اتهام 190 إسلامياً في ألمانيا بالتطرف
فتحت النيابة العامة الألمانية حوالي 130 قضية جنائية بحق إسلاميين، ووجهت اتهامات إلى 190 من الإسلاميين المتشددين المحتملين، في وقتٍ أشارت معطيات الدائرة الفدرالية الألمانية للشرطة الجنائية إلى أنّ الاستخبارات الألمانية تتابع حالياً نحو 450 إسلامياً يمثلون خطراً إرهابياً محتملاً.
وأفاد موقع «فوكوس أونلاين» الألماني، أمس، بأنّ عدد المتهمين بالانتماء إلى الإسلاميين المتشددين ارتفع خلال سنتين من 8 إلى 190 شخصاً، في حين كانت قد صدرت سابقاً أحكام إدانة في 15 حالة للمشاركة في نشاط منظمات إرهابية في الخارج.
هذا ولا تشمل هذه المعطيات القضايا التي فتحت على مستوى الولايات الألمانية وليس على المستوى الفدرالي. وبين المتهمين كذلك مواطنون ألمان يشتبه بهم بالمشاركة في القتال في صفوف الإرهابيين بسورية والعراق.
في غضون ذلك، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أنّ بلادها لا تزال قادرة على التعامل مع تدفق اللاجئين المستمر وتجاوز تحديات الإرهاب. وقالت، في إشارة إلى قرارها استقبال 1.1 مليون لاجئ «قبل 11 شهراً أعلنت في غرفة البرلمان نفسها أنّ ألمانيا قوية، ونحن نستطيع تحقيق ذلك. واليوم أبقى على اليقين بأننا لا نزال قادرين على تحمل هذه المهمة التأريخية في عصر العولمة».
وطرّحت ميركل خطة لمواجهة الهجمات الإرهابية في أوروبا، تتضمن 9 نقاط، بما فيها تشكيل المركز المعلوماتي المشترك لشؤون الهجرة داخل الاتحاد الأوروبي، وإدخال نظام الإنذار المبكر لمنع العمليات الإرهابية، وإصدار قانون يسمح في إشراك الجيش الألماني في عمليات مكافحة الإرهاب داخل البلاد.
وتعهدت المستشارة بإجراء التحقيق الشامل في سلسلة الهجمات التي شهدتها ألمانيا في الأيام الأخيرة، واتخاذ إجراءات ضد الإرهاب على المستوى الأوروبي، مُذكرةً بضرورةِ إصدار قانون تجارة الأسلحة الأوروبي، وتكثيف الجهود الرامية إلى إدماج اللاجئين في المجتمع الأوروبي.
إلى ذلك، أكّدت المستشارة ضرورة التعاون مع دول شمال إفريقيا، بما فيها ليبيا، للسيطرة على سيل اللاجئين إلى أوروبا، و أشارت بأنّ المفاوضات بين ليبيا وأوروبا لم تسفر بعد عن التوصل إلى اتفاق مثل ذلك الذي أبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في أذار الماضي، مضيفةً أنّ ألمانيا وإيطاليا وفرنسا تجري محادثات مع النيجر ومالي.
وذكرت ميركل أنّ التطرف الإسلامي يشكل تحدياً جديداً أمام ألمانيا، ولكنها قادرة على مواجهته. وقالت «سوف نظهر لمواطنينا أننا نستطيع ضمان سلامتهم، بالتزامن مع إدماج اللاجئين في مجتمعنا».
وشددّت على أنّ منفذي الهجمات، التي شهدتها ألمانيا خلال الفترة الأخيرة، استهدفوا قيم ألمانيا، في مسعى إلى دفع شعبها إلى عدم استقبال اللاجئين المحتاجين، مضيفةً أنّ هذه الاعتداءات تمثل اختباراً لتعاطف الشعب الألماني مع الأشخاص الفارين من الحروب، التي تعاني منها سورية ودول أخرى في الشرق الأوسط.
من جهته، قال روبرت فيكو رئيس وزراء سلوفاكيا، أمس، إنّ أوروبا تواجه خطر وقوع المزيد من الهجمات الإرهابية بسبب موجة الهجرة التي سهّلت دخول مهاجمين وأسلحة بصورة غير مشروعة عبر حدود دول الاتحاد الأوروبي.
فيكو أكد في مؤتمر صحفي وجود صلة مباشرة بين الهجرة والإرهاب، وأضاف «من الواضح أنّ إرهابيين قد يكونون استغلوا الهجرة الخارجة عن السيطرة ليس فقط للمرور ولكن أيضاً لجلب أسلحة ومتفجرات… ولذلك فاحتمالات وقوع المزيد من الهجمات الإرهابية الفردية مرتفعة جداً».
رئيس الوزراء السلوفاكي قال إنّ بعض الخبراء الأمنيين يقدرون أنّ هناك نحو 300 ألف مهاجر في أوروبا -أغلبهم في ألمانيا- لا يعرف المسؤولون الأمنيون شيئاً عن خلفياتهم ونواياهم.
وأضاف «ربما يكون أي شخص قد تمكن من عبور الحدود خلال موجة التدفق الكبيرة للمهاجرين غير الشرعيين. الرب وحده يعلم ما كانوا يحملونه في الحقائب على ظهورهم مع الغذاء والملابس».