بعد التقارب الروسي التركي… الجنون يفتك بواشنطن!

لم تَرُقْ أبداً لواشنطن الانعطافة التركية نحو الشمال الروسي، وحتّى قبل أن يجتمع بوتين بأردوغان، جُيّشت الصحافة الغربية ـ الأميركية والأوروبية الموالية للبيت الأبيض ـ لقصف هذا التقارب قبل أن تتمخّض عنه أيّ ارتباطات تربك واشنطن والناتو معاً.

وفي ما يخصّ التقارب الروسي ـ التركي الأخير، نقلت صحيفة «إيزفستيا» الروسية استناداً إلى مصادر في البرلمان الروسي، أنّ وفداً من الدبلوماسيين والعسكريين الروس طلب أثناء مباحثات مع نظرائهم الأتراك إغلاق الحدود التركية ـ السورية. وأكد نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي الدوما فيكتور فودولاتسكي قائلاً: طرحنا، بالطبع، مسألة متعلقة بإغلاق الحدود التركية ـ السورية لوقف تدفق الإرهابيين والأسلحة.

إلى ذلك، تطرّقت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إلى زيارة أردوغان إلى روسيا، مشيرة إلى الأهمية الجيوسياسية لهذه الزيارة. وقالت إنّ وسائل الإعلام العالمية تفاعلت مع هذا الحدث بسرعة مستنتجة أن هذا اللقاء هو رسالة من أردوغان إلى الغرب حتى أنها اشارت إلى احتمال خروج تركيا من الناتو.

وقد تحدّث مدير معهد الدراسات السياسية والاجتماعية لمنطقة البحر الأسود وبحر قزوين فيكتور نادين رايفسكي عن الأهمية الجيوسياسية الحقيقية لزيارة أردوغان إلى روسيا، وقال: تُظهر تركيا شكلاً من أشكال العناد، وتسعى لحماية مصالحها الوطنية. لذلك فهي في موقف صعب.

وفي تقرير لافت، أشارت نشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إلى أنّ إحدى الشخصيات الأميركية السياسية المؤثرة، المؤيّدة بحماسة لمرشحة الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، يدعو إلى قتل الروس في سورية. ففي مقابلة له مع قناة التلفزة الإخبارية «CBS» يوم الأربعاء الماضي حول الوضع في سورية، أدلى مايكل موريل، الذي كان يشغل في السابق منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «CIA»، بتصريح كان له وقع الصدمة في وزارة الخارجية الأميركية، التي سارعت إلى الإعلان عن عدم مشاطرتها موظف الخارجية السابق وجهة نظره. ودعت إلى الاسترشاد بالإيجازات الصحافية للوزارة.

وفي حين أن مكتب المرشحة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، التي يدعمها موريل في العلن، لم يُصدر أيّ تعليق في شأن تصريحاته. فإن بعض المحللين يعتقدون أن العسكري المتقاعد أعرب عما يدور في رأس هيلاري كلينتون، خصوصاً أن الشخصيتين كلينتون وموريل يعرفان جيداً بعضهما.

«إيزفستيا»: تركيا قد تغلق حدودها مع سورية بطلب من موسكو

طلب وفد من الدبلوماسيين والعسكريين الروس أثناء مباحثات مع نظرائهم الأتراك إغلاق الحدود التركية ـ السورية، حسبما نقلته صحيفة «إيزفستيا» الروسية استناداً إلى مصادر في البرلمان الروسي.

وأكد نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي الدوما فيكتور فودولاتسكي قائلاً: طرحنا، بالطبع، مسألة متعلقة بإغلاق الحدود التركية ـ السورية لوقف تدفق الإرهابيين والأسلحة.

وأكد البرلماني الروسي أن موسكو بدورها تستطيع أن تقدم للجانب التركي صوراً من أقمار صناعية تظهر فيها معابر لتهريب الأسلحة والمسلحين إلى سورية.

