هيرش: الإرهابيون يدخلون سورية من جميع أنحاء العالم عبر تركيا
أكَّد الكاتب الصحافي الأميركي سيمور هيرش، أنَّ ما يسميها الغرب «معارضة معتدلة» في سورية غير موجودة، مشيراً إلى أنَّ الإرهابيين من مختلف دول العالم يدخلون إلى سورية عبر الحدود المفتوحة أمامهم في تركيا.
وقال هيرش في حديث للتلفزيون التشيكي: تركيا تلعب لعبةً مزدوجةً فيما يتعلق بالقتال ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، لافتاً إلى وجودِ أدلة ٍحول العلاقات التجارية القائمة بين تركيا والتنظيم الإرهابي، وأنَّ الإدارة الأميركية لديها أيضاً أدلة بهذا الشأن.
وأكَّد هيرش، أنَّ الهزيمة هي المصير الذي ينتظر تنظيم «داعش» الإرهابي في النهاية، مشيراً إلى أن فقدانه المتزايد للأراضي يجعله يغيّر تكتيكاته ويركز على ما يسمى الأهداف الغضة أو السهلة أي المدنيين.
وحذر هيرش من حدوث أمور فظيعة في العالم، ولاسيما في أوروبا الغربية لأن إرهابيي «داعش» المجانين لن يتورعوا عن قتل الأطفال وبالتالي يجب القتال ضدهم بشكل قوي.
ونقلاً عن موقع «وطني برس» وتأكيداً لما ذكره هيرش، فإنَّ النظام التركي وعلى مدى السنوات الماضية حوّل أراضي تركيا إلى مقرٍ وممرٍ للإرهابيين من مختلف أصقاع العالم إلى سورية ودعم التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيان المدرجان على لائحة الإرهاب الدولية بالمال والسلاح، إضافةً إلى شرائه النفط السوري المسروق من تنظيم «داعش» بينما دعمَّت الولايات المتحدة التنظيمات الإرهابية على مختلف مسمياتها تحت ستار «معارضة معتدلة» مع يقينها بأنَّ لا شيء يميزها عن تنظيمات «القاعدة» و«داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابية.
من جهتهِ، أكَّد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أهمية وجود قاعدة جويَّة لروسيا في سورية، مشيراً إلى أنها ستُتيح إمكانيةَ محاربةِ الإرهاب بعيداً عن الحدود الروسية.
وفي مقابلةٍ تلفزيونية، قال شويغو «إنَّ قاعدتنا هناك لا بد منها كي نحارب هؤلاء المجرمين على التخومِ البعيدة، لأنَّ سورية كالمغناطيس تجذب توريدات للأسلحة من كل الأراضي بلا استثناء. وأقول بلا استثناء عن وعي تام لأنني أعرف ما أقول».
وأشار شويغو إلى أنَّ تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تواجد عدد كبير من أبناء الوطن الروسي وبلدان رابطة الدول المستقلة في سورية، تتخذ حالياً أهمية خاصة.
هذا وذكر وزير الدفاع الروسي أنَّ موسكو لم تتمكن بعد من إيجاد أرضية مشتركة مع واشنطن، في عمليةِ تبادلِ المعلومات حول المعارضة المعتدلة في سورية.
وتابع شويغو «نقول لزملائنا.. قولوا لنا أين المعارضة المعتدلة؟ كان هذا أول ما سألناهم عنه. واقتراحنا الأول، كان تحديد أماكن تواجد المعارضة المعتدلة، كي لا يستهدفها طيراننا. لم نفلح في ذلك.. حسنا.. إذن قولوا لنا إلى أين نوجه ضرباتنا، وأين مواقع إرهابيي «داعش» و«جبهة النصرة» ومن انضم إليهما؟ لكن النتيجة نفسها.. هناك مسائل كثيرة يجب علينا أن نحلها مع زملائنا الأميركيين».
وأضاف أنَّ هناك من يذهب إلى أنَّ يقترح اعتبار إرهابيين انتحاريين يفجرون أنفسهم داخل آليات مصفحة مشحونة بالمتفجرات «معتدلين» يحاربون من أجل «مستقبل وضاء». وصرَّح شويغو، بهذا الصدد، بأنه لا يفهم نضالاً تستخدم فيه مثل هذه الأساليب.
في غضون ذلك، وصل نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف إلى طهران مساء أمس، لإجراء مشاورات مع المسؤولين الإيرانيين.
وأعلنت السفارة الروسية في طهران أن بوغدانوف سيلتقي في وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ومساعده للشؤون العربية والافريقية حسين جابري انصاري لتبادل وجهات النظر حول الأوضاع في المنطقة وعلى رأسها الأزمة السورية.
على صعيد آخر، استبعد وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيير، احتمال ترحيل اللاجئين السوريين المتواجدين في ألمانيا والذين ارتكبوا جرائم في أراضي البلاد، إلى سورية.
وقال دي ميزيير، في حديث لصحيفة «تاغيس شبيغيل أم سونتاغ»، نشر أمس، رداً على سؤال حول ما إذا كانت السلطات الألمانية تُخطط لإعادة اللاجئين السوريين، الذين ارتكبوا جرائم في الأراضي الألمانية، إلى سورية: «سيكون هذا أمراً مستحيلاً حتى عودةِ السلام إلى سورية، لن تكون هناك عمليات ترحيل إلى المناطق التي تعمها الحرب».
وأشار وزير الداخلية الألماني، في الوقت ذاته، إلى أنَّ هذا النهج لا يخص اللاجئين من أفغانستان، قائلاً في هذا السياق: «يسهم العسكريون والشرطيون الألمان، جنباً إلى جنب مع زملائهم الأفغان، يومياً في ضمان مزيد من الأمن في أفغانستان. وبالتزامن مع ذلك، يترك الشباب الأفغان بلادهم من أجل البحث عن السعادة في أوروبا، وليس من الممكن أن تسير الأمور هكذا».
وشدد دي ميزيير على وجود مناطق في أفغانستان تُعتبر آمنة بشكل رسمي ومن الممكن أن يعود إليها اللاجئون من هذه البلاد.
ميدانياً، نَشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو يظهر توجيه 6 قاذفات استراتيجية من طراز «تو-22» غارات بالقنابل المتشظية على منشآت تنظيم «داعش» في محيط مدينة دير الزور السورية، أمس.
وأسفَّرت الغارات، بحسب الوزارة، إلى تدمير 6 مستودعات للأسلحة، بالإضافة إلى مركزين للقيادة ودبابتين و4 آليات قتالية للمشاة، و7 سيارات ذات دفع رباعي مزودة برشاشات من العيار الثقيل، فضلاً عن تصفية عدد كبير من المسلحين.
وفي حلب، تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على 25 كتلة من الأبنية في «مشروع 1070 شقة» جنوب غرب حلب، كان قد خَسِرها في وقتٍ سابق في معارك مع مجموعات مسلحة.
يأتي ذلك في وقتٍ تتواصل فيه الاشتباكات بين الجيش والمسلحين على عدة محاور جنوب وجنوب غرب حلب، في «الصنوبرات» و«المقلع» و«أم القرع»، و محيط جمعية الزهراء، بعد اطلاق المسلحين لعملية عسكرية باتجاه المنطقة.