فيديو كليب رولا يموت… عمل «داعشيّ» مقزّز
جهاد أيوب
أكثر من اتصال وردني، وأكثر من سؤال وُجّه إليّ مباشرة: هل شاهدتَ الفيلم الجنسي لشقيقة هيفا وهبي رولا يموت، والذي صُنّف بكليب «أنا رولا» وطُرح منذ يومين، ولاقى الرواج الكبير؟
وحينما أجيب بالنفي، يصاب سائلي بالغرابة والدهشة والاستهجان، كأن المشاهدة واجب… المهم، وبسبب ضغط التساؤلات، وكي لا أبدو غبياً ومن غير المتابعين لـ«إبداعات العرب المعاصرة»، وكي أؤكد أنني أعيش في هذا الزمن، ومن باب الفضول، شاهدته، وشاركت في جريمة مشاهدة نوعية مقزّزة يقولون إنها «الفنّ الحرّ». وإذا انتقدناها يرموننا بحجارة الجهل، وبأننا ضدّ الحرّية… بصراحة، لعن الله حرّية بهذا الشكل، وأهلاً بالجهل، و«طزّ» بالإبداع!
دعارة بامتياز، أقل ما يقال عن فيلم «أنا رولا»، تخجل منه الكاميرا، فيديو كليب «داعشيّ» وجب إرساله إلى «جبهات الدواعش» لكونه ينسجم مع عقيدتهم في فهم المرأة والمتعة المريضة، وقد يبشّرون صاحبته الفاعلة بالجنّة لترفيهها عنهم في خندق الجهل البشري… العمل «داعشيّ» كونه يهتم بالخلفية الغرائزية للهوس المريض بالنصف البشري السفلي والخلفية، وهو دليل فاضح للمستوى الذي وصلنا إليه اجتماعياً وفنياً، ويضاف إلى واقعنا المزري بتمريرات سياسة الانحطاط، وعدم احترام المرأة التي باتت أرخص من الرخص.
هذا العمل يتعمّد تقديم وجبة تساهم أكثر في تسطيح الشباب العاطل عن العمل، والباحث عن أمل لمجتمع ينتظر على باب السياسي كي يلتفت إليه ويوظفه.
عمل مشغول بهوس الخطيئة المضحكة، ويعمّق استخدام مشاريع تجهيل الشباب. قد يقول البعض: لماذا تحمّلون العمل أكثر مما يحمل، وأفعال بعض الساسة، وبعض المتديّنين من رجال الدين أخطر وأبشع من ذلك لكونها تدعو إلى القتل؟
نعم صحيح هذا الكلام، ولكن السماح بقرف كهذا تحت غطاء الفنّ والحرّية، جريمة وجب للقانون أن يعاقب عليها. وقوانيننا تسجن الجائع، ومن ينتقد السياسي لفعلته الفاسدة، ولتعمده خراب البلد، وتترك كل ما يخدش الحياء حرّاً يزيد من أفعال التشويه الخُلقي.
نقلت رولا يموت عبر فيلمها النادي الليلي بسهراته الحمراء إلى الشاشة، قدّمت حركات جنسية رخيصة وبالية لا تنتمي إلى الإنسان الطبيعي، تعمدت إيحاءات جنسية غبية لا قيمة فنية فيها، وردّدت كلمات فوضوية تخرج من صوت لا يحسب على الأصوات، وتمايل الجسد بغباء الرقص على أنغام مجمعة فيها سخافات نغم لا يليق أن نقول عنها موسيقى. وبرعت رولا في تقديم جسدها بطريقة سوقية تضرّ بالمراة وبما تبقّى من وقار وأخلاق.
بصراحة، لا كلمات تليق بهذه النوعية من الأفعال الدونية، وربما لن نجد مفردات غير الشتائم تقال ونحن لسنا من الشتّامين. ومع ذلك، لا بدّ من الإشارة باشمئزاز إلى أنّ ما شاهدناه لا يبرّر لرولا أن تقوم بذلك من أجل الشهرة، أو من أجل جمع المال بسرعة من دون تعب، أو لكونها تغار من شقيقتها هيفا ومدفوعة من قبل بعض من يغار من شقيقتها. والنتيجة تصرفات أسوأ من الآخر. نعم، ستحقّق شهرة صابونية الرغوة، وقد يوافقها التصرّف بعض أغنياء الاعراب، ويسوقونها في قصورهم لبضعة سهرات ثمّ يركنونها جانباً باحثين عن أخرى ليهمشوها، وهي بدورها تعتمد على ذاكرة عربية استهلاكية تمحو وجودها بسرعة من دون قيمة لحياتها التي أصبحت في حقيبة المقامر.
هذه الأعمال تضر بسمعة المرأة مهما تنطّح البعض بحجّة الحرّية، لا بل يقدّمها سلعة رخيصة ناقصة لا فكر لديها ولا مواقف غير أنّ دورها للمتعة، ثمّ ترمى في صندوق القمامة بعدما يُشبع الذكر غريزته.
احتراماً للمرأة كتبت ما كتبت، وأطالب بالسماح لهذا العمل بالعرض في النوادي الليلية بعيداً عن شاشاتنا، ومواقع التواصل الاجتماعي حتى لا نتّهم ضدّ الحرّية، ولفت نظر الفاعلين والمفعول بهم ضاحكين على أن هذا ليس فنّاً بل زريبة لمجموعة مريضة.