العالم يترقّب نتائج المعارك في حلب

لا شكّ في أنّ لمدينة حلب أهميتها الكبرى في سورية، قبل الحرب على البلاد وخلالها. فهي العاصمة الثانية لسورية، والمضخّة الصناعية الكبيرة فيها. أما خلال الحرب، فهي التي لجأت إليها مجموعات مسلّحة من كلّ حدب وصوب، وتمركزت في أحيائها وأريافها، وشنّ منها الإرهابيون معظم عملياتهم الإرهابية، لا سيما أنّ ريف حلب الشمالي متاخم للحدود مع تركيا، التي سمحت ولا تزال، بتدفّق الإرهابيين إلى الداخل السوري.

العالم كلّه يترقب الحسم في حلب، وفي هذا الصدد، علّقت صحيفة «تايمز» البريطانية على تطوّرات الأوضاع في المدينة، وكتبت في عددها الصادر أمس الأربعاء: مستقبل سورية يُحدَّد في حلب. روسيا أدركت هذا وقدّمت ذلك الدعم للأسد عبر السلاح الجوّي والاستخبارات التي يحتاج إليها لكسر المجموعات المسلحة. وذكرت الصحيفة أن روسيا والنظام السوري وإيران يتوقّعون ضمان انتصار الأسد خلال فترة زمنية تبلغ حوالى ستة أشهر، مضيفة أنه في حال تولّي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة فإنه قد يمنحهم المزيد من الوقت، حيث ينمّ عدم اهتمامه الواضح بالنزاع السوري وإشاراته تجاه بوتين أنه قد يتعايش مع بقاء الأسد. أما في حال تولّي هيلاري كلينتون الرئاسة الأميركية، فإنها ستطالب ـ بحسب توقّع الصحيفة ـ بفرض مناطق حظر جوّي وبموانئ آمنة للمجموعات المسلّحة.

وفي ما يخصّ التهديدات التي يطلقها «داعش» في وجه روسيا، نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية تقريراً تناولت فيه هذه التهديدات، مشيرة إلى أن تجربة عمليات مكافحة الإرهاب ستساعد أجهزتها الأمنية في حماية المواطنين.

ونقلت الصحيفة عن عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي الدوما أنور محمودوف، تعليقه على دعوة «داعش» إلى «الجهاد» ضدّ روسيا، بدعوة المواطنين الروس إلى أخذ تهديدات «داعش» على محمل الجدّ، رغم أنهم محميون جيداً داخل حدود روسيا. وشدّد على ضرورة أن يكونوا حذرين ويقظين خلال رحلاتهم خارج حدود البلاد.

وفي سياق منفصل، أشارت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى أن واشنطن ستفرض عقوبات على منظّمي هجمات القراصنة الإلكترونية على هيلاري كلينتون. وقالت الصحيفة إنّ السلطات الأميركية بدأت بالتحقيق في الهجمات السيبرانية الواسعة التي تعرّض لها الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. ولا يستبعد المسؤولون فرض عقوبات على المجرمين. وقد أسرع ممثلو هيلاري كلينتون باتهام موسكو بتنظيم هذه الهجمات. ولكن روسيا نفسها تعرّضت لهجمات سيبرانية واسعة، يعتقد البرلمانيون الروس أن واشنطن تقف وراءها.

«إيزفستيا»: روسيا ستحمي مواطنيها من «داعش»

تناولت صحيفة «إيزفستيا» الروسية التهديدات التي أطلقها «داعش» بتنفيذ هجمات ضدّ روسيا، مشيرة إلى أن تجربة عمليات مكافحة الإرهاب ستساعد أجهزتها الأمنية في حماية المواطنين.

وجاء في المقال: علّق عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي الدوما أنور محمودوف، على دعوة «داعش» إلى «الجهاد» ضدّ روسيا، بدعوة المواطنين الروس إلى أخذ تهديدات «داعش» على محمل الجدّ، رغم أنهم محميين جيداً داخل حدود روسيا. وشدّد على ضرورة أن يكونوا حذرين ويقظين خلال رحلاتهم خارج حدود البلاد.

وأضاف: يجب أن تؤخذ هذه المسألة على محمل الجدّ، لأنه مع الأسف سبق وأن لقي مواطنون روس حتفهم على يد مسلحي «داعش»، كما حصل في تفجير طائرة الركاب الروسية فوق سيناء وفي مدينة نيس الفرنسية وغيرها من العمليات الإرهابية. لذلك، عند وجود مواطنينا في مناطق، من بينها بلدان أوروبية يمكن أن ينشط فيها «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، عليهم أن يكونوا فائقي الحذر. أما بالنسبة إلى روسيا نفسها، فإننا اتخذنا الإجراءات الممكنة كافة على مستوى الأجهزة الأمنية والمؤسسات ذات العلاقة لمنع وقوع عمليات إرهابية. كما تُجرى عمليات توعية واسعة النطاق لمنع الإرهابيين من تجنيد أيّ شخص.

