أديسيات

كاتيوشا،

صاروخ مجنّح،

صاروخ باليستي،

صاروخ عابر للقارات!

أسماء ومصطلحات كثيراً ما تردّدت على مسامعنا في الآونة الأخيرة لدى سماعنا نشرات الأخبار أو حوارات ودراسات تعنى بالشأن العسكري. أو عندما نستقرّ عند تقليب القنوات الفضائية على برنامج يتكلّم عن الأسلحة الروسية الصنع.

فهل نعرف أن وراء هذه الأسماء شخصاً عالماً ورائداً كان لعلمه وعمله الفضل الأكبر في اختراع مشاريع كثيرة وتصميمها وتنفيذها، مشاريع وضعت روسيا ـ الاتحاد السوفياتي سابقاً ـ في مقدّمة البلدان الرائدة في مجال صناعة الأسلحة وغزو الفضاء؟

سيرغي كوروليوڤ،

بطل الاتحاد السوفياتي، كبير مهندسي الصواريخ ومصمّميها خلال سباق الفضاء بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي في الخمسينات والستينات من القرن العشرين. كان دور كوروليوف الريادي في البرنامج الفضائي السوفياتي محطّ سرّية مطلقة حتى بُعيد مماته. فخلال كامل مدة عمله في هذا البرنامج كان يُعرَف فقط بالمصمّم الرئيس «Chief Designer».

الجدير ذكره عن هذا الشخص أنه تعرّض في حياته لأشد أنواع الظلم والاضطهاد. فكان أحد ضحايا عملية التنظيف الكبرى التي قام بها ستالين في عام 1938، فاعتقل وحُكم عليه بالسجن عشر سنوات في سجون سيبيريا، وعمل في تنفيذ مشاريعه في الاختراع والتصميم وهو قيد الاعتقال.

هو الذي جعل يوري غاغارين أول إنسان يحلّق في الفضاء الخارجي.

هو المصمّم الرئيس للصواريخ الروسية.

هو رئيس البرنامج الفضائي الروسي.

هو المظلوم والمضطهد والسجين.

لم يحقد على وطنه.

لم يعمل على تدمير وطنه.

لم يتعامل مع أعداء وطنه ولم يخن وطنه.

في حين أننا نرى اليوم مخلوقات تحارب وطنها وتسعى إلى تدميره، وتعمل وتتعامل سرّاً وعلانية مع أعداء وطنها. وترسل مجرمي العالم وحثالتها ليعيثوا فساداً وجريمة بحقّ هذا الوطن وأهله. وتطرب لسماع أخبار التفجيرات والاغتيالات وهتك الأعراض وتدمير المؤسّسات ونهب الثروات.

وما التبرير؟

«صفعني رجل أمن»!

أديس ديرمنجيان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى