كيري: الساعات المقبلة مُهمَّة لتغيير المعادلة في حلب
على وقع هجوم المسلحين على محاور حلب الغربية و الجنوبية، وانطلاق العملية الانسانية الروسية في الأحياء الشرقية للمدينة، جاءت تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس.
الوزير الأميركي دعّا إلى ضبط النفس في المعارك الدائرة في حلب. وحضّ موسكو ودمشق على وقف الهجمات، وفصائل المعارضة السورية على ألا تكون طرفاً في العمليات الدائرة، ملمحاً إلى فشل مشروع العملية السياسية الانتقالية، الذي كانت توصلت إليه المجموعة الدولية لدعم سورية، والذي ينص على انتقال سياسي خلال ستة أشهر اعتباراً من آب.
كيري قال أنه «منذ الوقت الذي أعلن فيه هذا التاريخ وحتى اليوم، حاولنا بانتظام التوصل إلى وقف فعلي للأعمال القتالية» معتبراً أنّ «هذه الأيام مهمة لتحديد ما إذا كان أيّاً من نظام الأسد أو روسيا سيحترم توصيات الأمم المتحدة أم لا» موضحاً أنّ «المؤشرات حتى الآن مقلقة جداَ للجميع» على حد قوله. وتابع «سنرى خلال الساعات القليلة المقبلة ما إذا كان في امكاننا تغيير هذه المعادلة».
في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أنّ أميركا ليست مستعدة لعملية فصل الإرهابيين عن «المعارضة المعتدلة» في سورية. وقالت «الحكومة السورية فصلت الإرهابيين عن «المعارضة المعتدلة» وعن المدنيين واشنطن لم تكن مستعدة ولم تعتزم القيام بذلك طوال الأشهر الماضية، بغض النظر عن تلك الإشارات والوعود التي اطلقتها».
وأضاف ريابكوف، «أنه لا يمكن أن يدور الحديث عن شراكة حقيقية بين روسيا والولايات المتحدة في سورية، ما دامت واشنطن تطرح مطالب جديدة بالإضافة إلى الاتفاقيات التي تم التوصل إليها»، و تابع قوله «أود أن أقول أننا أكدنا للأميركيين أكثر من مرة أنه بعد كل جولة مفاوضات مغلقة وبعد التوصل إلى اتفاقيات معينة، تقوم واشنطن بطرح مطالب إضافية جديدة تكسر التوازن وتعرقل التقدم».
نائب وزير الخارجية الروسي، أكّد أنّ روسيا عندما بدأت عملية حلب، توجهت قبل كل شيء بدعوة تعاون إلى أميركا، والدعوة مازالت قائمة. وقال «دعوتنا للتعاون قائمة. نحن ندعو جميع القوى الراغبة بتحسين الوضع الإنساني لسكان حلب الانضمام. ونحن توجهنا بدعوة للأميركيين».
كما أشار ريابكوف، إلى أنّ موسكو تعتبر تصريحات الأميركيين حول أعمال روسيا في سورية «بغيضة». وقال «الاتصالات مستمرة مع الولايات المتحدة حول سورية عبر قنوات مختلفة، تشارك فيها وزارتي الخارجية والدفاع، نقّيم التصريحات التي نسمعها من شركائنا الأميركيين بأنها بغيضة».
وختم بالإشارة إلى أنّ الولايات المتحدة بدأت تطالب بوقف محاربة الإرهابيين في سورية، فور حدوث تقدم ملموس في هذا المجال. وقال «فور حدوث تقدم ملموس للحكومة السورية والقوات المسلحة السورية بدعم منّا، في مجال محاربة الإرهابيين في سورية، بدأ الأميركيون باللجوء إلى حيّل ممنوعة، والمطالبة بوقف محاربة الإرهابيين عملياً، وإن لم يبدؤوا بالترويج للنهج الذي يسلكه أكثر معارضي السلطات السورية شراسة وصرامة، لكنهم بدؤوا على أقل تقدير بالتستر على هذه الأعمال لفظياً».
ميدانياً، تمكنت وحدات الجيش السوري من امتصاص هجوم المسلحين على محاور حلب الجنوبية والغربية، حيثُ انتقل الجيش لمرحلة الهجوم وتمكن من استعادة السيطرة على قرية العمارة وتلال بازو والصنوبرات والمحروقات ومعمل الزيت في الريف الجنوبي.
وفي السياق، أعلن الجيش عن احباطه هجوماً جديداً لمجموعات «جيش الفتح» الإرهابي من جهة حي العامرية ومعمل سادكوب باتجاه حي الراموسة جنوب حلب بعد تفجير نفق، بعد ساعة من اعلان «غرفة عمليات فتح حلب» التابعة لـ«الفتح» عن بدء المرحلة الثالثة من «معركة فك الحصار من داخل مدينة حلب على محور الراموسة».
الجيش أيضاً تصدى لهجوم المسلحين باتجاه مناشر منيان غرب حلب الجديدة، في حين نفّذ الطيران الروسي السوري المشترك أكثر من 80 غارة على أهداف متفرقة للمسلحين من ريف إدلب الشمالي امتداداًً إلى ريف حلب الجنوبي، في سراقب ، بنش، و جزرايا.
هذا وأكد مدير صحة حلب الدكتور محمد حزوري، استشهاد 5 أشخاص وأصابة 8 آخرين بحالات اختناق شديدة جراء سقوط قذائف تحوي غازات سامة أطلقتها المجموعات الإرهابية على المدينة القديمة في حلب.
إلى ذلك، امتنع الكرملين عن التعليق على أنباء عن «عملية انتقام» روسية رداً على إسقاط مروحية «مي- 8» الروسية في سورية، ووصف الأنباء عن هجوم كيميائي روسي في المنطقة بأنها مختلقة إعلامياً.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، رداً على سؤال حول احتمال استئناف القوات الجويّة الروسية غاراتها المكثفة على مواقع الإرهابيين، رداً على إسقاط المروحية، قال «ليست لدي معلومات بهذا الشأن».
وتابع رداً على سؤال آخر حول أنباء تحدثت عن قصف مدينة سراقب التي جرى إسقاط المروحية الروسية، بالقرب منها، بـ «براميل الكلور» الليلة الماضية: «من الصعب للغاية التعليق على مثل هذه الأنباء المختلقة إعلامياً. ونحن لا ندرك وفي مثل هذه الحالات من أي مصادر جاءت الأنباء».