يذكر أن «داعش» بثّ يوم الاثنين 1 آب شريط فيديو في شبكة الإنترنت، يتضمن تهديدات لروسيا ودعوة إلى بدء «الجهاد» ضدّها حيث توجّه شخص مقنّع يقود سيارته في الصحراء إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مهدّداً بقتل مواطني روسيا.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها مثل هذه التهديدات. ففي تشرين الثاني 2015 نشر الإرهابيون شريطاً عن إعدامهم مختطَفين، وهدّدوا بإغراق روسيا في بحر من الدماء. وقبل ذلك في 23 حزيران، نشر الإرهابيون بياناً بتوقيع سكرتيرهم الصحافي أبي محمد العدناني، الذي أخبر عن إنشاء فرع للتنظيم في شمال القوقاز.

ويشير عددٌ من الخبراء، في معرض تعليقهم على تهديدات «داعش»، إلى أن مطلقيها هم في الدرجة الأولى مواطنون من روسيا يقاتلون في صفوف الإرهابيين، والذين يمكنهم العودة إلى ديارهم. ووفق الإحصاءات الرسمية، فإن عدد هؤلاء يتراوح بين ألفين وألفين وخمسمئة شخص.

من جانبه، قال الموظف السابق في مصلحة الاستخبارات الخارجية الروسية ليف كورولكوف في حديث إلى «إيزفستيا»، إن «داعش» يشكّل فعلاً خطراً على روسيا، و«لكن مواطنينا لن يكونوا لقمة سائغة للإرهابيين».

وأضاف: بحسب معلومات الأجهزة الأمنية، فإن هناك حالياً أكثر من 200 انتحاري محتمل. ولكن خبرة الأجهزة الأمنية التي تراكمت خلال مكافحة التهديدات الإرهابية، تجعلها مختلفة جذرياً عن الأجهزة الأمنية الأوروبية غير المستعدة لمثل هذه التهديدات.

«تايمز»: مستقبل سورية يُحدّد في حلب

علقت صحيفة «تايمز» البريطانية على تطوّرات الأوضاع في مدينة حلب السورية، وكتبت في عددها الصادر أمس الأربعاء: مستقبل سورية يُحدَّد في حلب. روسيا أدركت هذا وقدّمت لذلك الدعم للأسد عبر السلاح الجوّي والاستخبارات التي يحتاج إليها لكسر المجموعات المسلحة.

وذكرت الصحيفة أن روسيا والنظام السوري وإيران يتوقّعون ضمان انتصار الأسد خلال فترة زمنية تبلغ حوالى ستة أشهر، مضيفة أنه في حال تولّي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة فإنه قد يمنحهم المزيد من الوقت، حيث ينمّ عدم اهتمامه الواضح بالنزاع السوري وإشاراته تجاه بوتين أنه قد يتعايش مع بقاء الأسد.

أما في حال تولّي هيلاري كلينتون الرئاسة الأميركية، فإنها ستطالب ـ بحسب توقّع الصحيفة ـ بفرض مناطق حظر جوّي وبموانئ آمنة للمجموعات المسلحة.

وأضافت الصحيفة أن ذلك سيمثل تحدّياً لروسيا، لأنه قد يكون هناك تكرار لما حدث عندما تدخل الناتو لتخفيف العبء عن سراييفو، موضحة أنه يمكن لذلك الرهان على أن بوتين أمر بالاستيلاء على حلب وترسيخ حكم الأسد قبل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: واشنطن وموسكو تشعلان حرباً عالمية ثالثة في الإنترنت

أشارت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» إلى أن واشنطن ستفرض عقوبات على منظّمي هجمات القراصنة الإلكترونية على هيلاري كلينتون.

وجاء في المقال: بدأت السلطات الأميركية بالتحقيق في الهجمات السيبرانية الواسعة التي تعرض لها الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. ولا يستبعد المسؤولون فرض عقوبات على المجرمين. وقد أسرع ممثلو هيلاري كلينتون باتهام موسكو بتنظيم هذه الهجمات. ولكن روسيا نفسها تعرّضت لهجمات سيبرانية واسعة، يعتقد البرلمانيون الروس أن واشنطن تقف وراءها.

وكان موضوع الهجمات الإلكترونية أحد الموضوعات الأساسية، التي نوقشت في «منتدى آسبين الأمني» السنوي. فقد اختار رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية جون برينان كلماته بحيث لا تعني توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى روسيا، والأمر نفسه فعلته مساعدة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن الداخلي ليزا موناكو.

فقد أعلن برينان أن السلطات، عندما يتم تحديد المذنب، ستقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم لأن التدخل في عملية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، موضوع خطير جداً.

من جانبها، أعلنت موناكو أن البيت الأبيض لا يستبعد اتخاذ إجراءات مماثلة ضدّ الهجمات السيبرانية. وقالت إن على الولايات المتحدة أن توضح بأنها ستردّ ولكنها أضافت: في هذه الحالة هناك خطر من التصعيد وسوء الفهم. لذلك على واشنطن أن تأخذ بالاعتبار المخاطر المحتملة ودراسة الموضوع بمسؤولية.

صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، من جانبها، قررت معرفة ما يعنيه الردّ الأميركي على هجمات الهاكرز. وأجاب مصدران رفيعا المستوى في إدارة أوباما بأن الردّ قد يكون واسعاً ويشمل هجمات على منظومات مصلحة الأمن الفدرالية والاستخبارات العسكرية الروسيتين، وحتى فرض عقوبات ضدّ الأشخاص الذين لهم علاقة بهذه المسألة.

أما «abc news»، فقد أعلنت أن وكالة الأمن القومي بدأت التحقيقات في الهجمات السيبرانية ضدّ مجموعتي قرصنة لها علاقة بالحكومة الروسية، قد تكون لها صلة بالهجمات الأخيرة.

وكالة «رويترز» أعلنت استناداً إلى مصادرها الخاصة أن قسم الأمن القومي في وزارة العدل الأميركية قد بدأ بالتحقيق في هذه الهجمات بهدف التأكد في ما إذا شكلت هذه الهجمات خطورة أم لا على أمن الدولة. وأضاف مطلعون على الموضوع أن ادارة أوباما استنتجت أن هذه الهجمات مولتها دولة أجنبية.

أما المحلل السيبراني السابق في البنتاغون كينيت غيرس، فقد صرح لـ«abc news» أنه لا يثق بأن هذه الهجمات من عمل الروس. وأضاف: «أحياناً، حتى عند وجود إثباتات، فإنها تكون غير كافية لتأكيد ضلوع أشخاص أو مجموعات ما».

من جانبه، أشار المستشار القانوني لوكالة الأمن القومي راجيش دي إلى أن الوكالة يمكنها العمل ضدّ الهاكرز الروس بالتعاون مع الاستخبارات الخارجية فقط أو تحت إشراف مكتب التحقيقات الفدرالي. وأضاف أن هناك بالفعل أهدافاً استخبارية واضحة للسلطات الروسية.

أما مدير حملة هيلاري كلينتون الانتخابية روبي موك، فقد أسرع باتهام موسكو. وبحسب قوله، هذه الهجمات هي من عمل الروس بهدف مساعدة دونالد ترامب منافس هيلاري. وقد وصف ترامب هذا التصريح بأنه «مضحك جداً».

من جانب آخر، ليس مستبعداً أن يكون الجانب الأميركي قد بدأ فعلاً بالردّ على الهجمات التي تعرّض لها الحزب الديمقراطي. ففي يوم السبت 30 تموز المنصرم أعلنت مصلحة الأمن الفدرالية الروسية أنها اكتشفت في شبكة إنترنت لعشرين موقعاً استراتيجياً مهماً في روسيا برامج معادية تسمح بالوصول إلى معلومات سرّية. ويقول مصدر في المصلحة إن هذه الهجمات شملت مراكز المعلومات في مؤسسات الدولة والمراكز العلمية والعسكرية ومؤسسات المجمع الصناعي العسكري وغيرها من مواقع البنية التحتية للبلاد.

لم يحدَّد إلى الآن من يقف وراء هذه الهجمات. ولكن نائب رئيس لجنة الأمن ومكافحة الفساد في مجلس النواب الروسي الدوما دميتري غوروفتسيف يعتقد أن مصدرها الولايات المتحدة. لأن هذا مفيد قبل كل شيء للأميركيين. فشركتا «ميكروسوفت» و«أوراكل» وبرامجهما تشكل بطبيعة الحال خطورة على أمننا المعلوماتي.

هذا، ويتفق الخبراء على أن الانترنت أصبح حالياً ساحة معركة لمقاتلي دولتين عظميين.

يقول نائب عميد كلّية الحقوق في الجامعة الروسية للعلوم الإنسانية سيرغي ليفتشوك: لقد بدأت الحرب العالمية الثالثة في المجال الإلكتروني حيث يمكن تحقيق الانتصار باستخدام وسائل الإعلام الالكترونية. هذه أسلحة تشكل رأس حربة في سياسة الدول الرائدة في العالم تستخدمها أجهزة أمنها القومي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى