برّي يعوّل على التقارب السعودي – الإيراني: أردوغان وأوغلو يعيشان هاجس السلطنة
لا يزال رئيس المجلس النيابي نبيه بري على «إيمانه» بأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية تستطيعان القيام بدور مهم في إطفاء فتيل الفتنة السنّية – الشيعية في المنطقة، وهو الذي حض في السابق عدداً من الدول العربية على مواصلة السعي لبناء الجسور بين إيران والسعودية لتشجيع التقارب بين البلدين.
لم تمرّ زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان السعودية، حيث التقى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل مرور الكرام عند الأفرقاء السياسيين، لما لها من انعكاسات على الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان.
وأكد الرئيس بري أمس في لقاء الأربعاء النيابي أنه يعوّل على اللقاء السعودي الإيراني لمواجهة الأخطار المحدقة في المنطقة، آملاً في أن تتوافر الظروف أكثر لمواجهة خطر الإرهاب المتمثل بـ«داعش» و«النصرة». واعتبر ان فتح باب التقارب السعودي الايراني يمثل عنصراً مهمّاً في بلورة هذه الظروف وتحسينها، واصفاً التقارب بـ«تباشير الخير» لما له من انعكاسات إيجابية على لبنان، لا سيما في ما يخصّ استحقاق رئاسة الجمهورية.
ولمّا كانت بعض الدول الإقليمية تدعم وتموّل الإرهاب في المنطقة لا سيما تركيا وقطر، اعتبر رئيس المجلس النيابي انّ تركيا لا تزال تسير بعكس التيار، فالانتخابات الرئاسية التي أتت برئيس الحكومة السابق رجب طيب أردوغان رئيساً للجمهورية، ثمّ تعيين أحمد داوود اوغلو رئيساً للحكومة لم تعدّل في الموقف التركي، فأردوغان وأوغلو لا يزالان يعيشان في هاجس السلطنة العثمانية.
كذلك تركز الحديث بين برّي ونواب لقاء الأربعاء حول الوضع الأمني وخطورة نشاط المجموعات الإرهابية، فأشار رئيس المجلس إلى أنه استدعى أول أمس سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وطلب منهم دعم الجيش اللبناني في معركته ضدّ الإرهاب الذي لا يطاول لبنان وحده بل المنطقة كلها، وتخطي بعض الأمور الروتينية والمسارعة في توفير السلاح للجيش، مشيراً إلى أنه تلقى وعوداً من السفراء بالتجاوب مع هذا الطلب ورفعه إلى دولهم.
وتحدث بري عن العرض الإيراني غير المشروط لتسليح الجيش اللبناني، سائلاً: لماذا لا تلجأ الحكومة الى قبول هذا العرض، فجيشنا اليوم هو بأمسّ الحاجة الى السلاح في مواجهته المجموعات والتنظيمات الإرهابية.
سلام: البلد يدفع ثمن الشغور الرئاسي
لم تقتصر لقاءات بري على نواب فريق 8 آذار، فجدول نشاطاته كان حافلاً سياسياً وأمنياً. إذ استقبل رئيس الحكومة تمام سلام الذي أعلن «أنّ أكبر أزمة نواجهها هي الأزمة المتمثلة بعجز القوى السياسية عن التوصّل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، داعياً الى «استمرار المساعي لانتخاب رئيس لأنّ الوقت يمرّ والبلد هو الذي يدفع ثمن الشغور في موقع الرئاسة».
وخصصت الحصة الأكبر من اللقاء للجانب الأمني، حيث شدّد سلام على ضرورة «أن يسود الحسّ الوطني في خطابات السياسيّين المملوءة بالتشنّجات والمزايدات والتوترات والتي لا تساعدنا في مواجهة الخطر الأمني الكبير والداهم الذي يواجه المنطقة كلها».
وأكد سلام «أنّ موضوع أسرى الجيش يتطلب عناية كبيرة»، مشيراً الى «أن أيّ كلام عن تفاصيل هذه القضية يمكن أن يعرقل مسارها». وقال: «التقيت أهالي العسكريين ونقلت اليهم أنّ هذا الموضوع لا يُحلّ بكبسة زر بل يتطلب عناية كبيرة»، معتبراً أنّ «التنافس السياسي والإعلامي يعرّض الأسرى لمزيد من الخطر، وخصوصاً الكلام عن تبادل او عدم تبادل. علينا ان نكون مسؤولين، وحتى أنّ الأهالي ليست لديهم تصريحات مزايدة في هذه القضايا لأنّ أرواح أبنائهم في خطر». وقال: «القضية لن تنتهي لا اليوم ولا غداً، فهناك معركة طويلة مع أناس لا دين لهم ولا قضية ولا معالم إنسانية»، مضيفاً: «من المعيب أن نخاطر بالعسكريين من أجل معلومة «بالزايد» ومعلومة «بالناقص». وشدّد على أنّ الحكومة تتحمّل مسؤولياتها كاملة، وعلينا ان نوظف اتصالاتنا من أجل حماية العسكريين الذين دافعوا عن لبنان وليس عن فئة أو حزب أو طائفة». وأضاف: «الأسرى هم أبناؤنا وأغلى شيء لدينا، لأنّ العسكريين المحتجزين الى جانب آخرين استشهدوا لا ينتمون إلى هذه الفئة او تلك، هم ينتمون الى لبنان، ووضعوا أرواحهم على أكفّهم لمواجهة الإرهاب الشرس».
وأعلن سلام: «أنّ الحكومة تقوم بحلّ قضية ملف النازحين، لا سيما في ما يتعلق بانعكاساته على الوضع الأمني»، وقال: «اذا لم يكن لدينا الكثير من الدقة والعناية، فإننا نفرّط بمسؤولياتنا».
وفي عين التينة أيضاً عرض الرئيس بري مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، في حضور وزير المال علي حسن خليل والمستشار أحمد بعلبكي، الأوضاع والتطورات الأمنية في البلاد، وموضوع دعم وتسليح الجيش اللبناني وتعزيزه.