«الوفاء للمقاومة»: الخطوات التطبيعيّة الوقحة للنظام السعودي مع «إسرائيل» تخلٍّ عن فلسطين
أملت كتلة الوفاء للمقاومة أن يسفر الحوار في شهر آب المقبل عن توافقات إيجابيّة تُعيد الحياة المنتظمة إلى المؤسّسات الدستوريّة كافة، وأدانت «كل الاتصالات واللقاءات والخطوات التطبيعيّة الوقحة التي يواصلها بشكل منهجيّ النظام السعودي مع إسرائيل»، ورأت فيها ارتماءً مهيناً في أحضان العدو الوجوديّ لكل الشعوب العربيّة والإسلاميّة، وتخلّياً عن القضيّة الفلسطينيّة.
وكانت الكتلة عرضت خلال اجتماعها الأسبوعي، أمس، برئاسة النائب محمّد رعد، «التدهورالمتلاحق الذي بلغ حدَّ الشلل، إنْ على صعيد ترميم البُنى التحتيّة المترهّلة أو على مستوى توفير الحاجات والخدمات الملحّة للمواطنين من كهرباء ومياه وغيرهما، فضلاً عن القصور في معالجة تردّي الاتصالات وتفشّي الفساد في معظم المرافق والقطاعات، إضافة إلى التلكّؤ الرسميّ المُريب في ملاحقة ومعاقبة المتورّطين بالملفات الفضائحيّة، كملف الإنترنت غير الشرعيّ والإتجار بالبشر وتلويث مجرى نهر الليطاني وبحيرة القرعون».
واعتبرت الكتلة، أنّ «حالة التخبّط وغياب المساءلة من شأنهما دفع المواطنين لليأس من الدولة ومؤسّساتها، والجنوح إلى المزيد من التسيّب والفوضى في مختلف المناطق، الأمر الذي ينبغي تلافيه بسرعة من خلال تفعيل دور الحكومة وإعادة تركيب السلطة بالشكل الذي يكبح جماح الانقسام السياسيّ العامودي، ويُعيد نظُم الحياة السياسيّة في البلاد وفق وثيقة الوفاق الوطني والدستور بكل بنودهما وموادّهما، اللذين طالما أكّدت الكتلة أنّ التطبيق الاستنسابي لهما، فضلاً عن التنكّر لبعض ما ورد فيهما، واستقواء البعض على ذلك بتغطية ودعم من دول إقليميّة وأجنبيّة، هي الأسباب الأساسيّة لتخريب الدولة وشلّ مؤسّساتها وإرباك علاقات لبنان العربيّة والدوليّة».
وجدّدت إدانتها لكل «الجرائم الإرهابيّة المتمادية التي ترتكبها العصابات التكفيريّة في مختلف دول المنطقة وأوروبا والعالم، وأكّدت وجوب العمل الدوليّ الجدّي والمنسَّق لمكافحة الإرهاب حفظاً لأمن واستقرار الشعوب والدول».
وناقشت الكتلة البنود الواردة على جدول أعمال جلستها، فأملت أن «تُسفر مداولات هيئة الحوار الوطني في مطلع آب المقبل عن توافقات إيجابيّة تدفع باتجاه إعادة الحياة المنتظمة للمؤسّسات الدستوريّة كافّة، وتحدّد المعالجات الصحيحة والمطلوبة لكلّ البنود الواردة على جدول أعمالها، وتؤكّد في هذا المجال أنّ هذا الحوار يشكِّل فرصة وطنيّة يُفترض بكل الحريصين على لبنان اغتنامها».
وإذ لفتت «الحكومة اللبنانيّة إلى تعاظم سخط المواطنين جرّاء الانقطاع شبه الدّائم للتيار الكهربائي وللمياه عن مختلف المناطق، بدءاً من العاصمة بيروت وصولاً إلى الجنوب والشمال والبقاع، مروراً بالضاحية الجنوبيّة والجبل»، دعتها إلى «المبادرة السريعة لمعالجة هذه الأزمة الحياتيّة الضاغطة»، معتبرةً أنّ «الأمر يقتضي تحرّكاً جادّاً فوريّاً واستثنائيّاً، ومعالجات فنيّة وإداريّة وحتى أمنيّة، عند الاقتضاء، لمنع استئثار البعض على حساب الغالبيّة العظمى للّبنانيين ومناطقهم».
وأدانت الكتلة «كل الاتصالات واللقاءات والخطوات التطبيعيّة الوقحة التي يواصلها بشكل منهجيّ النظام السعوديّ مع «إسرائيل»، وترى فيها مروقاً واضحاً وارتماءً مهيناً في أحضان العدو الوجوديّ لكل الشعوب العربيّة والإسلاميّة، وتخلّياً مخزياً ونهائيّاً عن القضيّة الفلسطينيّة وعن حق الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع لتحرير أرضه وتقرير مصيره».
وندّدت «بمواصلة النظام السعودي عدوانه الإجرامي على اليمن وشعبه، وارتكابه جرائم الإبادة الجماعيّة ضدّ المدنيّين كما حصل أخيراً في الصراري بمحافظة تعز، وعرقلته المباحثات الهادفة للتوصّل إلى تسوية سياسيّة في هذا البلد العربي المعتدى عليه».
كذلك ندّدت الكتلة «بالإجراءات القمعيّة المتمادية التي يقوم بها نظام الاستبداد الحاكم في البحرين ضدّ شعبه المظلوم وعلمائه الأعلام، الذين تجدّد الكتلة تأييدها ووقوفها إلى جانب حقّهم المشروع ومطالبهم العادلة، وتحيّي وقفاتهم الحكيمة والشجاعة».
وشجبت «الإساءات التي صدرت، عن قصد أو عن غير قصد، بحقّ الشعب العربي في موريتانيا»، وذكّرت «بالموقف التضامنيّ المشرف لهذا الشعب العريق مع لبنان، جيشاً وشعباً ومقاومةً، ضدّ الحرب العدوانيّة «الإسرائيليّة» عليه في تموز عام 2006، كما ذكّرت باحتضانه الأصيل لقضايا العرب العادلة وفي طليعتها قضيّة فلسطين»، ووجّهت الكتلة تحيّة اعتزاز وتقدير وحرص على أفضل العلاقات الأخويّة معه.
وأبدت ارتياحها «للتطوّرات الميدانيّة الرامية إلى تقويض سيطرة الإرهابيّين في سورية، ولا سيّما في محافظة حلب، وتؤكّد في الوقت نفسه على وجوب التوصّل إلى حلّ سياسيّ ينهي المحنة في هذا البلد الشقيق، انطلاقاً من أولويّة القضاء على الإرهاب وصولاً إلى ترك الشعب السوريّ يحقّق اختياراته بنفسه من دون أيّ تدخّل خارجيّ».