كاديك: مستمرون في دعم لبنان لمواجهة أزمة اللاجئين
عقد السيناتور الفرنسي أوليفييه كاديك الذي يزور لبنان ويلتقي عدداً من مسؤوليه مؤتمراً صحافياً في «مركز المعلومات والتدريب على علوم المياه» في وزارة الطاقة والمياه، في حضور المدير العام للموارد المائية والكهربائية فادي قمير، والمدير العام للاستثمار غسان بيضون، وممثلة حزب الوسط باتريسيا الياس سميد، ومهندسين واختصاصيين وجيولوجيين، وحشد من النخب الفكرية ومهتمين.
بداية، أشار قمير إلى أنّ «المؤتمر يُعقد برعاية وزير الطاقة والمياه آرتور نظريان على أرض الوزارة وفي «مركز المعلومات والتدريب على علوم المياه» الذي أنشئ بدعم من السيناتور كاديك ومن فرنسا المموّلة له»، شاكراً كلّ الجهود المبذولة «من أجل تعزيز هذا القطاع وزيادة القدرات التدريبية والتطبيقية في إطار المياه نظراً لأهمية هذا المورد»، لافتاً إلى أنّ «الجهود ستتابع في هذا الإطار عبر مشاريع جديدة من أجل الوصول إلى الأفضل، ما يساهم في الأمان والسلام في هذا البلد العزيز لبنان».
وأكد أنه لن يألو جهداً «لمتابعة العمل من أجل ضمان المساعدة للبنان على الصعد كافة خصوصاً المشاريع المائية منها».
ونوّه كاديك، من جهته، بأهمية لبنان على العديد من الصعد «على الرغم من صِغر مساحته»، وقال: «إنها زيارتي الثانية للبنان، واجتمعت العام الفائت مع الوزير نظريان والمدير العام للموارد وتداولنا في موضوع «مركز المعلومات والتدريب على علوم المياه» وهذا المشروع كان مدعوماً من وزير البيئة الفرنسي السابق جان لويس بورلو، لذلك كان من الضروري أن ننشئ هذا المركز في لبنان والشرق نظراً إلى أهميته الواسعة. وهو الآن في وزارة الطاقة والمياه ـ المديرية العامة للموارد. وقدمت المساعدة من مكاني في فرنسا حتى أبصر هذا المشروع النور، وهو مركز للمعلومات وللتدريب على علوم المياه، هام جداً وله دور كبير في المنطقة من خلال الخبرات التي يقدمها في هذا المجال. واكتشفت اليوم أننا ساهمنا في مشروع فعال عندما ساعدنا في تأمين التمويل من الدولة الفرنسية، ووجدنا أن العمل بدأ بوجود منشآت فاعلة على الأرض».
ونوّه كاديك بجهود نظريان وقدرة قمير «الذي ساهم بشكل فاعل في تطوير قطاع المياه في لبنان وإنمائه»، وقال: بوجود مليون وستمئة ألف لاجئ سوري في هذا البلد الصغير لبنان، خلل اقتصادي واجتماعي، ومقارنته بعدد السكان في فرنسا البالغ نحو 70 مليوناً هو كإدخال 35 مليون لاجئ إلى فرنسا. من هذا المنطلق علينا السعي إلى مساعدة لبنان ودعمه، وتقدير هذا البلد الذي لم يهادن أو يشترط مساعدته مقابل استقباله لهذا العدد المهول من اللاجئين على أرضه أو حتى لم يقفل حدوده أمامهم، على الرغم من صِغر مساحته الجغرافية وقدراته القليلة التي لا تكفي حاجات أبنائه».
ورأى أنّ «مشكلة لبنان هي مشكلة العالم بأكمله وأوروبا هي أيضاً في هذا الزورق، حيث أن الإرهاب لا يفرّق بين الشرق أو الغرب، وإنه بمساعدتنا لبنان نكون في صدد مساعدة أوروبا أيضاً. وإذا نجحنا في مواجهة هذا الإرهاب نكون نجحنا في مواجهته في العالم بأكمله وفي أوروبا أيضاً»، قائلاً: أوجه هذه الرسالة خصيصاً من هذا البلد المشرقي الصغير بحجمه والكبير بفعله».
وعن لقائه برئيس الحكومة تمام سلام، قال إنه اطلع منه على مشكلة «اشتراط بعض الدول مقابل مساعدتها للبنان، تأمين المساعدة أولاً للاجئين السوريين، فيما أن اللبنانيين أنفسهم يُعانون من نقص في الخدمات من المياه والكهرباء والبنى التحتية وغيرها».
كما أعرب عن تقديره للجهود المبذولة من قبل الجيش اللبناني «خصوصاً في مواجهة ما يسمى بموجة «داعش» و«النصرة» التكفيرية».
وأشار إلى أنه سيسعى إلى دعم الجيش اللبناني، ويعمل عبر رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه إلى «دعوة قائد الجيش لزيارة فرنسا للإفادة من خبرات لبنان في هذا المجال، بعدما سمع منه أنّ «داعش» عاد إلى الوراء ولن يربح.»