درويش: كونوا جسر سلام ومحبة وانفتاح
افتتح «نادي الشرق لحوار الحضارات» مؤتمر الشبيبة الدولي للسلام برعاية وزارة الشباب والرياضة، وبالتعاون مع وزارة الإعلام والجامعة اللبنانيّة وبلدية الدكوانة، في قاعة المؤتمرات في الجامعة اللبنانية.
حضر الاحتفال وزير الإعلام رمزي جريج ممثّلاً رئيسي مجلس النوّاب نبيه برّي والحكومة تمّام سلام، ممثّل رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أدي معلوف، ممثّل وزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي مدير مصلحة الشباب جوزيف سعدالله، وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل ممثَّلاً بإبراهيم الملاح، وزير العمل سجعان قزي ممثَّلاً بتوماس واكيم، وزير البيئة محمد المشنوق ممثَّلاً بلينا يموت، سفيرا مصر الدكتور محمد بدرالدين زايد، واليمن أحمد الديلمي، ممثّل النائب سامي الجميّل الدكتور جورج قزي، نقيب المحرّرين الياس عون، مديرة «الوكالة الوطنيّة للإعلام» لور سليمان صعب، المستشار الإعلامي لوزير الإعلام أندريه قصاص، الرئيس الفخري لنادي الشرق المطران عصام يوحنا درويش، رئيس نادي الشرق إيلي سرغاني، ممثّلون لسفارة الاتحاد الأوروبي، رئيس بلديّة الدكوانة أنطوان شختورة ورؤساء بلديّات وشخصيات.
وألقى كلمة رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين ممثّله جان داود، وممّا قال: «لقد أثبتت الجامعة اللبنانيّة أنّها ناهضة بالوطن، فهناك أكثر من 300 ألف خرّيج منها يحتلّون مواقع متقدّمة، أكان في إدارة الأعمال أم في الدبلوماسية أم الطب على مستوى العالم»، مشيراً إلى «ضرورة معالجة ملف الفساد لأنّه ينال من التشريع، وهذا أمر يخيف أكثر من سواه. إنّ جامعتنا والمؤسّسات التربويّة مدعوّة إلى وقفة تخدم مستقبل الشباب، وأنتم أيها الشباب مدعوّون إلى مزيد من النقاء لمحاربة الفساد».
وألقى كلمة «نادي الشرق» المطران درويش، وممّا قال: «أتيتم من بلاد بعيدة ومن ثقافات متعدّدة وتتكلّمون لغات مختلفة، تجمعكم معاناة مشتركة من التطرّف والإرهاب والحروب، فأنتم تتوقون إلى أن تعيشوا في عالم خالٍ من الحقد، في عالم تسوده الأخوّة والمحبة والسلام. نحضّكم على الصداقة وعلى أن يكون كل واحد منكم جسر محبة وجسر لقاء. هذه هي إحدى المهمّات الملقاة على عاتقكم، أن تساهموا مع أصدقائكم في صنع حضارة السلام».
وأضاف: «أنا أعلم أنّكم كشبيبة، لا تفكّرون براحتكم، فكل واحد منكم يسعى ويعمل جاهداً ليترك أثراً إيجابيّاً في حياته، ومن المؤسف جداً ألّا تفعلوا ذلك. وأهم أثر يمكن أن تتركوه هو سعيكم بصدق لتبنوا عالماً خالياً من التطرّف الدينيّ، لذلك أحضّكم أن تعودوا إلى القيم الدينيّة الصحيحة المبنيّة على المحبة والانفتاح وقبول الآخر. كما يمكنكم أن تحوّلوا بإرادتكم ووعيكم ما هو سلبي إلى ما هو إيجابي، وأن تحوّلوا الحقد إلى حبّ والكراهية إلى فرح، وتهدموا حيطان العداوة الموجود حولنا. وهذا لن يحصل إلّا بإيمان عميق بأنّ الله أراد لنا الحياة وأرادها بوفرة».
وكانت وقفة موسيقيّة لأوركسترا قوى الأمن الداخلي بقيادة العقيد زياد مراد، وغناء الفنان شادي عيدموني والسيدة كارول عون.
وتحدّث السفير المصري، وممّا قاله: «أعرف منذ سنوات رئيس نادي الشرق السيد إيلي سرغاني، وقد شكّلت اللقاءات الشبابية العربية سابقاً في الستينات والسبعينات، وأقول هذا للصديق إيلي، لما لهذه اللقاءات من أهمية كبرى، ولا سيّما أنّها كانت جسراً مهمّاً في بناء منظومة العمل العربي المشترك. وأظنّ أنّها تراجعت اليوم مثل بقيّة عناصر هذه المنظومة. ويجب أن يعرف الشباب العربي أنّ استعادة هذه المنظومة ليست عملاً عاطفيّاً مبنيّاً على وحدة الثقافة واللغة، وإنّما حاجة استراتيجيّة تفرضها المصالح العربيّة السياسيّة والاقتصادية، وأنّ أيّ تباعد عربي يهدِّد بانتصار أفكار التقسيم وإعادة رسم خريطة المنطقة على أُسُس طائفيّة ضيّقة لا تتناسب مع الحقائق الديموغرافيّة والحضاريّة التي يمكن بناؤها».
وألقى السفير ميشال سرغاني كلمة، قال فيها: «يشارك في هذا المؤتمر اليوم أكثر من ثلاثين دولة، وهذا أمر هام للشباب لأنّهم سيتعرّفون إلى قِيَم وأخلاق وعادات بلدان مختلفة، خصوصاً أنّهم يشكّلون عنصر الشبيبة المستقبليّة في العالم».
وتلاه النقيب عون، الذي قال: «الشبيبة التي تنشد السلام تعقد مؤتمرها الدولي في لبنان، الوطن الذي صدّر الحِرف إلى العالم، وهو بلد انفتاح وثقافة وتفاعل حضارات. وسيظل يرفع هذا الشعار فوق أرضه المضيافة، وفوق كل أرضٍ ألقى فيها أبناؤه عصا الترحال. وشبيبته التوّاقة إلى السلام تتفاعل مع الحوار الذي يدعم الحضارات، وكون لبنان مهد الحضارات، فإنّ شبيبتنا مدعوّة دوماً إلى التجذّر في أرض الحضارات».
ثمّ ألقى شختورة كلمة، ممّا جاء فيها: «نجتمع في لبنان، البقعة الصغيرة في العالم والكبيرة في وجودها وتاريخها وشعبها، ونجتمع اليوم من كل العالم لنؤكّد أنّ اختلافنا لا يعني خلافنا، وأنّنا نسعى لنشر الإنسانية وعيشها وأنّ الحوار هو مصيرنا. شرف لي أن أشارككم هذا المؤتمر للإضاءة على مشاكل الشباب والعقبات التي يواجهها في العالم وطرق توجيهه وتجنيب إقحامه في موجات التكفير والتطرّف، طالباً من الله أن يؤتي هذا المؤتمر نتائجه».
وتحدّث رئيس اتحاد أندية الصحافة الفرنسية والفرنكوفونية جان مارك كانوفا، وممّا قاله: «نلتقي اليوم في مؤتمر الشباب هذا للتحدّث عن السلام، ونحن كإعلاميّين عملنا يقتضي بالبحث عن السلام ومحاربة الإرهاب في ظل الأحداث التي تطال كل منطقة في العالم، حيث يتعرّض كل فرد منّا لأعمال تهدّد حياته. وأتمنى في هذا الإطار أن تؤدّي نتائج هذا المؤتمر لجهة التعاون الاجتماعي بما يختص بحقوق الشباب والعمل على توجيههم وحمايتهم».
وتحدّث هنري لوهانس، وقال: «أطلب منكم أيها الشباب اليوم أن تبقوا فخورين ومعتزّين بشبابكم، لأنّكم الأساس والجسر الذي يدفعنا إلى السلام، وليس عليكم أن تخافوا، بل يجب أن تنغمسوا في عملكم بكل نجاح وثقة لتصلوا إلى ما تهدفون إليه».
واختُتم اللقاء بالتقاط الصور التذكاريّة، وبغداء في الجامعة اللبنانية في الحدت.
والتقى المطران درويش وفداً من الشبيبة في كنيسة سيدة النجاة في زحلة.