بطاركة الشرق: لاستئصال التنظيمات الإرهابية وتجريم الاعتداء على المسيحيين
دعا بطاركة الشرق إلى استئصال التنظيمات الإرهابية، وتجريم الاعتداء على المسحيين وممتلكاتهم. واعتبروا أنّ على دول الشرق الأوسط أن تعمل على فصل الدين عن الدولة وقيام الدولة المدنية، لكي تنعم بسلام عادل وشامل ودائم. وناشد البطاركة «الكتل السياسية اللبنانية فصل انتخاب رئيس الجمهورية عن مسار الصراعات الإقليمية والدولية، والإسراع في التفاهم على انتخاب رئيس جديد».
ورأى البطاركة في بيان بعد اجتماعهم في بكركي أمس، للبحث في أوضاع المسيحيين في المنطقة إضافة إلى الاستحقاق الرئاسي، أنّ «الاعتداء على المسيحيين في العالم اليوم يأخذ منحى خطيراً يهدد الوجود المسيحي في الكثير من الدول لا سيما في العالم العربي، وفي شكل أخصّ في مصر وسورية والعراق. حيث يتعرض المسيحيون في هذه البلدان إلى اعتداءات وجرائم بشعة تحملهم على الهجرة القسرية من أوطانهم».
وأكد أنّ «الكارثة الإنسانية التي حلت بمسيحيي العراق والإيزيديين وسواهم من الذين هجروا من بيوتهم وممتلكاتهم، تقتضي من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع حكومة العراق المركزية وحكومة إقليم كردستان، العمل العاجل والفعال لتحرير بلدات سهل نينوى، وتسهيل عودة النازحين إلى بلداتهم وتوفير أمن هذه البلدات مع ضمانات دولية ومحلية من حكومتي بغداد وإقليم كردستان، للحؤول دون تهجيرهم».
وأضاف البيان: «لا يمكن أن تستمر الدول وبخاصة العربية والإسلامية صامتة ومن دون حراك بوجه «الدولة الإسلامية – داعش» ومثيلاتها من التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تتسبب بإساءة كبيرة لصورة الإسلام في العالم»، داعياً إياها «إلى إصدار فتوى دينية جامعة تحرم تكفير الآخر إلى أي دين أو مذهب أو معتقد انتمى، وإلى تجريم الاعتداء على المسيحيين وممتلكاتهم وكنائسهم في تشريعاتها الوطنية … وتحريك المجتمع الدولي والهيئات لاستئصال هذه الحركات الإرهابية بجميع الوسائل التي يتيحها القانون الدولي».
وإذ شدّد البطاركة على أنه «رغم كل شيء، يبقى المسيحيون متمسكين بأرضهم، بوطنيتهم، بحريتهم كمواطنين أصليين في بلدانهم»، رأوا أنّ الحلول «تقتضي معالجة الأسباب التي أنتجت مآسي بلدان الشرق الأوسط».
وتابع البيان: «لكي تتمكن دول الشرق الأوسط من أن تنعم بسلام عادل وشامل ودائم، ينبغي عليها، بموآزرة الأسرة الدولية، إذا شاءت هذا السلام، أن تعمل على فصل الدين عن الدولة وقيام الدولة المدنية. وعندئذ فقط لا يعود الدين يستولي على السياسة، ولا السلطة السياسية توظف الدين وتضعه في خدمة مصالحها، ولا المنظومة الفقهية الدينية تسيطر على مقتضيات الحداثة».
سورية
وفي الشأن السوري، أكد المجتمعون «أنّ النزيف السوري منذ ثلاث سنوات ونصف السنة لهو جدير أن يعالج بروح الحوار والحل السياسي السلمي، وهذا ما نُودِي به منذ بدء الأزمة في سورية»، داعياً المجتمع الدولي إلى النظر «بعين الحق إلى ما يجري في هذا البلد من إرهاب وتكفير وتمدّد لتياراتٍ أصولية».
واعتبر البطاركة أنّ ملف مطراني حلب المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي يبقى «صورة قاتمة لما يجري، وصورة عن عدم مبالاة العالم والمجتمع الدولي الذي يتناسى بصمت مريب خطفهما».
ووجه المجتمعون نداء إلى الكتل السياسية ونواب الأمة في لبنان «لفصل انتخاب رئيس للجمهورية عن مسار الأوضاع والصراعات الإقليمية والدولية التي لم ترتسم أفقها بعد، والإسراع إلى التشاور الجدي والتفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع ما يمكن». وأكدوا أنّ «انتخاب الرئيس واجب قبل اتخاذ أي قرار بشأن استحقاق المجلس النيابي».
وشارك في الاجتماع، إضافة الى البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي بطاركة: الأرمن الكاثوليك فرنسيس بيدروس التاسع عشر، السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، الكلدان روفائيل ساكو، السريان الأرثوذكس مار افرام الثاني، الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ورئيس الطائفة الإنجيلية القس سليم صهيوني وممثل عن كنيسة الروم الأرثوذكس.
ولاحقاً، انضم إلى الاجتماع: السفير البابوي المونسنيور غابرييلي كاتشا، سفراء روسيا الكسندر زاسبيكين، الولايات المتحدة ديفيد هِلْ، بريطانيا توم فليتشر، الممثل الشخصي للأمين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي والقائمان بأعمال سفارتي فرنسا جيروم كوشار والصين هان جينغ.
الراعي
وكان الراعي أكد أمام سفراء الدول الكبرى خلال الاجتماع إليهم في بكركي، أن ليس لديه أي مرشح معين لرئاسة الجمهورية وهو لا يزكي أحداً ولا يقصي أحداً، «وهذا من منطلق احترامي للديموقراطية وللمجلس النيابي والنواب». وأوضح أنّ «كل ما يقال من كلام عن أسماء تطرحها بكركي، وما يشاع في هذا الموضوع هو غير صحيح». ودعا: «النواب إلى الدخول إلى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس انطلاقاً ممن يعتبرونه الأقوى».
على صعيد آخر، يغادر الراعي صباح اليوم إلى الفاتيكان لإطلاع كبار المسؤولين على نتائج جولته برفقة البطاركة على المسيحيين النازحين في العراق.
ونقل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عن الراعي «ضرورة انتخاب رئيس جديد لإنقاذ الوطن»، مؤكداً قلق الراعي على مسيحيي لبنان.