النمسا تُهدد بإبطاء محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
أعلن وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس أنّ فيينا ستعارض فتح فصول جديدة من مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، بسبب حملة القمع الكبيرة القائمة في تركيا.
وقال الوزير النمساوي، أمس، في حديثٍ لإحدى الصحف «لدي رأيي في مجلس أوروبا لوزراء الخارجية، حيث يتخذ القرار حول فتح فصل جديد مع تركيا. إني أعارض ذلك»… «يجب اتخاذ القرارات بالإجماع في المجلس»، و أضاف أنّ «تركيا لن تفي بمعايير السماح للأتراك بالدخول بدون تأشيرة. ومتطلبات محادثات الانضمام لم تتحقق.»
موقف كورتس دعمه المستشار الاشتراكي-الديموقراطي كريستيان كرن الذي سيسعى «لإقناع رؤساء الدول والحكومات بضرورة وقف مفاوضات انضمام تركيا» خلال القمة الأوروبية في 16 أيلول، داعياً الاتحاد لوقف مفاوضات انضمام تركيا لكن دون أن يلوّح علناً باستخدام بلاده للفيتو.
بدوره، قال وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير، إنّ محادثات انضمام تركيا «تكاد تكون متوقفة» لكنه رفض دعوات لوقفها تماماً قائلاً إنّ الاتحاد يتعين عليه التفكير على نطاق أوسع في كيفية تحديد علاقاته مع أنقرة.
من جهته، حذّر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من المخاطر العالية لانهيار الاتفاق، وقال إنّ وقف المفاوضات «خطأ فادح في السياسة الخارجية».
جاء ذلك في وقتٍ، قال الأمين العام للمجلس الأوروبي ثوربيورن ياغلاند، إنّ الإجراءات التي اتخذتها تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة وحملة القمع ضد المسؤولين العسكريين والمدنيين المشتبه في علاقتهم بمحاولة الانقلاب الأخيرة مؤسفة لكنها ضرورية.
ياغلاند أضاف خلال مؤتمر صحفي جمعه مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو «بالطبع أنا أعترف بأنه من الضروري التحرك ضد أولئك الذين نظموا هذا الانقلاب وضد شبكة المتآمرين السريّة».
و تأتي تصريحات ياغلاند متناقضة تماماً مع تلك الصادرة عن قادة الاتحاد الأوروبي الذين أدانوا محاولة الانقلاب، لكنهم أعربوا عن تشككهم حول الإجراءات الحكومية في أعقابه.
الأمين الأوروبي أشار إلى أنّ «أوروبا كان لديها نقص في المعلومات حول التحديات التي تواجهها الديمقراطية في تركيا، أما نحن فقد عرفنا عنها منذ فترة طويلة، وبالتالي نتفهم ما تمّ لاستعادة النظام بعد محاولة الانقلاب».
في غضونِ ذلك، نظّم حوالي 3 ملايين تركي أمس وسط اسطنبول، تجمعات بدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان، في خِتام 3 أسابيع من التعبئة الشعبية من أجل «الديمقراطية» بعد الانقلاب.
ويفترض أن تشكل هذه التظاهرة خاتمة التظاهرات اليومية منذ الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا منتصف الشهر الماضي، و اتهم على إثره الداعية فتح الله غولن بتدبيره وتطالب واشنطن بتسليمه.