البرلمان الليبي يستدعي السفير الأميركي للاحتجاج على الضربات العسكرية في سرت
أعلنت إيطاليا أنها ستسمح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها ومجالها الجوي لشنِ ضرباتٍ في سرت، في الوقت الذي استنكر فيه البرلمان الليبي الضربات الأميركية وجعل جيوش دول الجوار تستنفر.
وقالت وزيرة الدفاع الإيطالية بينوتي، أول أمس، إنّ «الحكومة مستعدة للنظر بشكل إيجابي بطلب استخدام القواعد الجويّة والمجال الجويّ الوطني ودعم العملية، في حال ستؤدي إلى إنجاز التدابير المتواصلة بشكلٍ أسرع وبفعاليةٍ أكبر».
وأضافت أنّ «نجاح المعركة ضد معاقل إرهابيي «داعش» له أهمية أساسية ليس فقط للأمن في ليبيا، بل في أوروبا وإيطاليا أيضاً»، موضحةً أنّ المجال الجويّ والقواعد الإيطالية لم تُستخدم حتى الآن في الغارات.
وكان وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أعلن الثلاثاء الماضي أنّ حكومته ستدرس أي طلب أميركي لاستخدام قاعدة سبغونيلا الجويّة العسكرية في صقلية.
وأطلقت القوات الحكومية الليبية التي تضم خليطاً من الجماعات المسلحة ووحدات صغيرة من الجيش المفكك قبل أكثر من شهرين، عملية «البنيان المرصوص» لاستعادة سِرت الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف منذ حزيران 2015.
من جهته، استدعى البرلمان الليبي السفير الأميركي في طرابلس بيتر باد للاحتجاج على الضربات العسكرية التي يوجهها الجيش الأميركي إلى «داعش» في سرت.
وأعربت لجنة الدفاع في مجلس النواب الليبي عن استيائها الشديد من الموقف الأميركي المنحاز إلى حكومة الوفاق الوطني، التي تؤكد للبرلمان أنها لم تحصل بعد على الشرعيّةِ الدستورية.
وبدأت الولايات المتحدة الإثنين الماضي تنفيذ ضربات جويّة ضد مواقع وآليات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سرت 450 كلم شرق طرابلس بطلبٍ من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة والتي يرأسها فايز السراج.
إلى ذلك، قال الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، أحمد المسماري، إنّ الجيش جاد في معركة درنة، وإنّ الضربات الأميركية في مدينة سرت سياسية.
وأكد أنّ القيادة العامة توجه منذ سنتين نداءات لأهالي درنة، من أجلِ طرد الجماعات الإرهابية من المدينة والابتعاد عن مناطق تجمعاتهم ومخازن الذخيرة الخاصة بهم.
وشدد المسماري، على أنّ الجيش «لا يمكن أن يُلغي طلعة جويّة لأن مواطناً خالف تعليمات الجيش» وذلك في ردهِ على ما تردد بشأنِ إصابةِ مدنيين في درنة جراء القصف الجوي.
وبشأن الضربات الأميركية ضد مواقع «داعش» في سرت وموقف القيادة العامة والجيش منها، قال المسماري إنّ لجنة الدفاع والأمن القومي والبرلمان ردوا على ذلك بشكل رسمي، وأضاف «إنّ هذه الضربات غير شرعية».
واعتبر أنّ الضربات الأميركية في سرت «هذه المرة ضربات سياسية لإنجاح كلينتون في أميركا، وإنجاح السراج في طرابلس».
وشدد الناطق باسم القيادة العامة للجيش بالقول: «السراج مستعد ليضع ليبيا تحت الوصاية وتحت الاستعمار، وأهم شيء أن يكون هو رئيس المجلس الرئاسي. لكن ستكون هناك كلمة للشرفاء للوطنيين».