لافروف: لن تفلت النصرة من العقاب… وبوغدانوف لنظيره التركي: سورية الأصل أردوغان وبوتين وعلى الطاولة مشروع تفاهم حول سورية وسط قرع طبول الحرب
كتب المحرّر السياسي
على خلفية الحشود والمواقف المتقابلة في جبهات حلب عن حرب حاسمة، وما فيها من وعود متباينة، سيختبر الرئيسان الروسي والتركي اليوم فرصة أن يكونا على تفاهم في كيفية التعامل مع هذه الحرب، وهما ينطلقان من الجبهتين المتقابلتين، كخندقين متقدمين في كلّ منهما، فروسيا تدرك أنّ تركيا هي القاعدة المركزية للحرب على سورية، وأنّ إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا كان تعبيراً عن هذا التخندق المتقابل في قلب هذه الحرب ولم يكن خطأ فردياً، كما تدرك أنها لم تضع شرط الاعتذار للتطبيع بهدف كسر المعنويات التركية، بل لرمزية الاعتذار في إعلان تغيير البوصلة السياسية، وربط التطبيع بالتموضع على خيارات سياسية تتيح استعادة العلاقات المبنية على المصالح. وفي حال عدم نضوج القرار الحاسم بصدد الحرب في سورية، فإنّ النيات والرغبات المنطلقة من محاولة الفصل بين العلاقات الاقتصادية والمشاريع السياسية في شأن على هذه الدرجة من الحيوية بالنسبة للحكومتين سيصبح عملاً عبثياً بلا جدوى سرعان ما ينهار، ولذلك ترى موسكو في رمزية الموقف التركي المستجيب بعد طول تأخير وتردّد ورهانات، قراراً ضمنياً بتبدّل جوهري في الموقف مما يجري في سورية، عبّرت عنه مواقف تركية قبل مشروع الانقلاب الفاشل في تركيا وبعده، عن أولوية جديدة لتركيا غير إسقاط الدولة ورئيسها في سورية، بل ضمان عدم قيام كيان كردي مناوئ على الحدود، وبعد التطورات التي حملتها التفجيرات في تركيا، مزيد من الحذر في الرهان على التنظيمات المسلحة الوافدة من رحم تنظيم القاعدة. وتقول مصادر روسية متابعة للعلاقة بتركيا، إنّ أردوغان يعرف جيداً أنّ القوة الحيوية في جبهة النصرة التي ترعاها تركيا ذات منشأ آتٍ من العمق الآسيوي، وأنها جزء من الأمن القومي لروسيا. وتضيف المصادر أنّ ما جرى في الأسابيع الأخيرة بعيداً عن الرهانات، التي يفترض أنّ اردوغان قد اختبرها كثيراً خلال خمس سنوات، يتركز على أمرين يتصلان بالأمن الروسي: الأول هو إسقاط المروحية الروسية ومقتل طاقمها على يد جماعة النصرة، والثاني اندماج الجيش التركستاني بجبهة النصرة في خطوط القتال في حلب. وما تنتظره موسكو من أردوغان هو موقف واضح وعملي من كيفية ترجمة الصداقة التي يتحدث عنها هذين اليومين كثيراً في التعبير عن التعاون مع روسيا في مواجهة المخاطر المحيطة بأمنها.
وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف صرّح في باكو بعد قمة إيرانية روسية آذرية، بأنّ جبهة النصرة لن تفلت من العقاب مهما غيّرت أسماءها، بينما التقى معاونه ميخائيل بوغدانوف بنظيره التركي أوميت يالتشين تمهيداً للقاء القمة الذي سيجمع بوتين وأردوغان.
في حلب حشود ومواقف متقابلة تنبئ بجولة وجولات ساخنة مقبلة، ستتقابل فيها القوى والمقدرات وتتكاسر الإرادات، حتى ينجلي الغبار مع نهاية آب ومطلع أيلول عن معادلة جديدة، تجزم قوى المقاومة، وفقاً لمصادر عسكرية في حلب، أن ما جرى خلال الشهرين الماضيين يؤكد أنها ستكون معادلة اليد العليا لمحور المقاومة، فهجمات جنوب غرب حلب، رغم ضراوتها وحجم الاعتداد الإعلامي بنتائجها من جانب جبهة النصرة ومشغليها، لا تستطيع إخفاء حقيقة أنّ الحصار الذي تحقق على الأحياء الخاضعة للجماعات التابعة للنصرة ما زال قائماً، وأنّ الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري تتلقى المواد التموينية والمحروقات ويتنقل منها وإليها المسافرون، ولا صحة لفرض حصار عليها، كما لا تستطيع إخفاء حقيقة نسبة واحد إلى عشرة في الخسائر البشرية للطرفين المتقابلين، بينما صارت النسبة واحداً إلى عشرين مع جولات القصف الجوي والبري الذي شهده أمس. وستختلّ النسبة أكثر قبل أن تكتشف هذه الجماعات وعلى رأسها جبهة النصرة عجزها عن توسيع نطاق سيطرتها، وصعوبة شنّ هجمات جديدة، وأنّ الهجوم المعاكس سيحمل مفاجآت تغيّر طبيعة ووجهة المعركة. وربما لا يكون على النقاط التي سقطت بيد المهاجمين، بل نحو إدلب أو سراقب أو معرة النعمان أو خان طومان، فيما يكسر ظهر المجموعات التي تمركزت جنوب حلب ويضعها تحت الحصار القاتل.
بانتظار ما سيجري في بطرسبورغ في قمة بوتين أردوغان، وما سيجري في حلب على مستوى الميدان، واصل لبنان انتظاراته المملة مع جلسات رئاسية في مجلس النواب لا تنتج رئيساً، ومع جلسات مرتقبة لحكومة تنعقد للمرة الرابعة وعلى جدول أعمالها ملف التخابر والإنترنت غير الشرعي، وتخشى البت بمصير مدير عام.
إرجاء الجلسة إلى أيلول
لم تعقد الجلسة 43 لانتخاب رئيس للجمهورية لعدم توافر النصاب ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري لإرجائها إلى السابع من أيلول المقبل، وكان لافتاً تدنّي نسبة حضور النواب عن الجلسات السابقة ما عكس أجواء خلوة طاولة الحوار الوطني التي لم تنجح في التوصل إلى حل لأزمة الرئاسة، وبالتالي سيكون مصير الجلسة الـ44 مرتبطاً أيضاً بنتائج جلسة الحوار في الخامس من أيلول.
وقالت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ «البناء» إن «الكتل النيابية ستقدّم في جلسة 5 أيلول ممثلين عنها في اللجنة التقنية لدراسة مقرّرات خلوة آب». وأوضحت أن «نتيجة جلسة أمس كانت متوقعة مسبقاً وبالتالي عدد الحضور ليس مهماً لمعرفة النواب المسبقة بأنه لن يحصل انتخاب، لذلك الموضوع سياسي متعلّق بموقف كتلة وليس بأفراد وعندما يتمّ التوافق على رئيس ستنزل الكتل بكامل أعضائها للانتخاب».
وعن احتمالات حصول اختراق ما في جلسة الحوار المقبلة رئاسياً، قالت المصادر: «يحاول الرئيس بري فتح الباب أمام اختراق بمكان معين، إن كان في الرئاسة أو في قانون الانتخاب، لكن الأمر رهن الاتصالات التي يُجريها بري مع الكتل النيابية من الآن حتى الجلسة، ومتوقفة على قدرة الأطراف على خلق اجتهادات وحلول داخلية، بما أن المبادرات الخارجية معطلة نتيجة الصراع في المنطقة، وبالتالي إن لم نصل إلى حل في أيلول، فإن الجمود والمراوحة سيكونان سيد الموقف»، مشيرة الى أن «بري لن يسرف في التفاؤل، ولكنه غير مشائم في الوقت عينه والتواصل مستمر مع الجميع ولدينا متسع من الوقت حتى أيلول وربما تحصل بعض المتغيرات تساعد في حل الأزمة».
لا نمانع الرئيس الوسطي
ونفت مصادر نيابية في تيار المستقبل لــ «البناء» حصول أي تصويت في الكتلة على ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، موضحة أن «كل نائب أبدى رأيه في الملف الرئاسي وكانت جلسة لتداول الأفكار وتقديم طروحات وجرى تقييم للمرشحين الأربعة ومناقشة خيار مرشح من خارج الأقطاب إذا حصل توافق عليه من كل الكتل النيابية، لكن لم تكن جلسة تصويت، ولا زلنا متمسكين بترشيح الوزير سليمان فرنجيه ولم يتغير شيء». وشددت على أن «المستقبل لا يمانع برئيس وسطي في حال تمّ التوافق عليه ولا فيتو على أحد من ضمنهم العماد عون شرط أن يحصل توافق عليه، والآن لا توافق على مرشح واحد والأمور مازالت معلقة».
ولن نقف في وجه التوافق المسيحي
ولفتت المصادر إلى أن «المستقبل يتخلّى عن ترشيح فرنجيه فقط في حالة حصول توافق بين مسيحيي 8 و14 آذار على مرشح ما، وحينها لن نقف في وجه هذا التوافق بمعزل عن اسم المرشح»، مشيرة إلى أن «التواصل مستمر بين المستقبل والتيار الوطني الحر على صعيد النواب بشأن الرئاسة، لكن لا اتفاق حتى الآن».
الأولوية للرئاسة
وعن رفض المستقبل السلة الكاملة التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري على طاولة الحوار، اعتبرت المصادر أن «السلة المتكاملة تحتاج الى وقت طويل لإنجازها ونرى في المرحلة الحالية أن الأولوية هي انتخاب الرئيس، ولاحقاً تبحث كل الأمور الأخرى»، مشددة على أن «المستقبل مع تطبيق اتفاق الطائف ويؤيد كل إصلاحات النظام تحت سقف هذا الاتفاق»، مرجحة أن «تسمّي كتلة المستقبل في اجتماعها الأسبوعي اليوم الرئيس فؤاد السنيورة أو النائب سمير الجسر ممثلاً عنها في اللجنة التقنية لبحث إنشاء مجلس الشيوخ وقانون انتخاب لاطائفي وانتخاب مجلس نيابي وطني».
جلسة حكومية الخميس
على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء الخميس جلسة عادية الخميس المقبل لن تكون التعيينات العسكرية أو الأمنية على جدول أعمالها، ومن المقرر أن يُستكمل خلالها البحث في ملف الاتصالات وهيئة أوجيرو. وفي غضون ذلك وجّه وزير الاتصالات بطرس حرب رسالة إلى رئيس الحكومة يطلب فيها إلى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل تزويد رئيس الحكومة أو الأمانة العامة لمجلس الوزراء نسخاً من الدعاوى الـ45 التي أفاد باسيل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة أنه تقدّم بها ضد المدير العام للوزارة عبد المنعم يوسف، ومن بينها دعوى تزوير مستند وارد من الشركة القبرصية CYTA، وذلك خلال تولي باسيل وزارة الاتصالات.
.. ولا جلسة للاتصالات
ولن تعقد لجنة الاتصالات النيابية جلسة اليوم، والتي أرجئت الى 29 من الشهر الحالي على أن تخصص جلسة الثلاثاء المقبل في 16 آب، للبحث في موضوع تعيين رئيس ومجلس إدارة وموازنة لتلفزيون لبنان وستسأل اللجنة وزير الإعلام عن تعيين مدير عام جديد من قبل قاضي الأمور المستجلة وليس في مجلس الوزراء وسيقدم الوزير دراسة متكاملة حول وضع مؤسسة تلفزيون لبنان». وأكدت مصادر في اللجنة لـ «البناء» أن «اللجنة تلقت وعوداً من القضاء في الجلسة الأخيرة بأنه سيقدّم المعطيات والأدلة الكاملة عن قضية الإنترنت غير الشرعي في الجلسة المقبلة»، لافتة الى أن «قضية مدير عام هيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف خرجت من مهمة اللجنة منذ طلب وزير الصحة وائل أبو فاعور خروج يوسف من الجلسة، وبالتالي باتت في عهدة القضاء الذي سيقرر إذا كان يوسف متورطاً أم لا وعلى أساسه ستتقرر إقالته من منصبه على أن تتابع اللجنة ملف التخابر والإنترنت غير الشرعي». وتابعت المصادر: «طلبت اللجنة من وزير المالية أن يقدم لها تقريراً مالياً عن الخسائر والهدر الذي لحق بخزينة الدولة جراء التخابر الدولي والإنترنت غير الشرعي وسيبحث هذا الأمر خلال الجلسة المقبلة». وعلقت المصادر على أجواء جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، متحدثة عن صراع سياسي داخل المجلس بين التيار الوطني الحر والوزير حرب وخلفيته الخلاف حول التوظيفات في شركتي ألفا وأم تي سي بشكل غير قانوني ومن خارج مجلس الخدمة المدنية، لافتة الى «التنافس الانتخابي بين باسيل وحرب في دائرة البترون». بينما دعت مصادر مستقبلية في حديثها لـ «البناء» الى «ترك ملف يوسف الى القضاء الجهة الوحيدة التي تقرّر إذا كان متورطاً أم لا وتيار السمتقبل لن يغطي أحداً في حال تورطه إن كان يوسف أو غيره».
نجل توفيق طه سلّم نفسه للجيش
يواصل الجيش اللبناني إنجازاته الأمنية، حيث تمكن أمس من توقيف الفلسطيني محمود د. في محيط مخيم عين الحلوة المتهم بارتباطه بـ «جند الشام» والمشاركة في القتال ضد الجيش اللبناني. كما سلم الفلسطيني محمد توفيق طه، نجل قائد كتائب عبدالله عزام توفيق طه، نفسه الى مخابرات الجيش عند الحاجز العسكري لمخيم عين الحلوة قرب مستشفى صيدا الحكومي.
وقالت مصادر في اللجنة الأمنية العليا في المخيم لـ «البناء» إن «محمد طه يواجه بعض القضايا القضائية وليس متهماً بأعمال إرهابية وسلّم نفسه بالتنسيق مع والده»، لكن المصادر استبعدت أن يحذو توفيق طه حذو نجله ويسلم نفسه للجيش، مؤكدة أنه «لا يزال في مخيم عين الحلوة ومتهم بجرائم إرهابية عدة»، موضحة أن «كتائب عبدالله عزام موجودة في المخيم منذ دخول الموقوف نعيم عباس الى المخيم ويتراوح عدد أعضائها 20 عنصراً يتواجدون في جامع النور لكن لا يشكلون خطراً على أمن المخيم»، مشددة على أن «قيادة الأمن الوطني الفلسطيني عززت من إجراءاتها الأمنية في الآونة الأخيرة وأجرت مناقلات وتعيينات في بعض المواقع الأمنية، والوضع جيد داخل المخيم».