنه مستعدّ لإعادة العمل بهذه العقوبة في حال طالب الشعب التركي بذلك. بيد أن السياسيين الأوروبيين وعلى رأسهم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أكدت أن آمال تركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ستتلاشى في حال عودة سياسة العقاب الجماعي.

ونقلاً عن مارك بيريني، سفير الاتحاد الأوروبي لدى تركيا، فإن إعادة العمل بعقولة الإعدام وظهور لائحة تضمّ ستة آلاف شخص و35 ألفاً من الجنود والضباط والقضاة الذين إما طردوا أو أعفوا من وظائفهم أو سجنوا، فإن هذه القرارات لا يمكن اتخاذها بهذه السرعة حتى من قبل كبريات المؤسسات.

«كومسومولسكايا برافدا»: أردوغان أوقف الانقلاب بسيطرته على القنابل الهيدروجينية الأميركية

نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية مقالاً عن أسباب فشل الانقلاب في تركيا، مشيرة إلى أن السبب وفق مصدر استخباري سرّي في أنقرة، سيطرة أردوغان على القنابل الهيدروجينية الأميركية.

وجاء في المقال: في حين أن هناك مَن يصرّ على أن محاولة إطاحة رجب طيب أردوغان ضخمة ودموية، ولكنها تمثيلية، فإن آخرين، خصوصاً في تركيا، واثقون من أن رئيس الدولة كاد أن يدفع حياته ثمناً لتحوّله نحو روسيا.

وفي حديث إلى «كومسمولسكايا برافدا»، كشف الخبير في شؤون الشرق الأوسط، بافل ظريف الله أسراراً حصل عليها من مصدر أمنيّ سرّي رفيع المستوى في أنقرة، وتفيد بأن التخطيط للانقلاب تم بمشاركة «شركائنا» في ما وراء المحيط.

ويقول الخبير عن المصدر الذي زوّده بهذه الأخبار، بأنه من ممثلي نخبة المجتمع التركي، «الذين تربطني بهم علاقة عمل لسنوات طويلة، وإن أردوغان اعتقل بعضهم عام 2007. وإنني أتواصل حالياً مع بروفسور يعمل مستشاراً للأجهزة الأمنية، ولكنني لن أكشف اسمه. لأن هذا الشخص وألوفاً آخرين معرّضون للاعتقال في أيّ لحظة كما كان يحصل عام 1937 في عهد ستالين. أتواصل معه بواسطة شيفرة خاصة عبر شبكة دردشة مغلقة. وهذا الشخص من أنصار انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوراسي، لا إلى الاتحاد الأوروبي، ويشاركه في هذا الرأي الكثيرون. والدوائر الحكومية وقوات الأمن، من جانبها، لا تشك في أن الولايات المتحدة خطّطت للانقلاب على غرار الانقلابات السابقة منذ عام 1960 حين كان العسكريون يتدخلون دائماً في العملية السياسية بالاتفاق مع الأميركيين.

وأماط الخبير اللثام عن بعض ما أرسله إليه زميله حيث يقول إن الغرب عوّل على السيطرة على البلاد عبر الانقلاب كما حصل في مصر، عندما دعم المتمرّدين في البداية. إذ لم تكن لدى المتمردين فرصة للنجاح من دون دعم ومساندة خارجيين. ولكن الغرب لم يأخذ بالاعتبار أن الشعب التركي لن يرضى بأيّ عملية غير ديمقراطية. والمقصود بالغرب بالدرجة الأولى الولايات المتحدة. وليس مستبعداً أن تكون للألمان يد في الانقلاب أيضاً، لأنهم يضغطون في الفترة الأخيرة على أردوغان كثيراً. ويجب ألا ننسى أن البرلمان الألماني اعترف بإبادة الأتراك للأرمن.

ولا يرى الخبير سرّاً في أن السبب الرئيس لتدخل الغرب هو التقارب مع روسيا، وقد اقتبس بعض ما أبلغه به زميله: في الاتحاد الأوروبي والناتو، لم يكونوا راضين على تقارب تركيا مع «إسرائيل» وروسيا. وقد استاءت الولايات المتحدة من إدراج تركيا أكراد سورية في قائمة المنظمات الإرهابية، في حين أنهم ينالون دعماً أميركياً. أي اختلفت مواقف أنقرة وواشنطن في العراق وسورية. كما اتهم الاتحاد الأوروبي تركيا بأنها السبب في تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

واستناداً إلى هذا، يمكن القول إن التخطيط للانقلاب بدأ في الغرب. وإن قاعدة إنجرليك الجوية الأميركية في تركيا هي مركزه. لا سيما أن القاعدة برئاسة الجنرال التركي بكر أرجان فان، الذي اعتقل بعد فشل المحاولة الانقلابية، وجميع المتهمين من هذه القاعدة. «وبحسب معلوماتي، فإن سفير الولايات المتحدة لدى تركيا جون باس سابقاً كان في جورجيا وكان ينتهج سياسة معادية لروسيا ، التقى مرات عدّة بزعيم المحاولة الانقلابية أكين أوزتورك وبكر أرجان فان بحجة مناقشة مسائل التعاون مع الأكراد في سورية والعراق. وغالبية ضباط الجيش التركي هم من متخرّجي المؤسسات التعليمية العسكرية للناتو ومن الموالين للولايات المتحدة. وقد بيّنت نتائج التحقيق الأولية أن المشاركين في الانقلاب من جنود وضباط وجنرالات حصلوا على ضمانات أكيدة من القيادة العسكرية والدبلوماسية للولايات المتحدة بأنهم يمكنهم اللجوء إلى القاعدة في حال فشل المحاولة.

لم يُخدع الانقلابيون. ولكن الأتراك كانوا على استعداد لاقتحام القاعدة وملاحقة المشاركين في المحاولة، ولكنهم اكتفوا في ما بعد بقطع التيار الكهربائي عنها. علماً أن قنابل نووية وهيدروجينية توجد في هذه القاعدة.

ولم يحصل هذا قط من قبل. لذلك وافق الجانب الأميركي على عدم التدخل في عملية الاعتقالات في الجزء التركي من القاعدة.

أما عن عدم علاقة الداعية فتح الله غول بالمحاولة الانقلابية، يقول زميلي أنه يكذب. لأن الأميركيين يستخدمون الإمكانيات المتاحة كافة.

وأضاف: هما بوتين وأردوغان يجب أن يلتقيا بأسرع ما يمكن. الجميع يتحدثون عن هذا اللقاء. والولايات المتحدة بذلت كل ما في وسعها ولا تزال من أجل منع ذلك، حتى بواسطة الانقلاب. نحن في تركيا أنصار الاتحاد الأوراسي نرى أن لقاء بوتين سينقذ البلاد.

وختم الخبير حديثه بالقول: آمل ألا يشمل الاضطهاد زميلي، وأن يحضر مع الآخرين إلى مؤتمر الاتحاد الأوراسي في أنقرة بعد لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان. يتحدثق الجميع اليوم عن مسألة الخروج من الناتو. والأفضل لأردوغان السير في هذا الاتجاه ليصبح هوغو تشافيز إسلامياً. وبعكسه عليه أن يتجهّز لمواجهة محاولة انقلابية جديدة.

«فايننشال تايمز»: التطهير في تركيا يضرّ بمحاربة تنظيم «داعش»

كان ردّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية على محاولة الانقلاب الفاشلة يوم الجمعة الماضي هو التصميم العنيد على استئصال المسؤولين من أتباع فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي يدير حركة إسلامية سرّية لها شبكات متأصلة في تركيا.

وأشارت افتتاحية صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إلى أن عملية التطهير الحكومي التي أعقبت المحاولة الفاشلة أصابت حتى الآن نحو خمسين ألف شخص في الجيش والشرطة والقضاء والخدمة المدنية وفي المدارس والجامعات.

ورأت الصحيفة أن نضال حزب العدالة والتنمية ضدّ حلفاء غولن السابقين وقتال أنقرة ضدّ التمرّد المتجدّد لحزب العمال الكردستاني طغيا على المعركة ضد تنظيم «داعش».

وأضافت أن أردوغان وحلفاءه ليست لديهم أولوية الآن أعلى من تدمير أتباع غولن بالكامل، وتعزيز سلطتهم، ويمكنهم أن يربطوا استمرار استخدام الولايات المتحدة لقاعدة إنجرليك بتسليم غولن.

ولمّحت الصحيفة إلى أنه لم يعد بإمكان تركيا تجاهل القتال ضدّ تنظيم «داعش» الذي انتقل من قصف أهداف تركية كردية إلى قتل السيّاح والمدنيين كما حدث في الهجوم الانتحاري على مطار أتاتورك في اسطنبول الشهر الماضي.

وختمت بأنه حتى لو أصبح تنظيم «داعش» أولوية أنقرة القصوى، فإن قدرتها على مواجهة «الجهاديين» موضع شك، إذ إن الأجهزة الأمنية في البلاد انكشفت مساوئها بالفعل من سنوات الاقتتال الداخلي والمشاركة في تسليح الثورات الإسلامية في سورية، وعمليات التطهير الضخمة الجارية ستضعفها وتضعف الجيش أكثر.

«فورين بوليسي»: هل كانت أميركا ستمضي مع انقلاب تركيا لو نجح؟

تساءل الكاتب نيك دانفورث في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: هل كانت ستمضي أميركا مع الانقلاب في تركيا لو كان نجح؟ وقال إن علاقات أميركا بتركيا عبر نصف القرن الماضي تدل بوضوح على أن الديمقراطية ليست شرطا لعضوية حلف شمال الأطلسي ناتو ، وإنها قد تصطف مع الفائز.

وأوضح الكاتب أن موقف المسؤولين الأميركيين كان قوياً هذه المرة في رفضهم المحاولة الانقلابية الحالية، على عكس ما يشير إليه تاريخ علاقات البلدين، وأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعرب في بداية الأمر بعد تكشف الانقلاب عن دعمه الاستقرار والسلام والاستمرارية» في تركيا.

ولكن، ومع عدم وضوح الموقف في تركيا، وعدم معرفة من الفائز، فإن الرئيس الأميركي بارك أوباما سرعان ما أصدر دعوة صريحة لجميع الأطراف في تركيا لدعم الحكومة المنتخبة بشكل ديمقراطي في تركيا.

وقال الكاتب إنه بعد فشل المحاولة الانقلابية بادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى التصريح بأن الحملة التي يشنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مرحلة ما بعد فشل الانقلاب قد تشكل في حدّ ذاتها خطراً على الديمقراطية التركية، وأضاف الكاتب أن حلف شمال الأطلسي طالب أيضا باحترام الديمقراطية في تركيا.

وأضاف دانفورث أن ردّ أوباما كان سريعاً ومثيراً للإعجاب، ولكن تصرّفات أميركا الماضية يمكن أن تتحدث عن نفسها بصوت أعلى، مما هي عليه في الوقت الحاضر، وأوضح أنه على رغم مما صرّح به أوباما مساء الجمعة، فإن التاريخ يؤكد أنه لو جاء صباح السبت، فإن واشنطن كانت ستجد طريقة للعمل مع من يبرز فائزاً في أنقرة.

وأشار إلى أنه في ظل تربّع أردوغان الذي يتّصف بروح الانتقام على سدّة الحكم، فإنه من شبه المؤكد أن تشهد العلاقات التركية ـ الأميركية فترة عاصفة، ولكن التاريخ لا يوفر سبباً كافياً للرئيس أردوغان لأن يخشى أن تتخذ أميركا موقفاً حازماً في شأن الديمقراطية، ما دامت مصالح الولايات المتحدة تعتمد على تعاون بلاده.

وأشار الكاتب إلى أن تحالف الولايات المتحدة مع تركيا يعود إلى أعقاب الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما مدّت يد العون العسكري والاقتصادي إلى تركيا للوقاية من خطر الغزو السوفياتي، وأن تركيا لم تكن دولة ديمقراطية في ذلك الوقت.

وأضاف دانفورث أن مسؤولاً أميركياً سأل رئيس مجلس الأمن القومي التركي في 1948 إذا ما كان سلوك تركيا غير الديمقراطي قد يعرض استمرار المساعدات الأميركية للبلاد للخطر، فأجابه ضاحكاً: لما كانت المساعدات الأميركية مستمرة في القدوم إلى تركيا، فذلك يعني أن الولايات المتحدة مقتنعة بأن تركيا دولة ديمقراطية.

وأشار إلى أن تركيا شهدت الانتخابات الحرّة الأولى عام 1950، وأنه في خطوة فاجأت المسؤولين الأميركيين، فإن الحكومة الخاسرة سرعان ما تخلت عن موقعها، ما أدى إلى انضمام تركيا إلى حلف الأطلسي في 1952، وبدأ عصر البلاد الديمقراطي.

ولكن سرعان ما حدثت انعطافة نحو الأسوأ، بما يشبه ما تقوم به حكومة أردوغان، حيث قامت بتعزيز التفويض الديمقراطي من خلال وسائل غير ديمقراطية، وعلى رغم حالة الاستبداد في تركيا في خمسينات القرن الماضي، فإنها بقيت مناهضة للشيوعية بشكل حازم، وظلّت مؤيدة للولايات المتحدة.

وقال الكاتب إن الجنرالات الأتراك الذين قادوا الانقلاب العسكري الأول في بلادهم عام 1960 كانوا قلقين من أنهم سيواجهون معارضة من جانب الولايات المتحدة لأسباب سياسية، واستبقوا حدوث أي مشاكل فأعلنوا التزامهم القوي مع حلف الأطلسي.

وأضاف أنه عندما التقى السفير الأميركي في تركيا آنذاك القائد العسكري التركي الجديد أثنى عليه ووصف الانقلاب بأنه الأكثر دقة وكفاءة وسرعة.

وأضاف هل كانت الولايات المتحدة الآن ستتماشى مع المحاولة الانقلابية الراهنة لو كانت نجحت؟

«إيزفستيا»: سكان منبج يعتبرون أنّ الأميركيين ليسوا أقلّ وحشية من «داعش»

تناولت صحيفة «إيزفستيا» الروسية نتائج الغارات الجوية لطائرات التحالف الدولي على قرية طوخان الكبرى في ريف منبج، مشيرة إلى أن السكان يقولون إن الأميركيين لا يقلّون في وحشيتهم عن «داعش».

وجاء في المقال: أبلغ شاهد عيان «إيزفستيا» أن الغارات التي شنّتها طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة على قرية طوخان الكبرى في ريف منبج في محافظة حلب، والواقعة ضمن حدود المنطقة التي يسيطر عليها «داعش»، في 19 تمّوز الجاري، أودت بحياة 212 شخصاً.

وقد تم الاتصال بشاهد العيان محمد تم تغيير الاسم من قبل إدارة الصحيفة حفاظاً على حياته عبر شبكة الإنترنت حيث أكد أن الإرهابيين سيقتلونه فوراً إذا اتصل عبر الهاتف.

وبحسب محمد، فإن وحشية الأميركيين لا تقل عن وحشية مسلّحي «داعش». وقال إن طائرات التحالف قصفت قرية طوخان الكبرى وقتلت 212 شخصاً بينهم نساء وأطفال. وإن القصف كان كثيفاً جداً. «وأنا أقول بصدق، إنني لا أفهم لماذا هذه القسوة. فالأميركيون يقصفون يومياً، من دون أي تمييز بين السكان المدنيين ومسلّحي داعش، وهم بهذا يرتكبون أخطاء كثيرة، ويتسبّبون بمقتل عشرات الأبرياء يومياً».

وأضاف: «ليس لدينا طعام ولا ماء للشرب، حتى أنني لا استطيع إطعام عائلتي. كما لا يمكنني ترك المدينة خوفاً من المتطرفين. والغارات مستمرة، وبينما أنا أكتب إليكم بدأت الطائرات بالقصف من جديد. ومسلّحو داعش، من جانبهم، يحرقون الإطارات القديمة لعرقلة عمل الطيارين. وفي الوقت نفسه يخوضون معركة مع قوات سورية الديمقراطية في منطقة مستشفى المدينة».

وقد أشاد محمد بدقة عمل طائرات القوة الجو ـ فضائية الروسية مشيراً إلى أنها لم تقصف يوماً المدنيين، وتبذل جهودها في مكافحة «داعش». كما أشاد بـ«قوات سورية الديمقراطية»، التي تحارب بصورة جدّية ضدّ «داعش» وتقدّم المساعدات للسكان المدنيين.

من جانبه، فند المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي للتعاون مع البلدان الأخرى في مجال مكافحة «داعش» بريت ماكغورك في إيجاز صحافي هذه الاتهامات. وقال إن الحكومة الأميركية اطّلعت على هذه الأخبار في وسائل الإعلام. وأضاف: «لا أعتقد أننا سنرى معطيات تؤكد شيئاً من هذا القبيل».

ومع ذلك، فإن شهادات شهود العيان خير من أيّ دليل. وتكمن المشكلة في أن سكان منبج والقرى المحيطة بها لا يمكنهم مغادرة ساحة المعركة، لأن الإرهابيين يقمعون بشدّة مثل هذه المحاولات، وفي الحصيلة، تقتلهم طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من الجو، ويقتلهم «داعش» على الأرض.

أما عن معاملة «داعش» للسكان، فكتب محمد: «قبل كلّ شيء، يجب أن أشير إلى وجود أعداد كبيرة من المسلّحين الأجانب في منبج، والذين جاء معظمهم أوروبا. وهناك من جاء من السودان وليبيا وتركيا ومصر وميانمار وباكستان، ومن روسيا أيضاً، وغالبيتهم من الشيشان. ويصل عدد المسلحين الأجانب في المدينة إلى نحو ألف مسلح، وهم يقتلون السكان من دون أيّ سبب. كما أنهم يهاجمون المنازل ويَسْبون النساء ويأخذونهن كزوجات لهم. والرجال في عمر 18 33 سنة يجنَّدون ويجبرون على القتال في صفوفهم أو يستخدمونهم كانتحاريين. وإضافة إلى هذا، يجبرون السكان على دفع الزكاة. ويفسّر داعش كل ما يقوم به بأنه تمليه قواعد الشريعة الإسلامية على رغم أنّ وحشيتهم لا تمتّ بأيّ صِلة إلى الإسلام».

ويذكر أن «قوات سورية الديمقراطية» بدأت في مطلع حزيران الماضي بدعم جوّي أميركي ومن التحالف الدولي هجوماً واسعاً على مواقع «داعش» في منطقة منبج الواقعة شمال مدينة حلب قرب الحدود السورية ـ التركية. وبعد عشرة أيام من بدء الهجوم تمكّنت من محاصرة المدينة بالكامل وقطع الإمدادات عنها، ولكنها لم تفلح حتى الآن في إخراج «الدواعش» منها.

ملاحظة: عند الانتهاء من إعداد هذه المادة للنشر، توقف محمد عن الكتابة إلى الصحيفة. واختفت صفحته من شبكة التواصل الاجتماعي.

«واشنطن بوست»: الجمهوريون يرشّحون «دجّالاً» لأهمّ منصب في العالم

قال الكاتب يوجين روبنسون إن الحزب الجمهوري على وشك ترشيح رجل «دجّال» وغير مناسب بشكل خطير لمنصب رئاسة الولايات المتحدة، دونالد ترامب.

وأوضح روبنسون في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس أن ترامب بارع وذكي ومتألق كاستعراضي نظراً إلى أن مهنته التي مارسها طيلة حياته حتى اليوم هي تعظيم ذاته، لا أعمال العقارات. وأن كل هذه السنوات عزّزت قدرته على الاستعراض عندما تحوّل إلى مجال السياسة.

وأضاف أن ترامب يفتقر إلى المعرفة وحبّ المعرفة والمزاج والحكمة التي يتطلّبها منصب رئيس أهمّ دولة في العالم.

وأشار إلى أن الأحزاب الكبيرة لا تفعل ذلك، فهي ربما ترشّح شخصاً يكون محافظاً أكثر مما يجب أو ليبرالياً أكثر مما يجب، أو عنيداً أو مرناً أو قليل الخبرة أو غزيرها، لكنها لا ترشّح أمثال ترامب.

وقال روبنسون إن ما يدعو إلى الخجل أن كثيرين ممن اختيروا للحديث في افتتاح مؤتمر الحزب الليلة الماضية يعلمون تماماً أنه يجب عدم السماح لترامب بالاقتراب من المكتب البيضاوي أبداً.

وأورد عدداً من الأمثلة على انتقادات حادة سابقة ضدّ ترامب من بعض كبار مسؤولي الحزب الجمهوري مثل «إنه سرطان وسنستأصله»، «إنه مجرّد مخادع»، «فوضوي يجب ألا يؤتمن على الشفرات النووية»… إلخ.

ودعا الكاتب الجمهوريين إلى الإفصاح عمّا في دواخلهم. وتساءل إن كانوا يفترضون سرّاً أن ترامب سيخسر أمام هيلاري كلينتون؟ قائلاً إنه في هذه الحالة فإن الجمهوريين يهدفون إلى تعزيز وحدة حزبهم.

وعاد ليتساءل: لكن ما الذي سيحدث إذا فاز ترامب؟ مجيباً بأن الجمهوريين لا يتوهّمون أن ترامب سيتبع أيّ نصيحة من أيّ شخص أكثر خبرة منه، ويسمح لنفسه بالتحوّل إلى رجل دولة. وأورد عدداً من الأمثلة من سلوك ترامب أثناء الحملة الانتخابية والتي يقول فيها فكرة أمام الجمهور تم تلقينها له، وعندما يأتي اليوم التالي ينساها ويدافع عن نقيضها.

وكان الكاتب قد استهل مقاله بالقول إنه وبعد سنوات من الآن سيسأل الأطفال جداتهم وجدودهم عن أين كانوا عندما تمّ ترشيح ترامب؟ وسيكون على الجمهوريين التواري خجلاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى