يلدريم يعلن اغلاق قاعدة «انجرليك» وأردوغان يبدأ تشكيل جيش تركيا الجديد
في خطوة غير مسبوقة، قرر المجلس العسكري الأعلى في تركيا ترقية 99 عقيداً لرتبة جنرال أو أميرال، بالتزامن مع إحالة 48 جنرالاً إلى التقاعد.
وحسب التقييمات، كان عدد الضباط الكبار في تركيا يبلغ قبل محاولة الانقلاب نحو 360 جنرالاً وأميرالاً، لكن تمّ توقيف نحو 120 منهم بعد إحباط محاولة الانقلاب ليلة 15 على 16 يوليو/تموز. وحسب التقييمات، أقال الجيش نحو 1700 من ضباطه للاشتباه بتورطهم في محاولة الانقلاب.
وأعلن الجيش التركي في بيانٍ أمس، تعليقاً على نتائج اجتماع المجلس العسكري الأعلى في تركيا، وقرر المجلس إحالة 48 جنرالاً إلى التقاعد، بالإضافة إلى تمديد فترة خدمة 20 جنرالاً وأميرالاً لعام آخر.
وسبق للرئيس رجب طيب أردوغان أن وافق على القرارات الرئيسية الصادرة عن اجتماع المجلس العسكري الأعلى، بما في ذلك إبقاء قادة القوات البرية والبحرية والجوية، وكذلك رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، في مناصبهم.
وفي تصريح صحفي قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين إنّ رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار، وقائد القوات البريّة صالح زكي جولاق، وقائد القوات الجوية عابدين أونال، وقائد القوات البحرية بولنت بستان أوغلو سيواصلون العمل في مناصبهم.
هذا وذكرت وسائل الإعلام التركية، أنّ أردوغان يرغب حالياً في وضع القوات المسلحة ووكالة الاستخبارات تحت سيطرته. ومن المتوقع أن تعلن السلطات التركية تفاصيل هذه الخطط في وقت لاحق.
في غضون ذلك، قال مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر إنّ عملية التطهير التي تقوم بها تركيا داخل صفوف الجيش، تعرقل التعاون في الحرب التي تقودها أميركا ضد «داعش».
كلابر أكّد أنّ عملية التطهير شملت الكثير من الضباط الأتراك الذين تعاملوا مع الولايات المتحدة، وألقت بالبعض منهم في السجون. وأضاف «الكثير من الذين كنا نتعامل معهم تم استبعادهم أو اعتقالهم.. ما من شك في أن ذلك سيحدث انتكاسة ويجعل التعاون أكثر صعوبة مع الأتراك».
من جهته، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّ الجيش التركي بعد عمليات «التطهير» سيصبح أكثر فعالية في محاربة «داعش»، مشيراً «أنه لولا عمليات التطهير في صفوف رجال الشرطة الأتراك التي أجرّتها السلطات على مدى الأشهر الماضية، لكانت محاولة الانقلاب في تركيا ناجحة». جاويش أوغلو قال للصحفيين «إذا كانوا يسألون إن كانت المعركة ضد «داعش» قد ضعفت بسبب تطهير الجيش فإننا نقول: على العكس.. عندما يتم تطهير الجيش… سيصبح أجدر بالثقة وأكثر فاعلية في المعركة.»
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام تركية، أمس، بأنّ مشاركين في مسيرةٍ حاشدةٍ معارضة للوجود العسكري الأميركي في تركيا، توجهوا نحو قاعدة «إنجرليك» بالقرب من مدينة أضنة جنوبي البلاد.
وطلب المتظاهرون الذين وفقاً لبعض التقديرات تجاوز عددهم ألف شخص، إغلاق القاعدة، في حين فرضت الشرطة طوقاً أمنياً أمام مدخل القاعدة تفادياً لاقتحامهم إياها.
ووفقاً لوكالة «نوفوستي»، نقلاً عن صحيفة «شفق» التركية، فإنّ قائد القوات الأميركية السابق في أفغانستان ونائب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جون كامبل، حاول مساعدة الانقلابيين وأجرى معهم محادثات سريّة في القاعدة.
وتمثل قاعدة «إنجرليك» العسكرية الجويّة إحدى قواعد حلف شمال الأطلسي الـ 6 الواقعة في القارة الأوروبية، التي تخزن فيها الأسلحة النووية التكتيكية.
الاحتجاجات أعقبها، تصريحات لرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أكّد فيها عزم تركيا على اغلاق «إنجرليك»، حيث كان يتمركز مؤيدو محاولة الانقلاب. بحسب قوله.
يلدريم قال أمام حشد جماهيري «سنغلق قاعدة إنجرليك الجوية التي كان يتمركز فيها الخونة»، مضيفاً، «سنغلق جميع الثكنات العسكرية التي خرجت منها الدبابات وأقلعت منها المروحيات في أنقرة وإسطنبول».