نشيد السراب
أعرف المدن التي مات فيها وجهي
أعرف النساء اللواتي سيمشين في جنازتي
تاريخ الأمواج رمى أظافري في حفرة الذاكرة
أركض إلى شتاء الأرامل سيفاً مكسوراً
الرعد في أعالي الجبال
وغاباتي منثورةٌ في الهياكل العظمية
الثلج الأزرق يقطع ضفائر اليتيمات بسكاكين المطبخ
وأنا اليتيم في الحضارات الموؤدة
أنا النشيد المكسور في شاطئ الرعود
تاريخي يشنق تاريخي
فصرت تاريخاً للرمل المشنوق في أجفان البحيرات
لم أجد ليلاً يتكدّس على هاوية الحلم
فَخُذْ بِيدي أيها البرق نحو عكازة أبي المقتول
سأتذكر الأمطار الصفراء في صحراء اللازورد
أكتشف الصقيع في رئة اللبؤة مصفاة نفطٍ
والليل يخبّئ في صدري رمال البحر
وأسرار الدم تصعد من ياسمين المدن المهجورة
لا فرق بين كريات دمي وكرات التنس
خدودي نشيد السفن المحطّمة
أهيّئ لجلود الأمطار تابوت الفراشة
فيا كلّ الخيام المتطايرة في الريح
دمعي لاجئٌ بلا وطنٍ ولا منفى
والوطن تفاحة الموت!
إبراهيم أبو عواد ـ الأردن