مايكل فيلبس … العلامة الفارقة في الأولمبياد أحرز 8 ميداليّات ذهبيّة في بكين 2008

عندما نأتي على ذكر السبّاح الأسترالي مايكل فيلبس، فأوّل ما يتبادر إلى أذهاننا هو الألعاب الأولمبيّة، ففي كل دورة أولمبيّة كنّا ننتظره بفارغ الصبر.. والبطل لم يكتفِ بعد، فهو يريد كتابة التاريخ في كل مناسبة.. اعتزل ثمّ عدل عن قراره. عادة يُقال أنّ الأرقام القياسيّة وُجدت لكي تحطَّم فيما بعد، لكن أرقام مايكل فيلبس غير قابلة للتحطيم.

صدق المثل القائل: «إنّ الأبطال يولدون من رحم المعاناة» ، ففيلبس عاش طفولة صعبة بعيداً عن أبيه، وعانى من اضطرابات نفسيّة.. شجّعته أخته ويتني على دخول معترك السباحة لكنّها لم تكن تعلم حينها أنّ أخاها الصغير سيصبح في يوم من الأيام أعظم أولمبي في التاريخ! قالوا لأمّه «ابنك لا يصلح لشيء».. غير أنّ لقاءه بالمدرّب بوب بومان، الذي رأى فيه قدرات هائلة، غيّر مجرى حياته ومجرى تاريخ الرياضة. هذا الأخير عرضَ عليه التخلّي عن الدراسة من أجل تكريس حياته للسباحة، وقبول فيلبس بالعرض أعطى ثماره بسرعة، فقد شارك في الألعاب الأولمبيّة في سيدني في العام 2000 بعمر 15 سنة فقط، وبعدها بسنة، فاز بسباق الـ200 متر فراشة في بطولة العالم التي أُقيمت في اليابان، محطّماً الرقم القياسي العالمي، ليصبح أصغر سبّاح في التاريخ يحمل رقماً قياسيّاً عالميّاً! مع بلوغه سن الرشد 18 عاماً ، كان فيلبس قد حطّم ثمانية أرقام عالمية!

في دورة أثينا عام 2004، خطف السبّاح الأميركي مايكل فيلبس صاحب الـ19 سنة الأضواء من الجميع حاصداً ثماني ميداليّات منها ست ذهبيات، ممّا سمح له بمعادلة الرقم القياسي بعدد الميداليّات في دورة أولمبيّة واحدة، الذي كان بحوزة لاعب الجمباز الروسي ألكسندر دتياتين.

ثمّ دخل فيلبس أولمبياد بكين 2008 مرشّحاً فوق العادة لتكرار إنجازاته… لم يكتفِ بذلك وحسب، بل أراد صناعة التاريخ من خلال حصد ثماني ذهبيّات محطّماً الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة السبّاح الأميركي مارك سبيتز صاحب السبع ذهبيات في أولمبياد ميونيخ عام 1972! الحصيلة ثماني ذهبيات في ثمان سباقات! مايكل فيلبس باتَ ملك السباحة ورمز الألعاب الأولمبيّة!

تبقّى له رقم أولمبي واحد لكي يحطّمه في أولمبياد لندن 2012، وهو عدد الميداليات. فالرقم القياسي كان بحوزة لاعبة الجمباز السوفياتيّة لاريسا لاتينينا صاحبة الـ18 ميداليّة أولمبية، أي أنّه كان عليه الظفر بثلاث ميداليات إضافيّة، وبالفعل كسب مايكل الرهان وأضاف ستّ ميداليات ليرفع رصيده الإجمالي إلى 22 ميداليّة أولمبية منها 18 ذهبية، مع العلم أنّ أحداً لم يستطع في تاريخ الألعاب الأولمبيّة أن يفوز بأكثر من تسع ذهبيات!

بعد دورة لندن، اتّخذ قرار الاعتزال، لكن خلال العام 2014، قرّر العودة عن قرار اعتزاله بشكل مفاجئ وأعلن أنّه سيشارك في ألعاب ريو دي جانيرو 2016، ليسدل الستار من بعدها نهائيّاً على مسيرته الرائعة.

مايكل فيلبس، قصّة نجاح وتحدّي، قصة عنوانها الذهب، قصّة أعظم أولمبيّ في التاريخ… فماذا سيفعل في البرازيل؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى