مذكرة تفاهم بين «الإعلام» و«البيئة» لمواجهة التحدّيات البيئية

وقّع وزيرا الإعلام والبيئة رمزي جريج ومحمد المشنوق في وزارة الإعلام أمس، مذكرة تفاهم، بحضور مدير عام وزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة ومديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب، مدير الإذاعة اللبنانية محمد ابراهيم، مستشار وزير الإعلام أندريه قصاص، إضافةً إلى مستشارَيْ وزير البيئة غسان صياح وإدمون الأسطا، والدكتورة منال مسلّم.

جريج

وألقى جريج كلمة جاء فيها: «إنّ مشاكل البيئة كثيرة ومتنّوعة. وليس هنا المجال لتعدادها. فمن ضرورة المحافظة على ثروتنا الحرجية والتأهّب الدائم لمكافحة الحرائق الموسمية فيها ومن المحافظة على المياه الجوفية ومنع تلوثها ومن تشييد السدود لتجميع المياه ومَنع حفر الآبار العشوائي ومن تنظيم إقامة الكسّارات وضرورة معالجة آثارها البيئية عبر تشجير المساحات الناتجة عن استثمارها ومن معالجة تلوّث مياه البحر على امتداد الساحل اللبناني إلى وجوب المحافظة على المحميات الطبيعية، ومن تشييد الأبنية العشوائي خلافاً لقواعد التنظيم المدني إلى ضرورة مراعاة مقتضيات المحافظة على البيئة إنّ كل هذه المشاكل تؤلّف مادة غزيرة لنشاط وزارة البيئة، التي هي من أهم الوزارات في الدول المتقدمة، التي يطمح لبنان لأن يكون من بينها. غير أنّ هذا النشاط في المجال البيئي ليس حكراً على وزارة البيئة التي تقوم بعمل مشهود له بل إنّ هيئات عدّة المجتمع المدني تؤازرها في هذا العمل. ويكفي أن نشير في هذا المجال إلى أنّ نقابة المحامين في بيروت أنشأت لجنة خاصة للبيئة تعنى بمواكبة التشريع البيئي وتقديم المقترحات المناسبة بغية تحديثه وتطويره. ولا شك في أنّ هذا النشاط بحاجة إلى وسائل الإعلام لكي تشرح للرأي العام ماهيته وصعوبته، وتقوم بحملات توعوية ضرورية لإشراك جميع المواطنين في ورشة وطنية للمحافظة على البيئة».

وتابع: «من هنا، إنّ مذكرة التفاهم بين وزارتَيْ البيئة والإعلام التي نوقّعها، تطمح إلى تفعيل التعاون القائم بينهما حالياً، وإلى تطويره وتنظيمه، باعتبار أنّه دون مستوى التحدّيات والأخطار البيئية التي تواجهنا، والتي لا تقل شأناً عن غيرها.

ويؤسفنا القول إنّ المؤسسات الإعلامية في لبنان لا تعير المشاكل البيئية الأهمية التي تستحق، بل تتعاطى معها بصورة جزئية، خلافاً لوسائل إعلامية دولية كثيرة، إذ يقتصر اهتمامها على تغطيات قصيرة لمؤتمرات وندوات وورش عمل بيئية، بدلاً من أن تساهم بشكل فاعل في تثقيف الناس حول أهمية القضايا البيئية، وأن تشعرهم بأنهم معنيون بالشؤون البيئية وعليهم مسؤولية كبيرة في هذا المجال، وأنّ لهم دوراً يجب أن يقوموا به لحماية البيئة. أجل، من واجبنا جعل الناس شركاء في تدارك تأثير الكوارث البيئية على مجمل حياتهم اليومية من الناحيتين الصحية والاقتصادية، ودفعهم ليكونوا أصدقاء للبيئة، مسؤولين، مع السلطة السياسية، عن المحافظة عليها».

وقال: «ولكي يؤدّي الإعلام هذا الدور، عليه أن يكون مؤهّلاً ومطّلعاً على القضايا البيئية بكل أبعادها، ليدرك عمق المشاكل البيئية التي يتعامل معها لذا، يجدر به أن يتحلّى بثقافة بيئية واسعة، فيكون عمله مؤثّراً ودوره فاعلاً، لا مجرّد ناقل للأخبار.

لذلك، إنّ وزارة الإعلام، بكل وحداتها من تلفزيون لبنان والوكالة الوطنية للإعلام وإذاعة لبنان، ستكون مجنّدة وستضع كل إمكاناتها في سبيل تنفيذ أهداف مذكرة التفاهم هذه، تعزيزاً لحوكمة بيئية رشيدة وتحقيقاً لبيئة سليمة في لبنان».

وختم جريج قائلاً: «إنّ البيئة وعاء الحياة. ومن يُسِئ إليها يسيء إلى الحياة نفسها».

المشنوق

وتحدّث المشنوق مشيراً إلى أنّ كلّ الأبعاد التي أضيفت إلى الإعلام تجعل التنمية من أهم أهدافه الاساسية، لأنّ لا تنمية ولا بنية من دون إعلام.

وقال: «من هنا، نلتقي لنوقّع مذكرة التفاهم هذه، ولنا أمل بأن تكون وسائل الإعلام إلى جانب وزارة البيئة والبيئيين عموماً، لنتمكّن جميعاً من النهوض ببلدنا.

لقد تناولتم بعض جوانب البيئة منها المقالع والكسّارات وقضايا التلوث، إضافة إلى المتابعات الضرورية لقضايا الهواء والأنهار وأحواضها والصيد وكل ما تعنيه البيئة لنا. ونحن نرفع شعار «بيئتي وطني»، ونجد أنّ هذه القضايا كلّها لا يمكن فصلها عن قضايا التنمية، كما لا يمكن فصل الإعلام عن هذه القضايا».

وتابع: «لا شك أنّ هناك تقصيراً واضحاً في عملية الاستعانة بالإعلام في قضايا البيئة، كلّ المجالس لا يتمثل فيها الإعلام، وهذا يعتبر نقصاً فادحاً في طريقة قبول الدولة موضوع الإعلام وقدرته على التعاون مع هذه المجالس».

وأشار إلى أنّ «ما نقوم به في البيئة اليوم قد لا يصل إلى الناس لولا الإعلام والثقافة الضرورية، وأن نحوّل أفكار الناس إلى سلوك حقيقي واقعي ملتزم القضايا البيئية إلا من خلال الإعلام والتربية والثقافة».

وأكّد المشنوق الحاجة إلى هذا التعاون الذي يعمل على أفكار الناس وعلى التغيير في مواقفهم. وقال: «بدأنا في عملية توقيع مذكرات التفاهم لأنّ وزارة البيئة تعتني بقضايا كل الوزارات».

واعتبر أنّ الإعلام توأم البيئة، «وفي هذا الموضوع نستطيع أن نتعاون وأن نمنع تلوث الهواء والأنهار والجبال، وأن نواجه كل المشاكل التي نعاني منها. إنّ هذا الموضوع حساس. المواطن يقول لنا نحن معكم ولكن عندما نصل إلى التطبيق يقول لنا العمل ليس في محيط داري».

وأكد المشنوق ألّا سياحة من دون بيئة نظيفة، ولا اقتصاد ولا حياة حقيقية من دون بيئة نظيفة. وقال: «نحن ندرك كم هو ضروري أن نصل في هذا التعاون إلى أبعد مدى. نبدأ من مذكرة التفاهم، ولكننا نعوّل على ما نقوم به خارج إطار هذه المذكرة من قضايا مباشرة في التعاون والتنسيق على مختلف القضايا التي تطرح، أكان في مجلس الوزراء أو أمام اللبنانيين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى