أبو لطيف لـ«البناء»: لإيلاء المزيد من الاهتمام لأوضاع المغتربين ومشاكلهم

راشيا ـ شبلي أبو عاصي

المغتربون اللبنانيون في دنيا الانتشار لهم دائماً بصمات بيضاء كريمة وناصعة، فكيفما حلّوا في البلاد التي يعيشون فيها يعطون وجهاً مشرقاً يعود بالخير العام لها وبالفائدة لوطنهم الأم لبنان.

مغتربون لبنانيون منتشرون في كلّ أصقاع الأرض رفعوا اسم لبنان عالياً في التجارة والصناعة والطب والهندسة وفي كلّ الحقول حتى بلغوا أعلى المراتب الرسمية.

ومن هؤلاء شاب طموح أحب كندا وتعلّق بها. عشقها كما عشق لبنان الذي ولد فيه وترعرع، النائب في مجلس العموم الكندي ووزير المعارضة «حكومة الظلّ» وزارة الدخل القومي زياد جابر أبو لطيف هو ابن بلدة عيحا الوادعة والرابضة بمحاذاة جبل الشيخ.

بدأت هجرة أبناء منطقة راشيا منذ أن فُتحت أبواب الاغتراب في بداية القرن الماضي ومأساة باخرة «تايتانيك» شاهدة على ذلك، تلك الباخرة التي حملت على متنها العديد من أبناء المنطقة، إضافة إلى عشرات من اللبنانيين الذين قضوا في المحيطات.

سجلُّ منطقة راشيا حافل مع الاغتراب وقد تبوأ أبناؤها أعلى المراتب والمراكز في الدول التي يقيمون فيها، فمنهم من أصبح وزيراً أو نائباً أو رئيساً لمجلس بلدي في أهمّ المدن أو طبيباً ماهراً أو مخترعاً أو رجل أعمال ناجحاً.

النائب زياد أبو لطيف من قرية عيحا الجميلة بموقعها وطيبة أهلها، فهو يتحدّر من عائلة متجذرة في هذه الأرض لكنّ ظروف الحياة أجبرته على الهجرة، فكان على قدرٍ كبير من المسؤولية كما سواه.

انخرط أبو لطيف في العمل العام في كندا وتعلقت به الجالية اللبنانية والعربية وأحبته كما أحبها فكان صادقاً ووفياً لبلده الثاني كندا، واحترم قوانينها وطيبة أهلها.

يقوم أبو لطيف الذي فاز في الانتخابات النيابية الكندية الأخيرة منذ تسعة أشهر تقريباً بزيارة لوطنه لبنان حيث أُقيم له استقبال حاشد من قبل المجلسين البلدي والاختياري وأهالي بلدته عيحا الذين استقبلوه بحفاوةٍ واحترام لأنه رفع اسم بلدته ووطنه لبنان عالياً.

هو من مواليد 1966 ومن بيئة جعلت منه رجلاً عصامياً مكافحاً مُحبّاً للناس صادقاً في عمله العام والخاص.

وكان لـ«البناء» لقاء مع النائب الشاب في منزله في عيحا، حيث أشار إلى أنّ زيارته للوطن «هي ذات طابع شخصي بعد غيابٍ دام ست سنوات»، لافتاً إلى «أنّ جمعية الصداقة البرلمانية اللبنانية ـ الكندية، وقبل أن يتمّ تسجيلها رسمياً انضمّ إليها 81 نائباً من البرلمان الكندي من حزبي «الأحرار» الحاكم و«المحافظين» المعارض، وقد تمّ تبليغ البرلمان اللبناني بتشكيل هذه اللجنة ونحن بانتظار مجلس النواب اللبناني لإبلاغنا بتشكيل لجنة برلمانية لبنانية، عند ذلك يُصار إلى تواصل اللجنتين لترتيب زيارات رسمية من الاتجاهين من أجل تكثيف أواصر التعاون والتنسيق».

وأضاف: «في زيارتي للبنان ستكون لي لقاءات مع المسؤولين لشكرهم على رسائل التهنئة التي أرسلوها لنا عبر القنوات الرسمية. وسوف أطرح خلال لقاءاتي مع القيادات اللبنانية ضرورة تكثيف حضور لبنان الرسمي ليكون أكثر فعالية والتطلع باهتمام إلى مشاكل المغتربين والعمل على تثبيت دور فاعل للبنان الحضاري في كندا، خاصةً في ظلّ الصراع الحاصل في المنطقة والعالم».

وتابع: «الاغتراب اللبناني ثروة والحمدلله الجالية عندنا متعاونة مع بعضها البعض اجتماعياً، أما عدد المغتربين اللبنانيين في كندا فهو لا يقلّ عن نصف مليون نسمة أكثرهم من المقيمين في انتاريو وكيبك وألبرتا وغيرهما من المناطق والمدن».

وأكد «أنّ المشاكل السياسية الحاصلة عندنا في لبنان غير موجودة لدى اللبنانيين في كندا»، آمِلاً أن «يُصار إلى تعزيز التعاون في مجال البيئة بين لبنان وكندا لأنّ لدى الحكومة الكندية خطة متقدمة في المجال البيئي ولبنان يحتاج إلى ثورة بيئية، وعلى المسؤولين القيام بحملات لتوعية الشباب وطلاب المدارس والجامعات والعمل سوياً على زراعة الغابات ليبقى لبنان الجميل وتحسين شروط المياه والمناخ فيه».

ولفت إلى «أنّ هناك توجهاً عالمياً تقوده الولايات المتحدة الأميركية، ومموّل من الدول المتقدمة والغنية لتحسين وتطوير شروط البيئة في العالم من أجل إنقاذ الكرة الأرضية من الاحتباس الحراري الذي أصبح مُثبتاً علمياً، وإنقاذ العالم على كلّ الأصعدة»، مذكّراً بأنّ «هذا التوجه انطلق في مؤتمر باريس 2015 هو لتخفيض درجات الحرارة درجتين وهذا المشروع يكلّف سنوياً بين 70 و100 مليار دولار».

وقال: «أنا ناشط لتثبيت قانون لتنظيم وهب الأعضاء على مستوى كندا، والقانون سلك طريقه إلى التصويت عليه في البرلمان الكندي وحصل على 131 صوتاً ولم يوفّق، ولكن سوف يعاد تقديمه للمرة الثانية للتصويت عليه ليصبح قانوناً ملزماً».

وحول وصول شخصيات لبنانية اغترابية إلى البرلمان الكندي، قال: «قبل العام 2006 فاز مارك أسعد ومحمود حرب «ماك» عن الحزب الليبرالي، وعام 2011 فازت ماريا حوراني عن الديمقراطيين الجدد. أما الذين فازوا في الانتخابات النيابية الأخيرة فهم:

إيفا ناصيف من منطقة صيدا، فيصل الخوري من منطقة عكار، مروان طبارة من بيروت، وزياد أبو لطيف من عيحا ـ راشيا».

وختم أبو لطيف: «أتطلع إلى لبنان الخير والمحبة والبحبوحة بين أبنائه، وأن يعمّ الأمن والاستقرار أراضيه كافة، لأنّ لبنان هو من أجمل وأروع بلاد العالم».

الجدير ذكره أنّ النائب أبو لطيف هو من مواليد 1966 مارس مهنة التعليم في لبنان وفي كندا أكمل دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد.

هاجر إلى كندا عام 1990 وهو متأهّل من إقبال عمّار من بلدة ينطا وله ولدان طارق ويزن.

وقد كرّم اتحاد بلديات جبل الشيخ، في حضور السفيرة الكندية في لبنان ميشيل كاميرون، النائب أبو لطيف في 30 تموز الماضي باحتفال على مدرج قلعة راشيا الوادي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى