بروجردي: التآمر السعودي وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني لن يؤدّيا إلى النتائج المشؤومة التي تسعى الرياض إلى تحقيقها
أكد رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أنّ الجمهورية الإسلامية «تدعم بقوة الوحدة الوطنية الداخلية في لبنان وكلّ ما من شأنه أن يعمل على استتباب الأمن والهدوء والاستقرار في لبنان، كما تدعم بقوة الحوار الوطني الجاري بين التيارات والشخصيات السياسية الفاعلة والمؤثرة على الساحة اللبنانية». وقال: «نحن على أتمّ الاستعداد للقيام بكلّ خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين استناداً إلى كلّ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي سبق أن وُقِّعت بين الحكومتين».
في عين التينة
وتابع بروجردي أمس جولته على المسؤولين، على رأس وفد يرافقه السفير الإيراني محمد فتحعلي، فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وعرض معه التطورات في حضور وزير المال علي حسن خليل.
بعد اللقاء قال بروجردي: «نقلنا إلى دولته بداية التحيات القلبية من رئيس مجلس الشورى الدكتور علي لاريجاني، وعبرنا عن بالغ سرورنا بهذا الحوار الوطني البنّاء الذي ينعقد بين كلّ التيارات السياسية اللبنانية الفاعلة والمؤثرة بمبادرة كريمة من دولته. ولا شكّ في أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران تولي عناية فائقة لاستتباب الهدوء والأمن والاستقرار والوحدة الداخلية في هذا البلد الشقيق».
ولفت إلى «أنّ التطورات في المنطقة بالغة الدقة والحساسية، سواء ما يجرى على الساحة السورية أو الساحة العراقية أو بقية الملفات الإقليمية التي ما زالت عالقة»، مشيراً إلى «أنّ ظاهرة الإرهاب التكفيري المتطرف المشؤومة التي تهدّد دول هذه المنطقة وشعوبها، بما فيها لبنان الشقيق، بدأت نيرانها تصل إلى الأطراف التي تسببت بقيامها منذ اللحظة الأولى، سواء في العالم الغربي أو في بعض دول هذه المنطقة».
وأكد المسؤول الإيراني أنّ بلاده «تبدي جدية كبرى في مواجهة هذا الإرهاب التكفيري المتطرف، ولهذا تبدي هذا القدر الكبير من التعاون والتنسيق والانفتاح على الجمهورية العربية السورية وعلى العراق في مجال المواجهة المشتركة لهذه الظاهرة المشؤومة».
وأعرب عن اعتقاده «أنّ الأطراف التي كانت المسبب الرئيسي من وراء الستار لهذه الأزمة التي تعصف بسورية منذ خمس سنوات، رمت إلى هدف أساسي هو حرف البوصلة التي كانت تتمسّك بها سورية، كقلعة للمقاومة والممانعة ضدّ العدو الصهيوني، كما ترمي إلى ضرب المقاومة أيضاً»، معتبراً «أنّ المسألة المؤسفة والمزعجة للغاية في هذه المرحلة هي هذا الانفتاح الذي تبديه المملكة العربية السعودية في مجال مساعيها الرامية إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني». وقال: «نحن على ثقة تامة بأنّ كلّ هذه المؤامرات لن تصل إلى النتائج المشؤومة التي تسعى إلى تحقيقها»، لافتاً إلى «أنّ المنحى البياني لعمل المنظمات الإرهابية التكفيرية المتطرفة على صعيد المنطقة برمتها سواء في العراق أو في سورية أو في بقية دول المنطقة، آخذ في الانحدار والاضمحلال، وإنّ هذه الأهداف التي تعمل على تحقيقها المملكة العربية السعودية سوف تصل إلى الحائط المسدود لأنّ جبهة المقاومة آخذة بالمضي في أهدافها بشكل قوي وصلب ومقتدر. ونحن نولي عناية كبرى بتعميق العلاقات الثنائية مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة في مختلف المجالات، ونأمل أن نتمكن معاً من تعميق هذا التعاون».
وتابع: «إننا نشعر بسرور بالغ عندما نرى الحوار الوطني البناء والإيجابي قائم حالياً في هذا المكان بالذات بين مختلف الأطراف والجهات السياسية الفاعلة في لبنان، ونأمل أن يؤدي إلى إيجاد المخارج اللازمة والمطلوبة لكلّ الملفات العالقة. ونحن نعتبر أنّ لبنان، على الرغم من صغر مساحته الجغرافية، كبير جداً من ناحية الدور السياسي والتأثير السياسي الذي يتمتع به في هذه المنطقة، وليس لدينا أدنى شكّ في أنّ وجود هؤلاء الحكماء وهذه الشخصيات السياسية الفاعلة والغيورة على مصلحة هذا البلد سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى إيجاد المخارج والحلول الناجعة لكلّ المشكلات العالقة وفي طليعتها الفراغ الرئاسي».
وجدّد تأكيد «أنّ مسألة الاستحقاق الرئاسي استحقاق لبناني داخلي، وهذا يعني أننا جاهزون للاستماع إلى المقترحات والمبادرات»، نافياً أن يكون قد حمل مبادرة في هذا الإطار.
في السراي
وفي السراي الحكومية، التقى بروجردي رئيس الحكومة تمام سلام، وقال بعد اللقاء: «نقلنا إليه التحيات القلبية الحارة والخالصة من قبل النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية الدكتور جوهان غيري، وأجرينا جولة أفق حول العلاقات الثنائية الطيبة وآفاق التعاون الثنائي الطيب المُتاح بين البلدين في المجالات كافة. وكما تعرفون منذ شهرين حصلت الانتخابات الخاصة بمجلس الشورى الإسلامي في إيران وتمّ اختيار المجلس النيابي الجديد ونحن، كلجنة العلاقات السياسية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، أردنا أن تكون أول زيارة رسمية نقوم بها إلى الخارج إلى البلد الشقيق لبنان الذي يُعتبر حقاً في الصف الأول للمقاومة والممانعة ضدّ العدو الصهيوني والخطوة التالية لنا ستكون زيارة الجمهورية العربية السورية إن شاء الله».
أضاف: «خلال اللقاء اغتنمنا الفرصة الطيبة لمناسبة حلول عيد الجيش وقدمنا التهاني والتبريكات لدولته في هذا العيد الوطني الكريم ونوهنا بالدور المميز والكبير الذي يقوم به الجيش اللبناني الباسل في مجال حفظ الأمن والهدوء والاستقرار في ربوع لبنان. كما قدمنا التهاني والتبريكات لدولته لمناسبة حلول الذكرى العاشرة للانتصار الكبير الذي حققه لبنان والمقاومة اللبنانية الباسلة ضدّ العدو الإسرائيلي خلال عدوان شهر تموز 2006».
ولفت إلى أنّ اللقاء تخلله بحث «مختلف التطورات الإقليمية سواء كان ما يجري على الساحتين العراقية والسورية أو محاولة الانقلاب الفاشلة التي حصلت في تركيا مؤخراً، إضافة إلى كافة الأمور المرتبطة بالتطورات السياسية الإقليمية». وقال: «أعربنا خلال اللقاء عن أسفنا واستيائنا للخطوات المعتمدة مؤخراً من قبل المملكة العربية السعودية في شأن تطبيع العلاقات السياسية مع الكيان الصهيوني والذي يعتبر العدو الأول والأساسي للأمتين العربية والإسلامية، وأشرنا في سياق حديثنا إلى معاهدة كامب دايفيد التي أُبرمت بين مصر والكيان الصهيوني وهذه الاتفاقية أدت في نهاية المطاف إلى عودة أرض سيناء المحتلة إلى السيادة المصرية، لكنّ ما نشهده اليوم هو تفريط مجاني بالقضية المركزية والمحورية والأساسية للأمتين العربية والإسلامية وهي القضية الفلسطينية من خلال محاولات تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ونحن نأسف وندين بشدة هذه المحاولات التي نثق تماماً أنها لن تؤدي في أي حال من الأحوال إلى إضاعة البوصلة من قبلنا ومن قبل كلّ الغيارى على هذه القضية، ونظراً لمدى القبح الذي اعترى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في حينه أصدر الإمام الخميني أمراً مباشراً بقطع العلاقات مع النظام المصري يومها».
وتابع: «نحن نشعر بارتياح كبير عندما نرى الجمهورية اللبنانية الشقيقة من خلال جيشها الباسل ومن خلال مقاومتها الأبية قد استطاعت أن تقاوم وأن تتصدى لهذه الظاهرة الإرهابية المشؤومة والمتطرفة التي لا تستهدف الشعب اللبناني وحده بل كلّ شعوب المنطقة من هنا نحن نشعر بارتياح كبير عندما نرى أنّ المنحى البياني لنشاط المنظمات الإرهابية سواء كانت داعش أو أخواتها هذا المنحنى آخذ بالانحدار ليس فقط في سورية وفي العراق بل في المنطقة كلها ونحن نشعر أنّ هذا الصمود والتصدي تجاه هذا الإرهاب ينبغي أن يستمر من قبل كلّ الغيارى على مصلحة هذه المنطقة وشعوبها كي نرى اللحظة الحاسمة التي نحقق من خلالها معاً النصر النهائي على الإرهاب والإرهابيين».
وأكد أنّ الجمهورية الإسلامية «تدعم بقوة الوحدة الوطنية الداخلية في لبنان وكلّ ما من شأنه أن يعمل على استتباب الأمن والهدوء والاستقرار في ربوع هذا البلد الشقيق كما تدعم بقوة الحوار الوطني الجاري بين التيارات والشخصيات السياسية الفاعلة والمؤثرة على الساحة اللبنانية، هذا الحوار الذي ينطلق اليوم أمس مجدداً بدعوة من رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ونحن على أتمّ الاستعداد للقيام بكلّ خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين استناداً إلى كلّ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي سبق أن وقعت بين الحكومتين».
والتقى بروجردي أيضاً، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وناقش المجتمعون، بحسب بيان للعلاقات الإعلامية في الحزب، «آخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة».
كما زار المسؤول الإيراني رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبد اللطيف الزين، في مكتبه بمجلس النواب، في حضور النائب وليد خوري.