وذكرت الصحيفة أن تركيا تنزع إلى اجتياز المسائل المعلقة في الشأن السوري، وأنها قد تقبل المقترح الروسي، مضيفة أن أنقرة قد بدأت بدراسته.

وكانت وسائل إعلامية أفادت في وقت سابق بإنشاء آلية روسية تركية مشتركة تتضمن ممثلين عسكريين، وممثلين عن الاستخبارات وممثلين عن الهيئات الدبلوماسية، وذلك لبحث سبل الخروج من الأزمة السورية.

الجدير ذكره أن موسكو دعت مراراً إلى تأمين إغلاق الحدود التركية السورية من أجل وقف تهريب الأسلحة والمسلحين، وذلك تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، وتطبيع الوضع الأمني في سورية.

وكانت وسائل إعلامية قد أوردت في وقت سابق أن نحو مئة مسلّح أجنبي لا يزالون يدخلون سورية عبر الحدود مع تركيا أسبوعياً بهدف القتال في صفوف تنظيم «داعش».

«كومسومولسكايا برافدا»: هل ستخرج تركيا من الناتو وتنضمّ إلى روسيا

تطرّقت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إلى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، مشيرة إلى الأهمية الجيوسياسية لهذه الزيارة.

وجاء في المقال: التقى يوم 9 آب الجاري في سان بطرسبورغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وقد تفاعلت وسائل الإعلام العالمية مع هذا الحدث بسرعة مستنتجة أن هذا اللقاء هو رسالة من أردوغان إلى الغرب حتى أنها اشارت إلى احتمال خروج تركيا من الناتو.

وقد تحدّث مدير معهد الدراسات السياسية والاجتماعية لمنطقة البحر الأسود وبحر قزوين فيكتور نادين رايفسكي عن الأهمية الجيوسياسية الحقيقية لزيارة أردوغان إلى روسيا، وقال: تُظهر تركيا شكلاً من أشكال العناد، وتسعى لحماية مصالحها الوطنية. لذلك فهي في موقف صعب. أولاً، لأن أنقرة حالياً معزولة في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ثانياً، لأن تركيا معزولة إقليمياً. وتركيا تخوض في الوقت الحاضر عدة حروب «صامتة»: في العراق وفي شمال سورية وفي الداخل ضدّ الأكراد وهذه الحروب تحتاج إلى تمويل. لذلك، فالصداقة مع روسيا ضرورية لأردوغان، وبالطبع سيكون موقف الغرب منها سلبياً. ولكن، يجب أن نفهم أن كلّ ما يقال عن خروج تركيا من الناتو وانضمامها إلى «منظمة شنغهاي للتعاون» تضمّ روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان ليس أكثر من ابتزاز.

إن تركيا في الواقع لا تنوي الخروج من حلف شمال الأطلسي على رغم أن بعض الخبراء أسرعوا إلى اعتبار لقاء الرئيسين الروسي والتركي محاولة لتأسيس حلف مضاد للغرب. والأمر ليس كذلك لأن تركيا تبقى موقعاً مهماً للناتو في شرق البحر الأبيض المتوسط وأحد أهمّ حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، والعلاقات العدائية بين أردوغان وأوباما هي أمر بسيط. لأن رئيساً جديداً بعد الانتخابات الرئاسية سيتسلّم السلطة في الولايات المتحدة وتعود المياه إلى مجاريها الطبيعية.

كما أن تركيا لن تتخلّى عن محاولاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأنقرة لن تتخلّى عن مثل هذه المشروعات لأن كل ما هو مفيد يهمها.

أما بالنسبة إلى سورية، فقد جرى اجتماع مغلق في هذا الشأن عقب انتهاء المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيسان. ولكن، بما أنه لم تعلن نتائج هذا اللقاء، فهذا يعني أن هناك نقاطاً لا تزال عالقة ولم يتم التوصل إلى حلول وسطية في شأنها. ومع ذلك، سيكشف المستقبل ما جرى في هذا اللقاء، حيث لا يسمح الوضع حالياً بكشف كل شيء. هناك اختلافات كثيرة في المواقف إزاء الأزمة السورية. فأردوغان يقول إنه إلى الآن ليس واضحاً من هو إرهابي ومن هو غير ذلك. ولكن من جانب آخر يجب الانتباه إلى آخر تصريحات الإرهابيين حول عدم تمكنهم من الدخول إلى سورية عبر الحدود التركية. أي أن أنقرة شدّدت المراقبة على الحدود. وهذا موقف إيجابي. لذلك أعتقد أن الأتراك حالياً يحاولون معرفة أين يكمن الربح الأكبر.

«أرغومينتي إي فاكتي»: نحن لسنا قطيعاً!

تطرّقت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية إلى الأحداث التي تشهدها أوروبا أسبوعياً بمشاركة لاجئين من الشرق الأوسط، فيما الاتحاد الأوروبي مستمرّ بالحديث عن «الخطر الروسي».

وقالت الصحيفة: يقول الصحافي الروسي مكسيم شيفتشينكو: لا يكاد يمر أسبوع في أوروبا من دون حدوث تجاوزات بمشاركة لاجئين من الشرق الأوسط. ومع ذلك يستمر الاتحاد الأوروبي بالحديث عن «العدوان الروسي» وضرورة تشديد الإجراءات ضدّ روسيا.

ماذا يجب أن يحدث لكي يهتموا بالتهديدات الإرهابية الحقيقية وليس بحساباتهم الافتراضية عن عدد الساعات التي تحتاجها روسيا لاحتلال بولندا؟

يقول شيفتشينكو: صحيح أن المتطرّفين الإسلامويين وآخرين يقومون بعمليات إرهابية شنيعة. ولكن دعونا نفكر: ماذا فعل الغرب بالعالم الإسلامي؟ فخلال السنوات الخمس والعشرين الماضية أصبح ساحة لمجازر رهيبة، حيث قتل الملايين ودمّرت المدن، وانتشرت الحروب الأهلية في كل مكان.

والغرب ينظر إلى روسيا من وجهة نظر استهلاكية. فحسب اعتقادهم: علينا أن نكون ضعفاء وفقراء وغير سعداء وأن نتسول ونعيش على ما يقدمونه من مساعدات، وأن نكره ونبغض أحدنا الآخر: الروس والشيشانيون، الشيشانيون والأفاريون، الأفاريون وآخرون وهكذا. أما حقوق الإنسان والاقتصاد والنظام المصرفي والتكنولوجيا فجميعها من حق الغرب فقط.

فمثلاً، حالما بدأت إيران وضع برنامج نووي للأغراض المدنية، لا العسكرية، حتى تعرّضت لضغوط واحتجاجات غربية كبيرة.

أنا اعرف كيف يعمل طابور الغرب الخامس، الذي دمّر في وقت مضى جامعاتنا ومعاهدنا العلمية، التي تشكل قاعدة علمية تعمل على إعداد كوادر علمية وتصمم المشروعات للمجمع الصناعي ـ العسكري. لقد حاولوا تدميرها بأي ثمن.

وبحسب رأيهم، يجب أن يعيش الناس المقيمون خارج حدود العالم الغربي في معاناة دائمة، وأن يحصلوا على قوتهم وحاجاتهم إما مما ترميه لهم الطائرات من الجو، أو بعد أن يتحولوا إلى قطيع مستعد لتناول الوجبات السريعة. هذا ما يريده الغرب.

أنهم لا يفهمون سوى لغة القوة. فقد قال بوتين عام 2004 بعد مأساة مدرسة بيصلان: «كنا ضعفاء، والضعيف يعتدى عليه»… ونحن لسنا ملزمين باللعب وفق قواعدهم.

وأكثر من هذا، فأنا لا أصدق أي هجمة إرهابية على أوروبا، لأنها ليست سوى تلاعبٍ هدفه إقحام العالم غير الغربي في حروب ووقف نمو روسيا التي تستعيد سيادتها ومكانتها الدولية، وحرمان أوروبا من صفتها كمركز عالمي. فحسب رأي المتلاعبين كان على أوروبا التي تهتز من العمليات الارهابية الشنيعة، أن تعيش في رعب من الإسلام والأتراك والعرب، وأن يكره الناس بعضهم. ولكن في أوروبا والولايات المتحدة الكثير من الناس الطيبين، الذين يريدون بناء علاقات جيدة مع روسيا، ويدركون جيداً أن معاناة الشعوب هي من فعل النخب الحاكمة.

«دير شبيغل»: واشنطن تعتزم تحديث أسلحتها النووية المتمركزة في ألمانيا

ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن الولايات المتحدة تعتزم تحديث أسلحتها النووية المتمركزة في ألمانيا.

وجاء في تقرير المجلة المقرّر صدورها اليوم السبت، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وافق قبيل انتهاء فترته الرئاسية على مرحلة التطوير الأخيرة لنسخة جديدة من القنابل النووية.

ويذكر أن الإدارة الوطنية الأميركية للأمن النووي أعلنت مؤخراً أن الأسلحة النووية من طراز «بي 61 ـ 12» ستدخل سلسلة الإنتاج اعتباراً من عام 2020. وبحسب تقرير المجلة، ستُنشَر هذه الأسلحة بعد ذلك في قاعدة «بوشل» الجوّية في ألمانيا.

وبحسب تقديرات خبراء، في قاعدة «بوشل» ما يتراوح بين 10 و20 رأساً نووياً ترجع إلى الحرب الباردة، وتبقيها الطائرات القتالية من طراز «تورنادو» التابعة للجيش الألماني جاهزة للاستخدام في الحالات الخطرة.

ووفقاً لتقرير المجلة، دعا البرلمان الألماني بوندستاغ بتأييد من التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر إلى سحب الأسلحة النووية من ألمانيا عام 2010، إلا أن الحكومة الألمانية، والتي كانت تضمّ في ذلك الحين التحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الحر، أوضحت أنه لن يكون هناك قرار في هذا الشأن إلا بموافقة شركاء حلف شمال الأطلسي الناتو .

تجدر الإشارة إلى أن الأسلحة النووية لا تزال جزءاً رئيساً في سياسة الردع التي ينتهجها حلف الناتو. وكان أوباما قد أعلن في بداية توليه مهام منصبه عام 2009 أن نزع السلاح النووي يشكّل هدفاً لحكومته.

«موسكوفسكي كومسوموليتس»: روسيا قد توجّه ضربات إلى معسكرات الإرهابيين في أوكرانيا

تناولت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية، مجموعات أوكرانية تخريبية تسلّلت إلى القرم لتنفيذ أعمال إرهابية، مشيرة إلى أن روسيا قد توجّه ضربات إلى معسكرات الإرهابيين في أوكرانيا.

وقالت الصحيفة: تمكّنت مصلحة الأمن الفدرالية الروسية في 6 ـ 8 آب الجاري من تصفية ثلاث مجموعات تخريبية أرسلتها أوكرانيا إلى القرم للقيام بعمليات إرهابية بهدف إفشال الانتخابات البرلمانية المقررة في 18 أيلول المقبل.

وقد أعلنت مصلحة الأمن الفدرالية عن الحؤول دون وقوع سلسلة أعمال إرهابية في القرم، كانت تقف وراءها هيئة الاستخبارات الرئيسة في وزارة الدفاع الأوكرانية.

ففي ليلة السابع من آب 2016، اكتشف رجال الأمن أول مجموعة تخريبية في منطقة حيّ الأرمن، ونتيجة لتبادل إطلاق النار معها لقي أحد أفراد الأمن حتفه وتم تحييد العدو. وعثر رجال الأمن على 20 عبوة متفجرة يدوية الصنع قوتها أكثر من 40 كيلوغراماً من مادة «TNT» شديدة الانفجار، وكمية كبيرة من الذخائر ومعدّات تفجير خاصة وألغام مضادّة للمشاة وألغام مغناطيسية وقنابل يدوية وأسلحة خاصة تستخدمها الوحدات الخاصة في الجيش الأوكراني. وقد اعتقل أفراد المجموعة وتبين أنها تتألف من مواطنين روس وأوكرانيين، وبدأوا يدلون بالاعترافات عن مهمتهم في القرم، وظهر أن أحد قادة المجموعة هو يفغيني بانوف من مواليد 1977 ويعمل في الاستخبارات الأوكرانية ويسكن في مقاطعة زابوروجيتس.

وحاولت القوات الأوكرانية الخاصة في الليلة التالية مرتين التسلل إلى القرم، ولكن رجال مصلحة الأمن الفدرالية كانوا لها بالمرصاد. فيما كانت القوات الأوكرانية تغطي على المحاولتين بقصف مكثف على المنطقة، ما أدّى إلى مقتل أحد العسكريين الروس.

ووفق البيان الذي أصدرته مصلحة الأمن الفدرالية الروسية ، كان هدف هذه المجموعات التخريبية زعزعة الوضع الاجتماعي والسياسي في شبه جزيرة القرم عشية الانتخابات البرلمانية المقبلة.

هذا، ولم تعلن أي جهة في أوكرانيا عن مسؤوليتها عن هذا الهجوم على روسيا ولكن المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الأوكرانية أعلن ألا علاقة للوزارة بالأعمال التخريبية في القرم لا من بعيد ولا من قريب. أما مستشار رئيس مجلس أمن الدولة في أوكرانيا يوري تانديت، فأعلن أن بلاده لا تنوي استرجاع القرم باستخدام القوة. لأنها بحسب قوله أرض أوكرانية.

لكن الخبير العسكري بوريس روجين أعلن عن عثوره يوم 7 آب الجاري على مخبأ للمتفجرات في حي الأرمن كان تحت حماية 20 رجلاً مسلحاً، بدأوا بإطلاق النار حالما رأوا أفراد القوات الروسية. ويضيف الخبير أن هذا التصرّف من قبل المجموعة التخريبية كان منظّماً بصورة جيدة، حيث تمكن بنتيجته 14 ـ 15 منهم العودة بحراً إلى أوكرانيا مصطحبين معهم الجرحى وقتيلاً واحداً. ورافق هذه العملية توغّل عربة مشاة أوكرانية مدرعة إلى الأراضي الروسية لتقديم الدعم والمساندة للمجموعة التخريبية أثناء تراجعها.

أما الخبير العسكري فكتور موراخوفسكي، فيقول: إن في أوكرانيا مجموعات مسلحة عدّة لا تمتثل للحكومة الأوكرانية ولا لهيئة الأركان العامة. ولكنني لا استبعد أن يكون هؤلاء قد تم إعدادهم في مديرية الاستخبارات التابعة للأركان العامة. لأن قياديي أوكرانيا لا يمكنهم العيش في ظروف السلم. وبإمكانهم تكذيب أي شيء، ومع ذلك فإن الواقع يشير إلى أن الغرب تعب منهم. وهم يدركون جيداً أنه كلما قل اهتمام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بهم، انخفضت المساعدات المالية المخصصة لهم. لذلك قد تكون هذه العمليات التخريبية بهدف الحصول على دعم غربي أكبر.

وطبعاً، يجب على موسكو أن تحذر كييف من أنه في حال تكرار هذه الأعمال التخريبية، فإنها سترد عليها بموجب اتفاقية مكافحة الإرهاب لأن روسيا ليست في حالة حرب مع أوكرانيا. أي ستصنف هذه الأعمال كإرهابية، ما يسمح لروسيا بتوجيه ضربات إلى معسكرات الإرهابيين الموجودة على أراضي أوكرانيا.

«روسيسكايا غازيتا»: موريل يفرط في ألعاب الجاسوسية

أحد الشخصيات الأميركية السياسية المؤثرة، المؤيد بحماسة لمرشحة الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، يدعو إلى قتل الروس في سورية.

في مقابلة له مع قناة التلفزة الإخبارية «CBS» يوم الأربعاء الماضي حول الوضع في سورية، أدلى مايكل موريل، الذي كان يشغل في السابق منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «CIA»، بتصريح كان له وقع الصدمة في وزارة الخارجية الأميركية، التي سارعت إلى الإعلان عن عدم مشاطرتها موظف الخارجية السابق وجهة نظره. ودعت إلى الاسترشاد بالإيجازات الصحافية للوزارة.

وفي حين أن مكتب المرشحة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، التي يدعمها موريل في العلن، لم يُصدر أيّ تعليق في شأن تصريحاته. فإن بعض المحللين يعتقدون أن العسكري المتقاعد أعرب عما يدور في رأس هيلاري كلينتون، خصوصاً أن الشخصيتين كلينتون وموريل يعرفان جيداً بعضهما. فهيلاري كلينتون كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأميركية في الوقت الذي كان يشغل فيه موريل منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، حتى أنه قام بمهمات المدير لهذه الوكالة في فترة محددة. وكان كلاهما متورطين في فضيحة مقتل السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين عام 2012 في مدينة بني غازي الليبية، والتي خرجت إلى السطح منذ أيام قليلة، عندما رفع ذوو قتيلين من الضحايا دعوى في المحكمة ضد هيلاري كلينتون شخصيا، يتهمونها فيها بعدم أداء عملها كما يجب، ويطالبون المحكمة بتحميلها قضائيا مسؤولية مقتل الضحايا.

بم َأخبر موظف الاستخبارات الأميركية السابق مايكل موريل الأميركيين؟ في وقت يتفق الطرفان العسكريان الروسي والأميركي بصعوبة بالغة على التعاون والتنسيق المشترك في سورية، يدعو مايكل موريل وعبر شاشة البث التلفزيوني إلى قتل الروس والإيرانيين سرّاً في هذا البلد. وبصفة منفّذين لهذا العمل، اقترح استخدام «المعارضة السورية المعتدلة»، التي تساندها الولايات المتحدة. وأصرّ موريل على رأيه، وقال: «يجب علينا إجبار الروس على دفع الثمن». وردّاً على مقدّم «CBS»، أكد موريل ما قاله عن عمليات القتل السرّية، التي لا ضرورة لإخبار العالم عنها أو تقديم تقرير في البنتاغون.

بيد أن أفكار موريل حول سورية لم تُستنفد عند هذا الحدّ. فقد اقترح استخدام قوى الاستخبارات لإخافة الرئيس بشار الأسد، حيث قال العسكري السابق مهتاجاً: «أريد تفجير مكاتبه أثناء الليل. أريد تدمير طائرته الرئاسية على الأرض. أريد تدمير مروحياته الرئاسية. أريد إجباره على الاعتقاد بأننا جئنا للقبض عليه».

وكان من الممكن عدم إعارة الانتباه لموريل، الذي قد لا يكون قد مارس في الماضي ما يكفي من الحروب السرية، لولا وجود حيثية واحدة: إن موظف الاستخبارات السابق المستشيط غيظا ذكَّر بأن الولايات المتحدة تسعى لعزل الرئيس الأسد عن منصبه عبر خطة متقنة مع الحفاظ على المؤسسات الحكومية في هذه الجمهورية العربية.

وكمثال على هذه الخطة، قال إن الولايات المتحدة وفق هذه الخطة عملت سابقاً في العراق وليبيا. وهذا يعني أن هيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية الأميركية شاركت في وضع هذه الاستراتيجية، التي أدت في نهاية الأمر إلى انهيار الدولة في كلا البلدين المذكورين. ولا شك في أن كلينتون في حال فوزها ستستمر في تحقيق هذه الخطط بالنسبة إلى دمشق.

وفي أي حال من الأحوال، فقد كان مايكل موريل قد ارتكب ذات مرة خطأ جسيما في تنبؤاته. إذ بعد قليل من استقالته، أكد في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» أن دمشق الرسمية «لن تنظر بجدية في مسألة التخلي عن سلاحها الكيميائي». في حين أن الواقع بدا شيئاً آخر: فسورية سلمت مخزونها من السلاح الكيماوي إلى الهيئات الدولية من أجل إتلافه لاحقاً. ولكن هذه الخطأ في الحساب وغيره من الأخطاء، لم تمنع رجل الاستخبارات الأميركي السابق من الظهور بين الحين والأخر على شاشات التلفزة وتوجيه النصائح وتوزيع التنبؤات، لا سيما أن الطلب على «الصقور التلفزيونية» أصبح كبيراً الآن كما لم يكن في يوم من الأيام.

وخلافاً للبيت الأبيض، الذي اتخذ موقفاً حذراً مما يسمى «المعارضة المعتدلة السورية»، وأبدى اهتماما بالحوار مع موسكو في المسار السوري، فإن قسماً من الموظفين الأميركيين ذوي الأمزجة الراديكالية في مجال الدفاع والدبلوماسية والاستخبارات هم على العكس من ذلك يؤيدون النهج العدائي، الموجّه نحو «ردع روسيا».

وهكذا، فإن موريل «جيمس بوند» الحرب الباردة ودعواته إلى قتل الروس والإيرانيين أصبح في عداد خبراء السياسة الخارجية المطلوبين، بعدما وجد نفسه في مجموعة المساندين لهيلاري كلينتون.

«إندبندنت»: «داعش» خسر 45 ألف مقاتل

نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية تقريراً تقول فيه إن قوة تنظيم «داعش» قد تآكلت بشدة في العراق وسورية وإن التنظيم ربما تكون قواته الآن نحو 15 الف مقاتل، وأنه خسر نحو 45 الف مقاتل.

تنقل الصحيفة عن القائد العسكري الأميركي الجنرال شين ماكفرلاند القول إن الضربات العسكرية ضدّ تنظيم «داعش» قد أضعفته بشدّة، وإن عدد مقاتليه الآن ربما يكون 15 الف مقاتل.

وتضيف الصحيفة نقلاً عن ماكفرلاند أن العدد الإجمالي يصعب الآن حصره، لكنه يقدر بنحو 15 20 ألف مقاتل.

ويقول ماكفرلاند إن التنظيم فقد نحو 45 الف مقاتل منذ بدء العمليات التي تقودها الولايات المتحدة ضدّه.

وينخفض هذا العدد عن التقدير السابق لقوات التنظيم والذى تراوح من 19 25 الف مقاتل، بحسب الصحيفة.

كما أن مستوى المقاتلين انخفض أيضاً، بحسب ماكفرلاند. وقال إن القوات في سورية والعراق، وبدعم من الولايات المتحدة، تتقدّم، والعدو يتراجع على جميع الجبهات. أعرف جيداً أنه أصبح من الأسهل لنا الآن أن نذهب إلى مكان ما، مقارنة بما كان عليه الحال منذ سنة، وأن العدو لم يعد يقاتل كما كان في السابق.

وتقول القوات التي تساندها الولايات المتحدة في منبج في سورية إنها تسيطر على 90 في المئة من المدينة.

ويقول ماكفرلاند إن القوات العراقية تستعدّ لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل شمال العراق، التي تعدّ معقلاً مهمّاً للتنظيم منذ عام 2014، لكن الولايات المتحدة لا تزال تقوم ببعض الأعمال في قاعدة الجيارة الجوية شمال العراق قبل القيام بهذا الهجوم، بحسب الصحيفة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى