دمشق تعلن استعدادها لتنسيق العمليات الجوية بموجب الاتفاق الروسي ـ الأميركي
قالت الخارجية السورية، أمس، إن دمشق مستعدة لمواصلة الحوار السوري – السوري من دون شروط مسبقة، مجددة الإعلان عن حرص الحكومة على تحقيق حل سياسي للأزمة السورية يلبي تطلعات الشعب السوري.
وأملت الخارجية أنّ يؤدي الحوار إلى حل شامل يرسمه السوريون بأنفسهم من دون تدخل خارجي، مضيفة أنها تابعت باهتمام الاتفاق الروسي الأميركي على مكافحة الإرهاب «مجموعات داعش والنصرة».
وأكد أنّ سورية ترحب الاتفاق وتؤكد العزم على مواصلة التصدي للإرهابيين «بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الروسي القائم على الثقة المتبادلة وكذلك بالتعاون مع بقية أعضاء المجتمع الدولي الذين يشتركون معنا» ويتعاونون مع روسيا في تحقيق هذا الهدف وعلى هذا الأساس، فإن سورية مستعدة لتنسيق العمليات الجوية المضادة للإرهاب بموجب الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة.
وشددت الخارجية على أهمية «موضوع فك ارتباط المجموعات المنضمة إلى نظام وقف الأعمال القتالية عن المجموعات الإرهابية مع التأكيد على ضرورة قيام الولايات المتحدة بتنفيذ الوعود المقدمة بهذا الخصوص وأن تعمل على وقف تدفق الإرهابيين والسلاح والأموال من دول الجوار إلى سورية عبر الحدود لأنه دون تجفيف منابع الإرهاب لن يكون وقف الأعمال القتالية مجدياً».
و أشارت إلى أنّ الحكومة السورية ستواصل أداء واجبها اتجاه مواطنيها، وستستمر ببذل كل جهد ممكن لتحسين الوضع الإنساني في البلاد، من خلال إيصال المساعدات إلى محتاجيها في مختلف المناطق السورية.
في غضون ذلك، أكد المبعوث الأميركي إلى التحالف الدولي بريت مكغورك، أمس، أن»داعش» في سورية والعراق قد دحر، مشدداً على أنّ التنظيم لم يعد يسيطر على أراض شاسعة.
مكغورك أشار إلى أنّ استراتيجة التحالف الدولي للفترة المقبلة، تركز على إشراك السكان المحليين في محاربة «داعش» لتحقيق نتائج قوية، مشيراً أنه بعد تحرير بلدة منبج في سورية والتي تشهد استماتة من التنظيم، لأنها المعبر الرئيس للإمدادات والمسلحين، فإن الرقة ستكون الوجهة المقبلة.
وأوضح المسؤول الأميركي أنّ الرئيس باراك أوباما أمر بنشر 3 آلاف من القوات الخاصة لهذا الهدف، مبيناً أنّ الأيام التي كان يسيطر فيها «داعش» على هذه المناطق قد ولت.
وفي السياق، سيطر مقاتلو «مجلس منبج العسكري» التابع لـ»قوات سورية الديمقراطية» حي البناوي الواقع في الجهة الجنوبية لمدينة منبج، فيما تستمر الاشتباكات في حي الكجلي شرق حي البناوي.
وتتواصل معركة تحرير المدينة من تنظيم «داعش» لليوم الـ 54، في حين اندلعت اشتباكات بين مقاتلي «مجلس منبج» و»داعش» في شمال غرب حي الحزاونة، وسط تقدم المقاتلين باتجاه مركز المدينة.
هذا و قال بيان صدر عن «مجلس منبج العسكري» أن «داعش» يستخدم المدنيين دروعاً بشرية، وهو يسعى لمقايضة مصير المدنيين بمصير مسلحيه، مشيراً أنّ التنظيم يفاوض على خروج جرحى مدنيين من منبج مقابل مسلحين له، مضيفاً إن «قوات سورية الديمقراطية» المرابطة في أحياء المدينة وأطرافها ملتزمة قدر المستطاع تأمين خروج آمن لأي مدني قادر على الفرار.
البيان أشار إلى أنّ «أمير منطقة الباب في «داعش» اقترح القيام بفك الحصار عن المدنيين المرضى الذين يعانون من حالات صعبة في مدينة منبج، ليتجهوا نحو مناطق قوات المجلس العسكري لمدينة منبج، مقابل أن يجري خروج جرحى التنظيم من المدينة».
وتابع أنه «على الرأي العام السوري والعالمي أن يدرك بوضوح وبأدلة دامغة أنّ المدنيين الأبرياء في المدينة باتوا رهائن لدى التنظيم الإرهابي، من أجل توظيفهم لغايات «داعشية» صرفة، هذا الأمر يكشف لنا مجدداً أن المدنيين في هذا الحرب أصبحوا ورقة مقايضة بيد «داعش».