جثةٌ هامدة
جثةٌ هامدة
أيقنتُ أنّك بدأت تجتاحني
وتجتاح كلّ جزءٍ من كياني
أشكرك سيدي أنك انتشلتني
جثةً هامدةً من بين الركام
بعد تدميرٍ عاصفٍ حلّ في وجداني
كاسراً النهدين والجُنحانِ
ها أنا وأنت أصبحنا غيمتين
تتلبّدان ثقلاً في كلّ زمانٍ ومكان
زنزانةُ الخوف تجتاحني
تطاردني بطوقها
فكيف لي أن أشنق رغبتي
بعدما أيقظها الطوفان
نَمْ يا فؤادي
قبل أن تصبح مرّة أخرى
قتيلاً بالأوهام
وها الشوق بدأ يأتينا سهاماً
مفتوكاً بصواعد العرش متنكراً للهيام
أيقنتُ تماماً أنك بدأت تجتاحني
من دون علمي وبلا استئذان
أُشعلت هياكلنا بدماءٍ قد أجفاها الحزن هياباً
أدعو أن يكون رماد الدخان تحوّل إلى بقايا
لا أعرف إن كنّا فيها أمواتاً أو أحياء
لم أعد أستطيع السكوت
وأنا أشعر بالرعشات عند كل لقاء
توسّعت الآفاق وازدادت صرختنا الأخيرة عناء
أوجاع في مفاصلنا تنزّ دماء
تشتهي لمسةً بشغفِ شفتيكَ
وعضّة بأسنانكَ تتركلُ عليها
فتاةً كنتُ نائمة فجنيت عليها
وأيقظتها… فلم يعد يستهويها النوم
حيث تنصرم الأشواق لوعةً للقياك
بطون الليل خاويةٌ
لا تسمع لها أنيناً
ليتني بقيت جثةً أنساها الزمان معنى النسيم والوديان
فكيف أنفي نفسي عنك خوفاً
من ظلال الليل لتجتاحنا غرائزنا؟
بدأت تجتاحني كياناً وهويةًً وجسداً عارماً
ظلالي تلاحقني وأخشى على نفسي من الضجر انهياراً
أيقظتني بعدما انتشلتني من ركام البشر
لتراشقني بالسلاحِ نفسه بالحجر
لا تقل لي وداعاًً وتتركني
فريسة الأوغاد والبشر!
لينا ماضي