قبلان: لسنا مع الجامع والكنيسة إن تحوّلا إلى منبر يفتك بالوطن

رأى المُفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أنّ «التعدّد الديني يعني تعدّد المنتمين إلى الله سبحانه وتعالى وإن اختلفت عقولهم الدينيّة وانتماءاتهم المذهبيّة، والدين بما هو محبة وصفح وعدل وإحسان ومشروع إنسان ودعوة للأخلاق والخير، هو عكس مباشر للعدوان والفساد والظلم والاستبداد، بما في ذلك الفساد السياسي، والتلطّي وراء الهويّة الدينيّة والانتماء الطائفي. لأنّ الدين عندئذ يتحوّل إلى متراس والطائفيّة إلى خنجر، وليس في دين الله رغم اختلاف الأديان والطوائف، أنّ الدين خصم للإنسان مهما كان دينه أو مهما كان تنوّع انتمائه في عالم الدول والأوطان».

وقال في تصريح أمس: «نحن مع الإنسان كقيمة مقدّسة للوطن، ولسنا مع السياسة كخندق يجزّىء الإنسان، ونحن مع الكنيسة كمشروع إلفة، ومع المسجد كميدان رحمة، ولسنا مع الجامع والكنيسة إن تحوّل الجامع والكنيسة إلى منبر سياسيّ يفتك بالوطن. وإنّنا مع كلّ صلح يكون فوق السياسة، وضدّ كل صلح يكون جزءاً من أرباح السياسة، لأنّه يحوِّل الإنسان سلعة تافهة في عالم الصفقات السياسيّة، ويسلب من الإنسان حقيقة أنّه أساس مشروع الله في الدول والأوطان».

أضاف: «إنّنا ضدّ العنف وتفجير الدول من الداخل، بل نحن مع الربيع المثمر ولسنا مع ربيع الدم وخراب الأوطان، نحن مع العرب ضدّ الصهيونية، ولسنا مع العرب الذين يلتحفون بلحاف «إسرائيل». إنّنا مع سورية عادلة مقاومة مستقرة، إنّنا مع يمن سعيد ومع عراق يعكس هويّة الأديان والمذاهب، إنّنا مع مصر الرائدة في قضايا القدس وفلسطين، ولسنا مع حروب تمّ تلزيمها، ولسنا مع معارك تُباع وتشترى بدماء المظلومين والبائسين والمشرّدين، إنّنا مع العرب إذا عادوا للعرب، ومع إيران إذا انتصرت لقضايا العرب، إنّنا مع السعودية ضدّ «تل أبيب» وليس ضدّ صنعاء، مع لبنان المقاوم في وجه التكفير والصهيونية، مع الجيش الذي صان وحدة لبنان، وبدّد كل شكوك حول لعبة الأوطان. إنّنا مع الكنيسة حين تكون محبة، ومع الجامع حين يكون رحمة، مع كل صلح يبني وطناً ويحول دون خراب الوطن، إنّنا مع المسيحي حين يتألّم لوجع المسلم، مع خلوة القوى السياسيّة حين تفتّش عن وطن، وليس عن قوى تنهش وحدة لبنان، مع رئاسة الجمهوريّة حين تكون ضمانة شعب، وليست صفقة لتقاسم السلطة والسلطان».

وختم: «إنّنا مع الدرزيّ والسنّيّ والمسيحيّ والشيعيّ والعلويّ حين يصرّون على الشراكة المصيريّة لهذا اللبنان، إنّنا مع لبنان حين يكون وطن المحبة وجامع الإلفة في عالم الدين والإنسان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى