عشق الصباح

عشق الصباح

منذ طفولتي وأنا مسكون بعشق سورية الأبديّ. وأحلامي أنا و«عليا» «على قد حالها». ولم تزل كما هي وأنا على كتف الستين من الوجع والتعب ونزف الروح والانتظار والحبّ. كلّ رصيد أحلامي في بنوك الحياة.

إبريق ماء، سبع حبّات زيتون، سبع حبّات تمر، إبريق زيت زيتون، «دلّة» نحاسية كي أغلي الماء فيها، فناجين وقهوة وهال، حفنتان من الياسمين والحبق، كسرة من رغيف خبز التنّور بحجم الكفّ، كأس من خوابي أبي النواس «يا للدنان المعتّقات»، «كمشة تين يابس»، ولم أنسَ «الشنكليش»، لكنّه صار يا حسرة… صعب المنال!

محبرة وأقلام وأوراق، شرفة تطلّ على البحر، أولاد وأحفاد يركضون تحت ظلال شجيرات الليمون والبرتقال والرمّان في «الحاكورة» الصغيرة، آلة تسجيل قديمة، وأشرطة كاسيت لعبد الحليم وأمّ كلثوم وفيروز!

أيها المترفون بشهوات الدنيا، المتوحشون بالحقد، اللاهثون خلف الأنفس الأمّارة بالسوء، لماذا تربكون حياتنا وتربكون أحلامنا. المحبة سرّ الحياة… الله محبّة. خذوا كلّ شيء… واتركوا لنا الوطن والحبّ. نحن عشاق الحياة!

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى