جاموس: الاجتماع يبحث الملف العراقي في إطار الاستراتيجية الأميركية الحسن: فرصة لتعيد الدول حساباتها ولفتح آفاق انعطاف في المواقف

دمشق سعد الله الخليل

بعد طول انقطاع عن أي اجتماع عربي لدراسة الوضع في سورية، برزت الدعوة السعودية لعقد اجتماع وزاري تستضيفه المملكة لما وصفته تستضيفه نواة الدول العربية المكونة من مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات على مستوى وزراء الخارجية وذلك لبحث تطورات الوضع في سورية.

ولعل البيان الذي أصدرته الخارجية المصرية يكشف ما هو وراء الاجتماع، فبحسب البيان يأتي الاجتماع في سياق تدهور الوضع في المشرق العربي وتنامي وجود التيارات المتطرفة وتنظيم داعش في كل من العراق وسورية، وهو ما يفرض أكثر من أي وقت مضى ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة السورية يعيد الاستقرار إلى سورية، ويوفر الظروف المناسبة لمكافحة الإرهاب الذي بات ظاهرة تهدد الأمن الإقليمي على نحو غير مسبوق»، إذاً الهدف مكافحة الإرهاب.

يفرض توقيت الاجتماع تساؤلات عدة حول الدوافع الحقيقية وراءه والتزامن مع الضربات الجوية الأميركية لداعش في المناطق المتاخمة لأربيل، لا سيما أن داعش سيطر على سهل نينوى وأعلن خلافته المزعومة وحدوده منذ أشهر.

سوري عراقي

يرى القيادي في جبهة التغيير والتحرير المعارضة فاتح جاموس أن هناك العديد من الدول العربية القادرة على تقديم جهد فعال لحل الأزمة السورية، ولكن بالتأكيد ليست الدول المجتمعة في السعودية ،كونها لا تمتلك القدرة الأخلاقية والسياسية للحل، وأي تدخل في الشأن السوري لتلك الدول جهد تخريبي نحو مزيد من سفك الدماء والدمار.

واعتبر جاموس في حديث إلى «البناء» أن المجتمعين وإن كان ظاهر اجتماعهم العنوان السوري، لكنه في حقيقته يبحث الملف العراقي في إطار الاستراتيجية الأميركية الجديدة حيال العراق من بوابة ضيقة وهي داعش، كمجموعة مسلحة تخفي مزيداً من التدخل الأميركي في العراق والمنطقة، وتفتح قضايا خلافية عميقة كالملف الكردي وتعمق الخلاف السني ـ الشيعي في المنطقة.

وفي السياق ذاته يرى الباحث الاستراتيجي الدكتور تركي الحسن أن هذا الاجتماع يأتي كمفرزات الواقع العراقي بالصورة الحالية واقتراب داعش من أربيل وتهديد مناطق النفوذ الأميركي، والمتمثلة بحقول النفط التي تستثمرها الشركات الأميركية ومحطات التجسس والمراقبة في أربيل والتي تستهدف إيران وسورية وروسيا الاتحادية. وقال لـ«البناء»: «لماذا لم تتحرك الولايات المتحدة حين شن التنظيم هجوماً على سهل نينوى منذ أشهر».

استراتيجية أميركية

يرى جاموس أن الدول المجتمعة تقف إلى جانب القوى الإسلامية الفاشية وبالتالي الاجتماع لنقل التعليمات الأميركية حول الاستراتيجية الأميركية الجديدة، وتابع: «أنا كمنتم لقوى سلمية علمانية،لا أنظر لاجتماعات كهذه سوى المزيد من المواجهة في سورية ودعم لتيارات مسلحة ضمن مؤامرتها على الشعب السوري».

واعتبر جاموس أن الاجتماع سيقدم لقوى المعارضة المرتبطة بالمشروع السعودي كالائتلاف جرعة معنوية ومحاولة لتصويره كممثل للمعارضة السورية المسلحة المعتدلة.

فرصة لمراجعة الحسابات

من جهة أخرى، يرى الحسن أن الاجتماع يأتي بعد صدور قرار مجلس الأمن 2170 وهو ما يعطي للدول المجتمعة فرصة لأن تعيد حساباتها ويفتح آفاقاً لانعطاف في المواقف، وإن كان ليس بالقدر المأمول منها، ولكن القرار له نواح إيجابية كثيرة، أهم ما فيه أنه سحب الدول باتجاه سورية للتعاون في مكافحة الإرهاب. كما أن القرار عاد ليؤكد القرارات السابقة في مجلس الأمن في مجال مكافحة الإرهاب والتي بلغت 7 قرارات، إضافة إلى بنود القرار 18 التي تحتاج إلى دراسة. وأضاف الحسن في حديث إلى «البناء»: «فتح القرار الطريق أمام الدول لإعادة حساباتها خصوصاً أن الدول المشاركة في الاجتماع تقف في محور واحد، باستثناء مصر التي مارست النأي بالنفس بمرحلة ما بعد مرسي. فالاجتماع فرصة للتبرؤ من داعش والنصرة من كل النواحي المالية واللوجستية والبشرية».

وأكد الحسن أنه من السابق لأوانه معرفة الخطوات العملية لتلك الدول بمواجهة التنظيمات، خصوصاً أنها مهددة من قبل التنظيمات باستثناء قطر، وتنتظرها تداعيات كبرى بدأت بالظهور إلى العلن في الأردن والسعودية والكويت التي وإن لم تحضر الاجتماع إلا أن التيار السلفي التكفيري فيها يسيطر على قسم لا يستهان به من الشارع. وأضاف: «لا يملك أمير الكويت سوى صورته وابتسامته الصفراء ولم يتحرك ضد داعمي داعش إلا بعد صدور القرار الأممي 2170 على رغم أن الإرهابي شافي العجمي كان موجوداً في الحظلة بدير الزور، وظهر مفاخراً بذبح الشيخ حسين الرجا مع أسرته وأبنائه في مجزرة الطحلة في دير الزور».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى