لجنة معالجة تلوّث الليطاني: وقف المرامل موقتاً وتدابير لـ«الصناعة»

ترأّس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل أمس في مكتبه في الوزارة، اجتماعاً للّجنة الوزاريّة المكلّفة بمعالجة تلوّث مجرى نهر الليطاني، بحضور أعضاء اللجنة: وزير الداخليّة والبلديات نهاد المشنوق، وزير البيئة محمد المشنوق، وزير الدولة لشؤون مجلس النوّاب محمد فنيش، وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، وزير الطاقة والمياه أرثور نظريان، وزير الصناعة حسين الحاج حسن ووزير الزراعة أكرم شهيّب، رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، رئيس مجلس إدارة مصلحة الليطاني سليم كتفاكو والمدير عادل حوماني. وتغيّب وزير الأشغال العامّة والنقل غازي زعيتر. و بحث المجتمعون في مصادر التلوّث ونوعيّتها وسُبُل معالجتها.

وبالنسبة للتلوّث الصناعي، أطلع الحاج حسن اللجنة على التدابير التي قامت وستقوم بها وزارة الصناعة لرفع التلوّث والأضرار عن مجرى نهر الليطاني. وطلبت اللجنة استكمال عمله بالتنسيق مع الوزارات المعنيّة.

أمّا بالنسبة للصرف الصحي، فقد أطلعت اللجنة على مشاريع وزارة الطاقة ومجلس الإنماء والإعمار على واقع الشبكات الصحيّة ومحطّات التكرير والمشاريع التي نُفّذت أو هي قيد التنفيذ أو التلزيم والحاجة اللازمة للتمويل، إذ تبيّن أنّ هناك حاجة تمويليّة لـ 750 مليون دولار، والمتوفّر حاليّاً 200 مليون دولار.

كما طلبت اللجنة من وزير الداخلية معالجة التلوّث الناجم عن المرامل جنوب بحيرة القرعون، ووعد المشنوق باتّخاذ الإجراءات اللازمة لمنع جميع أصحاب المرامل، حتى المرخّص منها، من الاستمرار في العمل موقّتاً لحين معالجة ما تسبّبوا به من أضرار بيئيّة ووقف التلوّث الناجم عن هذه المرامل، إضافة إلى قيام وزارة الطاقة والمياه بتعزيل مجرى النهر فيما بعد، لإزالة المتراكم من الطمي والرواسب.

مقبل

وبعد الاجتماع، لخّص مقبل النتيجة التي تمّ التوصّل إليها للمعالجة الفوريّة للتلوّث الصناعيّ والصرف الصحيّ والكسّارات والمرامل وتنظيف مجرى النهر من الطّمي والرواسب، مشدّداً على «تطبيق وتنفيذ ما اتُّفق عليه بعيداً من أيّ ضغوط أو تدخّلات سياسية»، وقال: «اجتمعت اليوم اللجنة الوزاريّة المكلّفة بدرس موضوع التلوّث في مجرى نهر الليطاني وبحثت في كل مصادره وأسبابه، من النبع إلى البحيرة ومنها إلى مصبّ النهر. كما درست التلوّث الناتج من الصناعات الموجودة في المنطقة، حيث يوجد بين 500 و600 مصنع تخلو من أيّ معالجة للنفايات التي تفرزها. وقد اتُّخذ القرار وسيهتمّ وزير الصناعة بجمع الصناعيّين المعنيّين بالموضوع، واتّخذنا القرارات الحاسمة في هذا الشأن».

أضاف: «أمّا بالنسبة للتلوّث الناجم من المرامل في المنطقة، فقد اتُّخذ القرار الحاسم بتوقيفها كلّها، سواء أكانت مرخّصة أم لا، ومعالجة الأضرار الناتجة منها وتلوّث بالتالي مجرى النهر».

وأوضح أنّ «الاجتماعات ستبقى مفتوحة لمتابعة وملاحقة هذه القرارات والتأكّد من تنفيذها»، مشيراً إلى أنّ «مسألة مياه الصرف الصحي أوكلت متابعتها إلى البلديات للمعالجة».

وعن تمويل المعالجات، قال مقبل: «المتوافر 25 في المئة من أصل 750 مليون دولار أُقرّت لمعالجة التلوث، ثمّ ننتقل إلى المرحلة الثانية، وهي تنظيف مجرى النهر من خلال توقيف المرامل المرخّصة وغير المرخّصة، والتي تصبّ في المجرى وتلوّثه».

أضاف: «كونوا على ثقة بأنّ كل هذه القرارات المتّخذة ستنفّذ، ونطالب جميع المعنيّين من سياسيّين وزعماء، بعدم التدخّل في قرار المعالجة».

وردّاً على سؤال، قال: «أمر المرامل المرخّصة يعود إلى وزير الداخلية والبلديّات من حيث تطبيق الشروط والمستلزمات كافّة لمزاولة العمل بها».

وعن بدء عمليّة تنظيف المجرى، أوضح مقبل أنّ «العمليّة ستصبح سهلة عندما نعمل على وقف التلوّث أوّلاً، ثمّ نعمل على التنظيف، وسنحدِّد لاحقاً الطرف الذي سيقوم بالتنظيف، وليس بالضرورة الكلام إلى شركة معيّنة تخصّ فلاناً أو غيرها. وتأكّدوا أنّ أيّ لجنة أعمل في إطارها مع الوزراء المختصّين لن يكون فيها أيّ تركيبات».

وعن التزام أصحاب المرامل بهذه القرارات، قال مقبل: «سنوقف المرامل غير المرخّصة لمدة أسبوع، وكذلك المرامل المرخّصة بشكل موقّت لمعالجة الأضرار التي تسبّبت بها من قضم للجبل وتسرّب الأحجار نتيجة ذلك إلى مجرى النهر. كل ذلك سيتوقّف إلى حين معالجتها».

وعن مصير التعيينات الأمنيّة، قال: «عندما نصل إليها نصلّي عليها، أمامنا مدة شهر كامل لمنصب أمين السرّ العام للمجلس العسكريّ اللواء محمد خير، وحتى نهاية الشهر المقبل مسألة رئيس الأركان وقائد الجيش، وهناك تطوّرات كثيرة تحدث ومن الممكن أن تتغيّر الأمور».

سُئل: هل تقوم بالاتصالات اللازمة في هذا الخصوص؟

أجاب: «طبعاً، كوني وزيراً للدفاع ومسؤولاً عن هذه القضيّة، أودّ أن أطّلع على آراء الزعماء السياسيّين حتى أتصرّف. وبالنسبة إلى رئيس الأركان، فلا مجال للتمديد بتاتاً، أمّا قيادة الجيش فمن المعقول أن يمدّد لقائده سنةً كاملةً».

سُئل: هل سيكون هناك انتخاب لرئيس الجمهوريّة قريباً؟

أجاب: «تفاءلوا بالخير تجدوه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى