تحرير حلب من الإرهاب يُربك واشنطن وحلفاءها

لا شكّ في أنّ أيّ تقدّم ميدانيّ يحرزه الجيش السوري وحلفاؤه، يحفّز الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها على خلق العراقيل لإعاقته. فتارةً تخترع واشنطن «معارضة معتدلة»، وطوراً تتبجّح بما تسمّيه «العمليات الإنسانية». إلا أنّ المضحك أتى أمس من بريطانيا، وتحديداً من من صحيفة «غارديان» التي نشرت تقريراً مفاده أنّ العمليات الإرهابية التي تتعرّض لها دول أوروبية عدّة، تُعمي العالم عمّا يجري في حلب، وكأنها تقول: «يا عالم، يا ناس، جيش الأسد يتقدّم وأنتم تلتهون بهجمات هنا»!

وتوضح كاتبة المقال نتالي نوغايريد أنه في وقت كانت السكاكين والمسدّسات والقنابل تستخدم في مدن أوروبية في فرنسا وألمانيا كانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد تتقدم وتحاصر مدينة حلب التي كانت يوماً ما ثاني أكبر مدينة في سورية كلها. وتؤكد الكاتبة أن غالبية الساسة الأوروبيين انشغلوا بالأحداث التي تجري في أوروبا عما يحدث في حلب علاوة على أن الرأي العام العالمي والأوروبي كذلك صبّ اهتمامه على أحداث فرنسا وألمانيا من قبلها ولم يول اهتماماً يذكر بأحداث حلب. وتقول نوغايريد إنه عندما تتفاقم الأزمات الأمنية من الطبيعي ألا ينظر الإنسان أبعد من قدميه وينشغل بتأمين نفسه لكنها توضح ان الاحداث التي تجري في حلب سيكون لها تأثير على أوروبا ومواطنيها.

إلى ذلك، تناولت صحيفة «كومرسانت» الروسية العملية الإنسانية التي تقوم بها روسيا في ثاني أكبر مدن سورية، مشيرة إلى أن الغرب ينظر إليها بعين الشك. وتقول الصحيفة إن نجاح العمليات العسكرية للقوات السورية، التي تكللت بمحاصرة الإرهابيين في حلب، قد تصبح ليس فقط نقطة تحول في الحرب، بل ستغيّر دور اللاعبين الخارجيين ومن ضمنهم روسيا تغييراً جذرياً. فاستعادة القوات السورية سيطرتها على ثاني أكبر مدن سورية أكبر نصر للرئيس بشار الأسد في ساحات القتال ولكن هذا السيناريو في الوقت نفسه قد يجعل مفاوضات السلام أمراً من دون معنى لدمشق حيث سيصبح من الممكن إجراء هذه المفاوضات فقط على استسلام معارضي النظام. وقد يثير استمرار المعارك أزمة جديدة في العلاقات بين روسيا والغرب. فقد حذر وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري من أنه إذا جرى اقتحام المدينة بعد العملية الإنسانية، فإن هذا الاقتحام سيقوّض تماماً مستوى التعاون، الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن.

«كومرسانت»: السلام مقابل حلب

تناولت صحيفة «كومرسانت» الروسية العملية الإنسانية التي تقوم بها روسيا في ثاني أكبر مدن سورية، مشيرة إلى أن الغرب ينظر إليها بعين الشك.

وجاء في المقال: إن نجاح العمليات العسكرية للقوات السورية، التي تكللت بمحاصرة الإرهابيين في حلب، قد تصبح ليس فقط نقطة تحول في الحرب، بل ستغيّر دور اللاعبين الخارجيين ومن ضمنهم روسيا تغييراً جذرياً. فاستعادة القوات السورية سيطرتها على ثاني أكبر مدن سورية أكبر نصر للرئيس بشار الأسد في ساحات القتال ولكن هذا السيناريو في الوقت نفسه قد يجعل مفاوضات السلام أمراً من دون معنى لدمشق حيث سيصبح من الممكن إجراء هذه المفاوضات فقط على استسلام معارضي النظام.

وقد يثير استمرار المعارك أزمة جديدة في العلاقات بين روسيا والغرب. فقد حذر وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري من أنه إذا جرى اقتحام المدينة بعد العملية الإنسانية، فإن هذا الاقتحام سيقوّض تماماً مستوى التعاون، الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن.

وإذا كان حلفاء واشنطن قلقين أيضاً من هذه العملية، فإن رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية جون برينان ذهب أبعد من ذلك، وشكك في إمكان أن تتجنب الدولة السورية التفكك.

وقد بدأت العملية الإنسانية، التي أعلن عن بدئها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الأسبوع الماضي، تؤتي ثمارها حيث أعلنت مصادر في الحكومة السورية عن خروج المدنيين من المنطقة الشرقية للمدينة، التي تحاصرها القوات السورية، خصوصاً النساء اللاتي تبلغ أعمارهن في المتوسط 40 سنة. كما يلاحظ الانقسام في صفوف «المعارضة». فقد أعلن وزير المصالحة علي حيدر أن بعض فصائل «المعارضة» مستعدة لرمي السلاح والخروج عبر الممر المخصص لها والاستسلام، في حين أن فصائل أخرى مصرة على الاستمرار في خوض المعارك ضد السلطة.

وأضاف الوزير السوري أن هؤلاء بدأوا فعلاً بالخروج من المنطقة المحاصرة، وهم يستسلمون إلى السلطات ولكن أعدادهم محدودة ولا تشكل مجموعات كبيرة.

أما بسام كودماني، عضو اللجنة العليا للمفاوضات التي تمثل «المعارضة المعتدلة»، فقد أعلن معارضته العملية الإنسانية، وقال: يجب على العالم ألا يسمح لروسيا باقتحام المدينة تحت غطاء الممرات الإنسانية. لأن هذه الممرّات لم تنظّم لتقديم المساعدات بل لتخيير السكان المدنيين بين الخروج والجوع.

من جانبه، فنّد الجانب الروسي جميع الاتهامات بأن هذه العملية الإنسانية هي تمهيد لاقتحام حلب. فقد أعلن دميتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس بوتين أنه لا يجوز اعتبار العملية الإنسانية تحضيراً لاقتحام المدينة. ولكن اللاعبين الخارجيين الرئيسين المشاركين في العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية، يعربون عن شكوكهم في أن يكون الهدف الرئيس للعملية منع وقوع كارثة إنسانية في المدينة، التي يوجد فيها إلى جانب 10 آلاف مسلّح من «المعارضة» 200 إلى 300 ألف مدني.

وعلى رغم أن إدارة أوباما لم تحدّد موقفها رسمياً من هذه العملية الإنسانية، فإن واشنطن لا تخفي قلقها مما تقوم به موسكو.

وكان وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري قد زار باريس، وناقش هذه المسألة مع نظيره الفرنسي جان مارك إيرولت حيث أعلنا أن العملية الروسية قد تثير مشكلات، وتعوق استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة بين نظام الأسد و«المعارضة». وقد حذّر الوزير الفرنسي في رسالته إلى سيرغي لافروف وجون كيري، قائلاً: نحن ندعم تماماً هدفكم في محاربة المجموعات الإرهابية في سورية. ومع ذلك، يجب ألا تكون هذه المحاربة ذريعة لتوجيه ضربات إلى المدنيين والقضاء على كل من يعارض بشار الأسد. وبحسب رأيه، سينال المجتمع الدولي خلال الأسابيع المقبلة فرصة للبرهنة على كفاءة وفعالية العملية السياسية التي بدأت في فيينا قبل نحو سنة.

من هذا، يتضح أن عملية فرض الجيش السورية سيطرته على حلب، ستكون لها عواقب بعيدة المدى ليس فقط على النزاع السوري، لا بل أيضاً على العلاقات بين اللاعبين الأساسيين المشاركين في عملية التسوية.

ومن المحتمل أن يصبح دحر القوة المسلحة الرئيسة «المعارضة» المحاصرة في حلب نقطة انعطاف في الحرب، ويعني الانتصار النهائي لبشار الأسد.

ولكن هذا السيناريو، الذي سيؤكّد الدور الرئيس لموسكو في تسوية الأزمة السورية، قد تكون له عواقب دولية تهدّد بنشوب أزمة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب. فمن الواضح أن المسلحين العشرة آلاف المحاصرين في حلب جميعاً من الإرهابيين. وفي حال رفضهم رمي السلاح والاستمرار في القتال، فستواجه روسيا مشكلة غير سهلة: وهي الشرح للشركاء الغربيين كيفية الربط بين العمليات القتالية وبين اتفاقية شباط لوقف إطلاق النار، التي توصل إليها الرئيسان بوتين وأوباما. وفي حال انهيار مستوى التعاون الحالي بين الولايات المتحدة وروسيا كما هدّدت واشنطن، فإن الجانب الأميركي قد يقدّم الدعم لـ«المعارضة السورية» المسلحة في شمال سورية. ولكن هذا عملياً يعني تقسيم سورية إلى مناطق نفوذ ونهايتها كدولة موحدة.

وهذا ما حذرّ منه رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية جون برينان نهاية الأسبوع المنصرم، عندما قال في كلمته في منتدى «آسبن» الأمني في ولاية كولورادو: أنا لا أعلم هل سنتمكن من توحيد سورية من جديد؟

«غارديان»: القوات التي تحاصر حلب تعتمد على خلافاتنا

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً للكاتبة نتالي نوغايريد تقول فيه إن هناك علاقة واضحة بين أوروبا التي تعاني من موجة من الهجمات ومدينة حلب التي تعاني مأساتها الخاصة تحت الحصار.

وتوضح نوغايريد أنه في وقت كانت السكاكين والمسدّسات والقنابل تستخدم في مدن أوروبية في فرنسا وألمانيا كانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد تتقدم وتحاصر مدينة حلب التي كانت يوماً ما ثاني أكبر مدينة في سورية كلها.

وتؤكد الكاتبة أن غالبية الساسة الأوروبيين انشغلوا بالأحداث التي تجري في أوروبا عما يحدث في حلب علاوة على أن الرأي العام العالمي والأوروبي كذلك صبّ اهتمامه على أحداث فرنسا وألمانيا من قبلها ولم يول اهتماماً يذكر بأحداث حلب.

وتقول نوغايريد إنه عندما تتفاقم الأزمات الأمنية من الطبيعي ألا ينظر الإنسان أبعد من قدميه وينشغل بتأمين نفسه لكنها توضح ان الاحداث التي تجري في حلب سيكون لها تأثير على أوروبا ومواطنيها.

وتوضح أن الخطر الذي يشكله تنظيم «داعش» يتزايد، فالتنظيم لا يمكن هزيمته هزيمة ساحقة بواسطة العمليات العسكرية في العراق وسورية والأمنية في دول أوروبا معتبرة أن المزيد من المآسي في سورية وفي حلب ستزيد من تعاطف الشباب مع التنظيم وتسهّل عمليات التجنيد واستقطاب مزيد من المقاتلين من العالم العربي والدول الإسلامية والغرب أيضاً.

وتقول إن نظام الأسد نجح أخيراً في تطويق حلب بدعم المقاتلات الروسية والقوات البرّية الإيرانية المعاونة، وبذلك حاصروا ما يقارب 300 ألف مدنيّ داخلها وبالتالي يجب على الأوروبيين أن يتذكروا ما جرى من حصار سراييفو ثم مذبحة سربرينيتسا قبل 21 سنة.

وتخلص نوغايريد إلى أن التعاطف مع المهاجرين لا يكفي بل يجب على أوروبا أن تخطو خطوة أخرى وتفكر لماذا يخوض المهاجرون هذه المخاطر عبر الأرض والبحر للوصول إلى أوروبا وتطالب بالتدخل لمنع المذابح والانتهاكات بحق المدنيين.

«ديلي بيست»: «داعش» يسعى إلى «حرب أهلية عالمية»!

قال الكاتب ماجد نواز في مقال نشرته مجلة «ديلي بيست» الأميركية إن تنظيم «داعش» يسعى من وراء شنّ هجمات في أماكن متعدّدة من العالم إلى إثارة سلسلة من الحروب الأهلية الدينية في جميع أنحائه.

وأشار إلى مقتل القس جاك آميل 86 سنة ذبحاً بالسكين في كنيسة في بلدة سان إيتيان شمال فرنسا قبل أيام أثناء قداس الصباح على يد تنظيم «داعش»، ودعا إلى ضرروة معرفة الأهداف التي يرمي إليها الجهاديون من وراء نثرهم بذور الفوضى في المجتمعات الدولية.

وتساءل: أي استراتيجية عسكرية يمكن أن تكون وراء مقتل 84 شخصاً دهساً بشاحنة في مدينة نيس في فرنسا، أو مقتل المئات في بغداد في العراق أو في كابول في أفغانستان. وأشار إلى أن الجهاديين نفّذوا نحو 75 هجوماً على مدار 50 يوماً مضت في 21 دولة على المستوى العالمي.

وأوضح نواز أن جماعات جهادية مختلفة نفّذت هجمات في كل من الأردن والعراق وسورية وبنغلاديش و«إسرائيل» وأفغانستان ولبنان وليبيا وفرنسا ونيجيريا وباكستان والصومال واليمن وماليزيا وتركيا ومالي وفلسطين والكاميرون والسعودية وتايلند وألمانيا، وأن 16 دولة من هذه الدول ذات غالبية إسلامية.

وأشار إلى أن تنظيم «داعش» يتبع استراتيجية «إدارة التوحش»، وأنه لا يسعى إلى إطلاق شرارة حرب عالمية، إنّما إلى إشعال حرب أهلية عالمية.

وقال إن تنظيم «داعش» تمكن من نشر الفوضى في سورية بعدما نجح في نشرها في العراق، وإنه ارتكب أبشع الفظائع في البلدين بِاسم الإسلام، وأضاف أن الإسلام بريء من كل هذه الأفعال التي يقترفها الجهاديون في أنحاء العالم.

وقال الكاتب إن المرء يجب ألا يكون أسود حتى يُدين العنصرية ضدّ السود، ويجب ألا يكون مسلماً حتى يُدين هذا التطرّف الذي ينتهجه بعض الجهاديين، ولكن يجب علينا جميعاً أن نقف معاً لإدانة كل أشكال الكراهية والتعصب من دون استثناء.

وقال إنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» أو بباقي المتطرّفين الآخرين من خلال الحروب، إنما من خلال نضال المجتمع المدني ضدّهم بشكل عام، وذلك كي نتجنّب الحرب الأهلية العالمية التي يريدون إثارتها.

«أرغومينتي إي فاكتي»: لماذا يتحدّث ترامب كثيراً عن التعاون مع موسكو

أجرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية مقابلة مع مدير المعهد الدولي لأحدث الدول آلكسندر مارتينوف، وطرحت عليه بعض الأسئلة عن سبب تزايد حديث ترامب في الآونة الأخيرة عن العلاقات مع موسكو.

جاء في نص المقابلة: وعد المرشح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في فلوريدا، بإعادة النظر في مسألة الاعتراف بالقرم. وكان قبلها قد أشار عدة مرات خلال حملته الانتخابية إلى مسألة التعاون المتبادل مع روسيا، وإلى استعداده لتكثيف هذا التعاون.

لماذا يفعل ترامب هذا؟ وماذا تنتظر موسكو منه إذا ما أصبح فعلاً رئيساً للولايات المتحدة؟

يقول مارتينوف: أنا لا أريد إصباغ الصفات المثالية على شخصية ترامب وتصريحاته في هذا المجال لأن كل ما يقوله هذا السياسي حالياً يدخل في إطار حملته الانتخابية، التي وصلت إلى مرحلتها النهائية. فالمعركة تدور من أجل كسب أصوات الناخبين، والمرشحان لخوض الانتخابات الرئاسية يصرّحان بما يرغب ناخبوهما سماعه منهما، وكسب أصوات أولئك الناخبين الذين لم يقرّروا بعد من يمنحون صوتهم.

ومن الواضح أن غالبية التصريحات، التي تطلق خلال الحملات الانتخابية، خصوصاً في الولايات المتحدة، تدرس مئة مرة وتستند إلى دراسات وبحوث جدّية، لا ارتجالية. ومع ذلك، يمكنها أن تكون انطباعاً عن المرشح وكأنها أفكاره الشخصية ولكن هذا انطباع خاطئ. فالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة هي صراع بين إدارات الحملات الانتخابية، وهذا ما يجب أن نعيه جيداً، لأن وسائل الاعلام المحلية تولي تصريحات الملياردير ترامب اهتماماً متزايداً. بيد أن ترامب يقول ما ينصحه به الخبراء قبل كل شيء، وهم طبعاً يقدّمون مقترحاتهم استناداً إلى معرفة ما يعجب المجتمع الأميركي.

وبالطبع، ما يقوله ترامب ليس رأيه الشخصي، بل هو ما يريد الشعب الأميركي سماعه. والأميركيون يريدون تحسين العلاقات مع روسيا، وهم لا يريدون محاربتنا. وإضافة إلى هذا، اتضحت للجميع ضرورة تسوية مسألة القرم، التي تعدُّ مسألة منتهية وأمراً واقعاً، ولكن يجب مناقشته. وبالمناسبة، فإن ترامب لم يتحدث في المؤتمر الصحافي عن الاعتراف بالقرم، بل أعرب عن استعداده لدراسة هذه المسألة بعمق، ثم الخروج باستنتاجات في شأنها.

وعلى رغم أن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة هي من الأحداث المهمة في العالم، لا سيما أن الولايات المتحدة دولة عظمى وقوية، فإنها تبقى مسألة داخلية، وعلينا فقط متابعة هذه العملية.

وإذا أصبح ترامب رئيساً للولايات المتحدة، هل سيأخذ مسألة بناء علاقات جديدة مع روسيا كما يرغب المجتمع الأميركي؟

طبعاً من دون شك، ولكننا نبالغ كثيراً في انطباعاتنا اليومية بدور الرئيس الأميركي واستقلاليته، حيث يتكون انطباع بأنه حاكم مطلق على أقل تقدير في بلاده ونصف العالم أيضاً. ولكن ذلك ليس صحيحاً في الواقع. فإن أي رئيس للولايات المتحدة هو دائماً مرتبط برأي المجتمع ومزاج السياسيين والنخبة الاقتصادية. وفي هذه الحالة ليس من المهم ما يريد وما لا يريد، لأنه مجبر على تلبية التوقعات، وبعكسه يفقد منصبه.

وإذا أصبح ترامب رئيساً، فإنه سوف ينفّذ ما تريده النخبة وغالبية المواطنين. فإذا كان في الولايات المتحدة حالياً اتجاه نحو تحسين العلاقات مع روسيا، فعليه أن يأخذ هذه المسألة بالاعتبار. فحتى أولئك الذين أفسدوا هذه العلاقات، والمقصود أوباما ورجال إدارته المنتهية ولايتها، لم يفعلوا ذلك بهدف أن تصل الأمور إلى الحرب الباردة. إنهم دائماً كانوا يلعبون لعبة معينة في شأن المواقف في المباحثات والحصول على هذه المكافأة أو تلك. وهم في إطار هذه اللعبة، يتراجعون بين فترة وأخرى خطوتين إلى الوراء، وبعكسه لن يكون ممكناً السيطرة على الوضع. واستناداً إلى هذا المنطق سيتم إصلاح العلاقات الروسية الأميركية أيّاً أصبح منهما رئيساً: ترامب أم كلينتون؟ لأن ذلك مرتبط بمزاج النخبة والمجتمع.

«نيويورك بوست»: فضيحة جنسية تلاحق زوجة ترامب

في فضيحة جديدة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، نشرت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، صوراً فاضحة لميلانيا ترامب، التي ربما تصبح السيدة الأولى للولايات المتحدة.

سخرت الصحيفة الأميركية من تصريحات ترامب بأن زوجته، السلوفينية الأصل، سوف تصبح «سيدة أولى نموذجية»، بعدما ظهرت عارية في صورة لمجلة جنسية للرجال، بحسب المصوّر الفرنسي آليه دو باسفيل، الذي التقط الصور.

حصلت «نيويورك بوست» على صور حصرية لجلسة التصوير القديمة، لم يتم نشرها من قبل، وقال المصوّر الفرنسي للصحيفة، إن ميلانيا كانت عارضة ماهرة وأدّت جلسة التصوير بكفاءة ولم تبدِ أي شعور بعدم الارتياح من ظهورها عارية.

كما وصف باسفيل الجلسة بأنها «ملهمة»، وقال: «أعتقد أنه مهم إظهار جمال المرأة وحرّيتها، وأنا فخور للغاية بهذه الصور لأنها احتفت بجمال ميلانيا».

وظهرت صور ميلانيا الجنسية للمرّة الأولى في كانون الثاني عام 1996 في مجلة «ماكس» الفرنسية للرجال، والتي توقفت عن الصدور منذ عام 2006.

«إندبندنت»: جرائم الكراهية تتضاعف في المناطق البريطانية التي صوّتت بكثافة للخروج من أوروبا

نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية تقريراً لمراسلها جون ستون يقول فيه إن التحقيق الذي أجرته الجريدة بناءً على الإحصاءات التي أجريت من قبل الشرطة البريطانية خلال الفترة الماضية كشفت أن جرائم الكراهية الموجهه ضدّ المهاجرين والأجانب قد تزايدت بشكل كبير وصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في المناطق التي صوّتت بشكل كثيف لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتضيف الجريدة أن هذه الزيادة تتعدّى معدل زيادة جرائم الكراهية ضد المهاجرين في البلاد كلها بعد نتائج الاستفتاء والذي بلغ 57 في المئة وهو ما دفع قيادة الشرطة إلى البحث في أساليب الاستجابة للبلاغات عن جرائم الكراهية.

وتكشف الجريدة بعض الامثلة منها منطقة لينكولنشير التي صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة بلغت 75 في المئة وهي المنطقة التي شهدت زيادة في معدل جرائم الكراهية بلغت 191 في المئة خلال الاسابيع الماضية.

وتنقل الجريدة عن أمبر راد وزيرة الداخلية البريطانية تأكيدها أن الوزارة ستعمل على إقرار القانون وتعليم هؤلاء الذين يعتقدون أنه من السهل نشر جرائم الكراهية والعداء للأجانب أن الأمر لن يمر بسهولة وأن الحكومة مصرة على ان تكون بريطانيا دولة توفر الحماية لكل المقيمين والمواطنين بشكل متساو.

«لو باريسيان»: مسلمو فرنسا يرفضون دفن منفّذ هجوم الكنيسة

رفض المسلمون، الذين يقطنون مدينة روان الفرنسية، المشاركة في دفن المدعو عادل كرميش أحد منفّذي الهجوم على الكنيسة، واحتجاز رهائن وذبح كاهنها.

ونقلت صحيفة «لو باريسيان» الفرنسية عن رئيس «الجمعية الثقافية الإسلامية» في مدينة نورماندي شمال فرنسا محمد قرابيلا، يوم الأحد 31 تموز: قوله: «نحن لا نودّ تلطيخ الإسلام بهذا الإنسان، لن نشارك في تجهيز جثته للدفن».

وجدّد قرابيلا موقفه هذا في حوار مع قناة «سكاي نيوز»، موضحاً، أنه في حال طلب المجلس البلدي من الجامع الذي يرأسه قبول الجثة، وأعلنت عائلة منفذ العملية أنها تريد دفنه، حينها فإن مسلمي المدينة سيكونون ملزمين بتعيين مسؤول لحل هذه المسألة. وأكد أن عائلة كرميش لم تعلن بعد رغبتها في ذلك.

وقد هاجم عادل كرميش 19 سنة مع شخص آخر يدعى عبد الملك نبيل، الثلاثاء الماضي، كنيسة في بلدة سان إتيان دو روفراي في منطقة نورماندي شمال فرنسا، وقامت الشرطة بقتلهما بعد احتجازهما عدداً من الرهائن داخل الكنيسة وذبح الكاهن.

ودُعي مسلمو فرنسا للمشاركة الاحد في قداديس تجري في جميع انحاء البلاد بعد خمسة ايام على قتل كاهن بايدي جهاديين داخل كنيسته في سان إتيان دو روفريه قرب روان.

وعلى الصعيد السياسي، كتب رئيس الوزراء إيمانويل فالس في مقال نشرته صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» أنه ان كان الإسلام وجد مكانته في الجمهورية فهناك حاجة ماسة إلى بناء ميثاق حقيقي مع هذه الديانة التي تعتبر ثاني أكبر الديانات في فرنسا.

ودعا فالس إلى مراجعة بعض القوانين لتجفيف التمويل الخارجي للهيئات الإسلامية وفي المقابل زيادة إمكانيات جمع أموال في فرنسا.

وتتواصل التحقيقات منذ الاعتداء الذي نفّذه عادل كرميش وعبد الملك بوتي جان وكلاهما في الـ19 من العمر، وتبنّاه تنظيم «داعش». وقثتل المهاجمان برصاص قوات الامن بعد قليل على الجريمة.

وفي سياق التحقيق أوقف شخصان احترازياً هما ابن عم أحد القاتلين ولاجئ سوريّ، فيما أفرج عن قاصر في الـ16 من العمر كان موقوفاً.

وتركّز التحقيقات على كشف البيئة التي كان يتحرك في إطارها منفّذا الاعتداء عبد المالك بوتي جان وعادل كرميش. وكانت أجهزة الاستخبارات قد رصدتهما من دون أن تكشف استعدادهما لتنفيذ الاعتداء.

كما أن التحقيق ما زال متواصلاً في شأن القاصر الذي أطلق سراحه، بعد العثور على وثائق مرتبطة بالدعاية الجهادية على هاتفه وفي حاسوبه.

كما تتناول التحقيقات شقيقه وهو مقرّب من عادل كرميش وتوجّه إلى العراق وسورية عام 2015. وتسعى أجهزة مكافحة الإرهاب لمعرفة ما إذا كان لعب دوراً من سورية في اعتداء الثلاثاء.

وأوقف قاصر في الـ17 من العمر في جنيف مؤخراً لدى محاولته التوجّه إلى سورية بعد محاولة أولى قام بها برفقة عادل كرميش عام 2015، وسلّم إلى فرنسا حيث أودع السجن، على ما أفاد مصدر مطّلع على التحقيق السبت.

ووجّهت التهمة الجمعة إلى شاب في الـ19 من العمر مدرج لدى أجهزة الامن على قوائم المتطرّفين وأوقف في 25 تموز في اطار تحقيقات في قضية مختلفة، وقد عثر على هاتف في منزله على فيديو لعبد المالك بوتي جان يظهر فيه وهو يبايع تنظيم «داعش» ويتكلم عن «عمل عنف».

كذلك يُجرى تحقيق تم في سياقه توقيف فرنسي في العشرين من العمر توجه إلى تركيا مطلع حزيران مع بوتي جان في محاولة لدخول سورية قبل ان يتم طردهما إلى فرنسا.

وفي مقابلة مع الاسبوعية «لا في» الكاثوليكية، روت الراهبتان اللتان احتجزتا في الكنيسة ان حواراً جرى مع الجهاديين بعد قتل الكاهن وقال أحدهما: «ما دامت هناك قنابل تلقى على سورية سنواصل هجماتنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى