لحّام: سنبقى إلى جانب البلدة وندعم صمودها

أُقيم ظهر أمس في كنيسة مار الياس في القاع، قدّاس وجنّاز لمناسبة ذكرى أربعين شهداء التفجيرات الإرهابيّة التي استهدفت البلدة، ترأّسه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريّة وأورشليم للروم الملكيّين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام، في حضور ممثّل رئيسيّ مجلسيّ النوّاب نبيه برّي والوزراء تمام سلام النائب مروان فارس، ممثّل وزير السياحة ميشال فرعون العميد المتقاعد شارل عطا، النائب إميل رحمة، ممثّلين عن قيادة الجيش والأجهزة الأمنيّة، فاعليّات اجتماعية، سياسية، دينيّة وبلديّة وحشد من أهالي القاع وقرى وبلدات البقاع الشمالي.

بعد استقبال حافل أمام الكنيسة بمشاركة فرق من الكشاف والموسيقى، أُقيم القدّاس بمشاركة ممثّل بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي اغناطيوس يوسف الثالث يونان المطران يوحنا بطاع، راعي أبرشيّة طرابلس وتوابعها للروم الملكيّين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، وحشد من رجال الدين والكهنة.

وألقى لحام عِظة، توجّه فيها إلى الحضور بالقول: «إنّ ما حدث في القاع صبيحة يوم السابع والعشرين من حزيران الماضي 2016 هزّ مشاعرنا جميعاً وشعرنا أنّنا كلّنا أبناء القاع، والسلطات اللبنانيّة على اختلاف درجاتها ومقاماتها تسابقت لتعبِّر عن تضامنها مع مأساة أبناء هذه البلدة الحبيبة. فأشكركم جميعا أنتم الذين تمثّلون لبنان بسلطاته المختلفة، باسم كنيسة الروم الكاثوليك والشهداء والجرحى كلّهم من أبنائها، وباسم أبناء وبنات القاع وباسم لبنان، لأنّ مأساة ومجزرة القاع أظهرت عمق محبّة اللبنانيّين ولهفتهم وصدق مشاعرهم».

وتابع: «أنّ ما حدث في القاع، وما حدث ويحدث في عواصم ومدن العالم، وما يحدث وحدث في سورية والعراق وسواهما من البلدان العربية، وما حدث ويحدث في فلسطين على مدى 68 عاماً، يعبِّر عنه بولس الرسول قائلاً: «إنّ سر الإثم يعمل في العالم». إنّ هذه الجرائم التي تغمر البشرية كسيل عارم سببها الخطيئة، سببها البعاد عن الله الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله. ونسي وتناسى الإنسان أنّ أخاه الإنسان هو صورة الله تعالى».

وخاطب أبناء القاع، مؤكّداً لهم «أنّ الكنيسة إلى جانبكم معنويّاً وروحيّاً، سيادة أخينا المطران الياس رحال راعيكم، راعينا الموقّر، وأخي وابني الحبيب الغيور الأب إليان نصر الله، وأنا سأبقى إلى جانبكم لكي أدعم صمودكم وأقول لكم: إنّني أحبكم، والمحبة لا تسقط أبداً».

وألقى رئيس بلديّة القاع بشير مطر، كلمة قال فيها: «حماية أرضنا واجب علينا كبقاعيّين وكبلديّة، وسنقوم بهذا الواجب مهما كلّف الأمر ومهما كبرت التضحيات، ومن يعتدي على حقوقنا ليس صديقنا، والنازح السوري أو غيره الذي يعتدي على أمننا ويهدّد وجودنا ويقتلنا هو عدونا، وباقي السوريّين نحن مع الدولة ندافع عنهم ونحميهم ونرعاهم إلى حين عودتهم إلى بلادهم».

أضاف: «حقّنا أن نعرف أين أصبح التحقيق وما هي هويّة الانتحاريّين ومن أين أتوا، ومن أرسلهم ومن ساعدهم، وهل هناك لبنانيّون بينهم؟ وحقنا أن نطلب من الدولة ونعتب عليها: لماذا حتى الآن لم تحوّل هذه الجريمة على المجلس العدلي، ألأنّه ليس هناك سياسيّون مستهدفون؟ وحقنا أن نطلب وأن تنفَّذ مطالبنا، وفي أسرع وقت: تحويل منطقة المشاريع إلى منطقة عسكريّة وتعزيز انتشار الجيش وإنشاء ثكنة عسكريّة فيها، وإعادة النظر بكل وضعها، ووضع خطّة محكمة لعودتها تحت سلطة القانون والنظام والدولة، ومنع تحويلها إلى بؤر مصدّرة للإرهاب والارهابيّين».

وشكر «كل من واسانا وساعدنا معنويّاً وماديّاً»، متمنّياً الشفاء العاجل للجرحى.

وكان أُقيم مساء أول من أمس احتفال إزاحة الستار عن نصب تذكاري لشهداء القاع، في ساحة مار الياس وسط البلدة، عبارة عن نصب تخليدي عليه صور الشهداء الخمسة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى